عقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في وقت مبكر من يوم الأحد، أول مؤتمر انتخابي له منذ محاولة اغتياله قبل أسبوع، وحصوله رسمياً على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، إذ قال إنه "لا يعلم إذا كان الرئيس جو بايدن سينسحب أم لا، وما هي هوية من يخلفه؟".
وأضاف المرشح الجمهوري: "كانت أمامي خيارات أسهل من خوض انتخابات الرئاسة، لكنني أفعل هذا من أجلكم، وكان لي الشرف الكبير أن أقبل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق، وأنا واثق من الفوز في الانتخابات، وسنزيح الفاسد جو بايدن".
واعتبر ترمب أن "التصويت لبايدن في انتخابات الرئاسة أمر معارض للمنطق"، مشيراً إلى أن الديمقراطيين بدأوا المعاناة من التضخم خلال العامين الأولين من وصولهم إلى البيت الأبيض، بينما خلال فترته الرئاسية (2016-2020) لم تشهد الولايات المتحدة معدلات التضخم المرتفعة التي شهدتها لاحقاً.
وتعهد الرئيس السابق بـ "إعادة توحيد الولايات المتحدة، ووقف دخول المهاجرين إلى البلاد".
رصاصة من أجل الديمقراطية
وقال ترمب إن الديمقراطيين كانوا يحاولون جعله يبدو "متطرفاً"، مشيراً إلى إنه في الواقع شخص "يتمتع بمنطق سليم"، وأكد أنه لا يعرف شيئاً عن مشروع 2025، مستدركاً: "لا أعرف ما هو بحق الجحيم".
وتابع: "يستمرون بالقول (أنا) أشكل تهديداً للديمقراطية. أنا أقول: بمَ أسأت للديمقراطية؟ الأسبوع الماضي، تلقيت رصاصة من أجل الديمقراطية. ماذا فعلت ضد الديمقراطية؟".
ومضى قائلاً إن إدارة "ترمب-فانس" ستغير بسرعة "كل كارثة (لإدارة) بايدن وهاريس"، بدءاً من اليوم الأول، إذا تم انتخابه، مضيفاً أنه سينهي "كابوس التضخم"، و"سيقضي على جرائم المهاجرين"، وسيمنح الناس تخفيضات ضريبية إضافية، وسيتم تخفيض أسعار الطاقة "بسرعة كبيرة".
وواصل: "أعداء أميركا سيخشوننا.. وسوف تحظى الولايات المتحدة مرة أخرى بالاحترام الذي تستحقه.. سأعيد الحلم الأميركي، وسيكون أكبر، وأفضل، وأكثر جرأة من أي وقت مضى".
وأكد ترمب أنه سيفعل أموراً عظيمة لشعب ميشيجان، بما في ذلك أنه "سينقذ" صناعة السيارات الأميركية "من الاندثار"، وانتقد شون فاين، رئيس اتحاد عمال السيارات المتحدين، ووصفه بأنه "لا يعرف ماذا يفعل"، مشيراً إلى أنه يحب (الملياردير الأميركي مؤسس شركة تسلا) إيلون ماسك، قائلاً: "لقد أيدني مؤخراً في ذلك اليوم، إنه رجل رائع".
وأعلن ترمب عزمه فرض تعريفات جمركية على الصين ومنتجاتها، تصل إلى 200%، متعهداً بإلغاء أي قرار يقدّم معاملة تفضيلية لبكين.
وأشاد ترمب بالرئيسين الصيني والروسي، شي جين بينج، وفلاديمير بوتين، ووصفهما بأنهما "قادة أذكياء وأقوياء، ويحبون بلادهما"، وقال إن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، كان على حق في قوله: "يجب أن يكون لدينا شخصاً يمكنه حمايتنا".
وكشف أنه كانت تربطه علاقة جيدة للغاية مع الرئيس الصيني، الذي وصفه بأنه "رجل عبقري"، و"يسيطر على 1.4 مليار شخص بقبضة من حديد"، متابعاً: "شي يجعل الرجال مثل بايدن يبدون كالأطفال".
الحرب العالمية الثالثة
وحال إعادة انتخابه، شدد ترمب على أنه "سيمنع نشوب الحرب العالمية الثالثة"، و"سيحسم الحرب المروعة" بين روسيا، وأوكرانيا، وقال: "أنتم قريبون للغاية من الحرب العالمية.. والكارثة الأفغانية ما كانت لتحدث أبداً لو كنت رئيساً، وروسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا، كما أن هجمات حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر لم تكن لتحدث.. سأستعيد الشيء الذي يدعى السلام بالقوة".
وعبر الرئيس الأميركي السابق عن امتنانه لـ"الهجرة"، قائلاً إنه مدين لها بحياته، مشيراً إلى اللحظة التي أدار فيها رأسه خلال خطابه الأسبوع الماضي، ما تسبب في أن الرصاصة أخطأت رأسه، وأصابت أذنه.
وأضاف: "عندما شاهدت الطريقة التي يجري بها التعامل مع حدودنا.. كانت لدينا أفضل الحدود، وأكثرها أماناً، الحدود التي أنقذت حياتي، كما تعلمون، كنت أشير إلى علامة حدود الهجرة عندما التفت وهذا الشيء (الرصاصة) سار في هذا الاتجاه، بدلاً من هذا الاتجاه".
وأضاف بينما كان الحشد يهتف: "لذا فأنا مدين للهجرة بحياتي.. هذا صحيح، هذا صحيح".
فانس يشيد بترمب
وظهر ترمب في جراند رابيدس بولاية ميشيجان، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، ومعه مرشحه الجديد لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو في أول مؤتمر انتخابي يجمعهما.
ومن جانبه، أشاد السيناتور جي دي فانس، في كلمته أمام حشد يضم الآلاف، بالرئيس السابق ترمب، ودعا إلى "استعادة المسار الصحيح والأمن إلى هذا البلد".
وقال السيناتور: "كلا الحزبين إذا كنتم تتذكرون، وافقا على نقل الملايين من وظائف التصنيع الجيدة إلى المكسيك، والصين حتى جاء الرئيس ترمب وقال: علينا أن نصنع المزيد من الأشياء الخاصة بنا.. علينا أن نصنعها بأيدي عمالنا، وسنفعل ذلك من أجل شعبنا هنا في الولايات المتحدة الأميركية، هنا في ميشيجان".
كما أشاد فانس بخطط ترمب الاقتصادية، وأثنى عليه لرغبته في تشديد أمن الحدود، مضيفاً: "الرئيس ترمب، باختصار، يريد بناء دولة تعمل بالفعل من أجل مواطني هذا البلد مرة أخرى، لقد فعل ذلك لمدة 4 سنوات.. لقد فعل ذلك بنجاح لمدة 4 سنوات".
وتابع: "أصدقائي، لم نشهد قط انتخابات حيث يكون لديك أربع سنوات لشخص واحد وأربع سنوات للرجل الآخر، ومن الذي يمكن أن يرفض فكرة أن 4 سنوات من حكم الرئيس ترمب كانت أفضل بكثير من أربع سنوات جو بايدن، أليس كذلك؟".
قمصان محاولة اغتيال ترمب
في غضون ذلك، انتشرت صور محاولة اغتيال ترمب في أول تجمع انتخابي للرئيس السابق منذ تعرضه لإطلاق النار قبل أسبوع في ولاية بنسلفانيا.
وارتدى العديد من أنصاره قمصاناً عليها صورة ترمب وهو يرفع قبضته في الهواء ويطلب من ناخبيه "القتال"، بينما يقوم عملاء الخدمة السرية بإخراجه من المسرح، وفق شبكة CNN.
وكانت العديد من طاولات البضائع خارج المكان في جراند رابيدز بولاية ميشيجان، تبيع القمصان للحاضرين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للتوجه إلى الساحة الداخلية.
وأصبحت عبارة "قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا" صرخة حاشدة جديدة للجمهوريين في أعقاب محاولة الاغتيال.
مؤتمر الحزب الجمهوري
وقال مسؤولو الحزب الجمهوري خلال مؤتمر ترشيح ترامب في ميلووكي، قبل أيام، إن مواجهته للموت، يوم السبت الماضي، غيرته وإنه عندما ألقى خطاب قبول ترشحه، مساء الخميس، دعا إلى الوحدة.
وعلى الرغم من أن ترامب استهل خطابه بدعوة إلى الوحدة ونبذ الخلافات، جاء معظم خطابه عن قائمة معروفة من المظالم، إلى جانب هجومه على المعارضين.
وبدأ ترمب، الذي كانت أذنه اليمنى مغطاة بضمادة، بوصف محاولة الاغتيال الفاشلة خلال تجمع حاشد في بنسلفانيا، حيث تحدَّث لمدة 93 دقيقة، وألقى أطول خطاب قبول ترشيح حزبي في الولايات المتحدة في التاريخ الحديث، وفقاً لوكالة "أسوشيتيد برس".
وتعهد ترمب، الذي أصابت رصاصة طرف أذنه اليمنى، بإنهاء "كل الأزمات الدولية التي خلقتها الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن"، بما في ذلك حرب روسي وأوكرانيا، وحرب إسرائيل على غزة، والتهديد الصيني لتايوان، واقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقال المرشح الجمهوري إن فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر سيؤدي إلى إعادة القوة إلى الولايات المتحدة، والسلام إلى العالم، زاعماً أن بوسعه "وقف الحروب بمكالمة هاتفية".
اضطراب ديمقراطي
ويعيش الديمقراطيون، في المقابل، حالة من الاضطراب إذ لم يعد من المؤكد أن الرئيس جو بايدن سيكون المرشح الديمقراطي الذي يواجه ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.
ويواجه بايدن دعوات متزايد من مسؤولين منتخبين في الحزب الديمقراطي، للانسحاب من سباق الرئاسة، وإنهاء محاولته لإعادة انتخابه بعد أدائه الضعيف في مناظرة أمام ترمب الشهر الماضي.
ويتخلف بايدن عن ترمب في استطلاعات الرأي في كل الولايات المتأرجحة، ويخشى كثير من الديمقراطيين، افتقاره لأي سبيل لتحقيق النصر، وعليه سيحتاج الحزب إلى مرشح رئاسي جديد.
ويُعقد المؤتمر الانتخابي في جراند رابيدس في ساحة داخلية، وليس في الهواء الطلق مثلما كان التجمع الذي أقيم في بتلر بولاية بنسلفانيا الأسبوع الماضي، حيث تمكن مسلح من اعتلاء سطح مبنى خارج نطاق تأمين جهاز الخدمة السرية قبل إطلاقه النار على ترمب وإصابته في أذنه، وهو ما أدى أيضاً لمقتل شخص من الحشد وإصابة آخرين.
وأحجم جهاز الخدمة السرية، المسؤول عن حماية ترمب، عن التعليق على خطط تأمين مؤتمر جراند رابيدس، ولا يزال التحقيق جارياً في الإخفاقات الأمنية في مؤتمر بتلر، وقال في بيان "لا يناقش جهاز الخدمة السرية الوسائل، والأساليب المستخدمة في عملياتنا الوقائية".