أميركا "قلقة" من حرب السودان وتقدم مساعدات بـ203 ملايين دولار

time reading iconدقائق القراءة - 6
سودانيات ينتظرن الحصول على الطعام في أم درمان. 11 مارس 2024 - REUTERS
سودانيات ينتظرن الحصول على الطعام في أم درمان. 11 مارس 2024 - REUTERS
نيويورك/واشنطن/دبي-رويترز

أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها العميق إزاء الصراع المستعر في السودان منذ 15 أبريل 2023، مشيرة إلى أنها "بشكل لا لبس فيه" الضالعين في هذه الحرب التي أثارت مخاوف من خطر وقوع مجاعة، معلنةً عن مساعدات إضافية بقيمة 203 ملايين دولار.

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، إن "أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه البلاد كلها تقريباً أعمال عنف".

ودعا كيربي المقاتلين إلى "وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء" و"السماح بوصول المساعدات الإنسانية".

مساعدات أميركية

من جهتها، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، الخميس، أن الولايات المتحدة ستقدم 203 ملايين دولار إضافية لمساعدة ملايين المدنيين المتضررين من الحرب في السودان، داعية الدول الأخرى إلى زيادة مساعداتها.

وقالت جرينفيلد في بيان، إن "شعب السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. يتعين بذل ما هو أكثر بكثير لمساعدتهم"، معربةً عن أملها بأن "تمثل هذه الجولة الجديدة من المساعدات للآخرين دعوة إلى التحرك". 

وأضافت جرينفيلد التي زارت حدود تشاد مع السودان في سبتمبر الماضي للقاء لاجئين من الحرب: "أجل، الشعب السوداني بحاجة إلى تمويل إنساني أكبر بكثير، لكن الطرفين على الأرض لا بد أن يسهلا أيضاً الوصول إلى المساعدات الإنسانية".

وأشارت إلى "استعداد الولايات المتحدة للضغط من أجل اتخاذ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مزيداً من التحركات لضمان إمكان وصول المساعدات إلى من هم في أمَس الحاجة إليها إذا تطلب الأمر".

وتهدف هذه الأموال الأميركية إلى مساعدة المدنيين في السودان، وكذلك من فروا إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وذكر مسؤول أميركي، أن "الأموال الأميركية الإضافية ترفع إجمالي التمويل الأميركي للمدنيين في السودان وتشاد ومصر وجنوب السودان إلى 707 ملايين دولار منذ أكتوبر الماضي".

تعطل إمدادات الأمم المتحدة

وفي سياق أخر، أفاد مسؤول من برنامج الأغذية العالمي لوكالة "رويترز"، الخميس، بأن طريق إمداد رئيسياً إلى إقليم دارفور السوداني أٌغلق بسبب الأمطار الغزيرة، بينما قالت مسؤولة أخرى من الأمم المتحدة إن النازحين اضطروا إلى أكل العشب.

وقال إيدي روي مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان، إن آلاف الأطنان من المساعدات عالقة عند معبر الطينة على الحدود مع تشاد، ما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى إعادة فتح محادثات مع الحكومة السودانية لفتح معبر بديل مناسب في جميع الأحوال الجوية في الجنوب، وهو معبر أدري.

ويصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة السودان بأنه "البلد الذي يواجه أكبر أزمة جوع في العالم"، مضيفاً أن إقليم دارفور غرب البلاد هو الأكثر تعرضاً لهذا الخطر، وذلك وسط حرب أهلية مستمرة منذ 15 شهراً في السودان أدت إلى نزوح الملايين واندلاع العنف على أساس عرقي.

وتسببت الحرب في موجات من العنف بدوافع عرقية تتحمل قوات الدعم السريع المسؤولية عنها إلى حد كبير، بحسب وكالة "رويترز" التي أشارت إلى أن الدعم السريع تنفي إلحاق أضرار بمدنيين، وتنحي باللائمة على عناصر مارقة.

اقرأ أيضاً

الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور "جبهة جديدة" للنزاع في دارفور

حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور حيث بات السكان على شفا مجاعة.

وكان الجيش حذر فيما سبق مجموعات إغاثة من استخدام معابر غير مصرح باستخدامها للدخول إلى إقليم دارفور، الذي تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق كبيرة منه، وصنف معبر الطينة في وقت سابق هذا العام على أنه الطريق المعتمد، لكن ذلك الطريق أصبح غير صالحاً للاستخدام بسبب بدء موسم الأمطار.

وقال روي لـ"رويترز" من مدينة بورتسودان: "لديكم هذه الأنهار الكبيرة. وفي الوقت الذي أتحدث فيه الآن، قافلتنا، التي من المفترض أن تنقل أكثر من ألفي طن متري، عالقة". وعندما سُئل روي عن الوضع في المحادثات التي استؤنفت هذا الأسبوع، أجاب "نسبتها 50 إلى 50".

ويسعى برنامج الأغذية العالمي الآن إلى الحصول على تصاريح لتحريك قافلة ضخمة من 70 شاحنة عبر طريق قليل الاستخدام طوله أكثر من ألف كيلومتر من بورتسودان إلى دارفور، وهو طريق ذكر روي أنه سيتضمن عبور خطوط القتال الخاصة بالقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وفصائل مسلحة مختلفة.

وأضاف أن هذا الطريق الذي تغلب عليه الطبيعة الصحراوية كان مستخدماً في الماضي، لكن في غير موسم الأمطار، وأن الرحلة الأخيرة استغرقت أسابيع وكانت "مليئة بتحديات كثيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك