قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي أبلغ الرئيس جو بايدن في اجتماعه معه السبت 13 يوليو، بمنزله في ريهوبوث بولاية ديلاوير، إن غالبية أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين كانوا مستعدين لـ"طي صفحة ترشحه للرئاسة".
وذكرت الصحيفة أن الرئيس لم يكن مستعداً لسماع الرسالة التي ذهب شومر إليه حاملاً إياها، ورد قائلاً: "أحتاج إلى أسبوع آخر"، وفقاً لشخص مطلع على تفاصيل اللقاء الذي استمر 35 دقيقة.
وجاء قرار الرئيس الأحد، باختتام 3 أسابيع متوترة بإعلان انسحابه من السباق الرئاسي، بعد تحركات من شومر وديمقراطيين كبار، ممن توصلوا إلى نتيجة مفادها أن بايدن يجب أن يتنحى جانباً، ولكنهم رفضوا الإفصاح عن ذلك علناً، قبل الحديث إلى بايدن.
وقرر شومر أن يطلب اجتماعاً شخصياً مع بايدن بعد جلسة متوترة بين أعضاء مجلس الشيوخ وعدد من كبار مستشاري حملة بايدن في الكابيتول، حيث كان هناك قلة بينهم يدعمون بقاء الرئيس في السباق.
وبعد يومين من اللقاء مع فريق الرئيس، اجتمع شومر مع بايدن في 13 يوليو، وأبلغه بأن الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لا يريدون بقاءه في السباق.
"3 نقاط مهمة"
وقال المصدر الذي تحدث للصحيفة إن شومر حض الرئيس على أن يضع في اعتباره 3 نقاط فيما يوازن خياراته بشأن البقاء في السباق: الخطر على إرثه الشخصي، ومستقبل البلد، وتأثير بقائه على الكونجرس إذا ما مني الديمقراطيون بخسارة كبيرة في نوفمبر.
وحض شومر بايدن أيضاً على التفكير في مستقبل المحكمة العليا إذا ما أعيد انتخاب منافسه الجمهوري دونالد ترمب رئيساً مرة أخرى، وتحالف معه الجمهوريون في مجلس الشيوخ لتعيين قضاة آخرين في المحكمة التي بات يهيمن عليها المحافظون بأغلبية 6 إلى 3.
واختتم شومر جلسته مع بايدن بالقول: "لا أتوقع منك أن تخرج من هذه الغرفة وقد اتخذت قرارك، ولكني آمل أن تفكر فيما قلت".
وبدأ شومر الاجتماع مع بايدن بالتأكيد له أنه أتى بدافع "الحب والعاطفة، كصديق وزميل"، وأشار المصدر الذي تحدث للصحيفة أن الاثنين افترقا بعد عناق في نهاية الاجتماع.
لحظة صعبة لشومر
وقالت "نيويورك تايمز" إن الاجتماع كان لحظة صعبة بالنسبة لشومر، نظراً لعلاقته الطويلة مع بايدن، وإنجازاتهما التشريعية المشتركة في السنوات الأخيرة، وكذلك، رغبته في الحفاظ على أغلبيته الضئيلة في مجلس الشيوخ، والتي باتت محل تهديد وسط آفاق بخسارة محققة لبايدن.
وفي الأيام التي تلت المناظرة الكارثية بين بايدن وترمب في 27 يونيو، امتنع شومر عن اتخاذ قرار متسرع، إذ كان "ممزقاً" بين دوره كمناصر لبايدن في مجلس الشيوخ، وحساباته السياسية. ودعا شومر زملائه والمتبرعين للحزب لنقل مخاوفهم إلى فريق بايدن، دون أي بيانات علنية.
وكان شومر يخشى أن يؤدي الضغط العلني على الرئيس إلى نتيجة عكسية، وفق "نيويورك تايمز".
وتحدث شومر عدة مرات مع الرئيس السابق باراك أوباما لاستشارته ، وكذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب حكيم جيفريز.