على مدى 23 يوماً، أصرَّ الرئيس الأميركي جو بايدن على المُضي قُدماً في سعيه لإعادة انتخابه لولاية ثانية، في مواجهة دعوات المشرّعين والمانحين الديمقراطيين التي طالبته بالانسحاب من ماراثون الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، إلا أن الأمور تغيرت تماماً بشكل مفاجئ.
ورصدت مجلة "بوليتيكو" الأميركية كواليس قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، مستندة إلى مقابلات مع 22 شخصاً مطلعاً، رفضوا كشف هوياتهم نظراً لحساسية الموضوع.
وفي وقت مبكر السبت، أخبر بايدن كبار مساعديه أن "الحملة ستمضي قدماً بكامل قوتها"، ولكن بحلول وقت متأخر من تلك الليلة، كان الرئيس الأميركي قد غيَر رأيه بعد مناقشة طويلة أجراها مع أقرب مساعديه، وهما ستيف ريكيتي، ومايك دونيلون.
وذهب ريكيتي، الذي يعمل مع بايدن منذ كان في مجلس الشيوخ، لمقابلة الرئيس الأميركي في منزله على شاطئ ديلاوير، الجمعة الماضي، فيما وصل دونيلون في اليوم التالي.
وأوضحت "بوليتيكو" أن الرجلين اللذين كانا بجوار بايدن في قراراته المهمة بشأن ما إذا كان سيترشح للرئاسة بين عامي 2016 و2020، جلسا على مسافة من الرئيس الذي تم تشخيص إصابته مؤخراً بفيروس كورونا، وقدّما له معلومات جديدة في اجتماع أدى على ما يبدو لتسريع إنهاء مسيرته السياسية.
وبالإضافة إلى استعراضهما مخاوف جديدة من المشرّعين وتحديثات بشأن عملية جمع التبرعات التي تباطأت بشكل كبير، كان الرجلان يحملان نتائج استطلاعات الرأي الخاصة بحملة بايدن، والتي أظهرت هذا الأسبوع أن طريقه إلى الفوز في نوفمبر قد انتهى، حسبما نقلت الصحيفة عن 5 أشخاص مطلعين لم تكشف هوياتهم.
وطرح بايدن عدة أسئلة على مساعديه خلال الاجتماع، وبحسب المجلة فإن الذين كانوا معه في مقر إقامته، ظهر الأحد بالإضافة لريكيتي، ودونيلون، هم السيدة الأولى جيل بايدن، و2 من المساعدين الموثوقين الآخرين، وهما نائبة كبير موظفيه آني توماسيني، ومساعد السيدة الأولى أنتوني برنال.
وتابعت "بوليتيكو": "في الساعة 1:45 بعد الظهر، أبلغ الرئيس الأميركي مجموعة أكبر من مساعديه المقربين أنه قرر في الليلة الماضية إنهاء سعيه لفترة ولاية أخرى، وقرأ رسالته أمامهم وشكرهم على خدماتهم، وبعد دقيقة واحدة، وقبل أن يتم إخطار موظفي الحملة الآخرين أو البيت الأبيض، نشر بايدن رسالته التاريخية من حساب حملته على منصة إكس".
وأفادت المجلة الأميركية بأن الإعلان الذي صدم عالم السياسة قلب السردية العامة بشأن بايدن بشكل فوري، فبعد 3 أسابيع من التهكم عليه سراً بات حزبه يمطره بالبيانات الودية، مشيداً بسجله ومسيرته المهنية في الخدمة العامة وقراره المتفاني الذي قالوا إنه وضع بلده أولاً.
المناظرة الرئاسية
ولم يكن الأمر أن بايدن سئم من فكرة تخلّي حزبه عنه، على الرغم من أنه كان كذلك بالفعل، بل في أنه اقتنع أخيراً بما يعتقده العديد من الديمقراطيين الآخرين، منذ أدائه الضعيف في المناظرة الرئاسية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الشهر الماضي، وهو أنه لا يستطيع الفوز بالانتخابات.
وعندما طلبت الحملة إجراء استطلاعات رأي جديدة، خلال الأسبوع الماضي، كانت هذه المرة الأولى التي يجرون فيها استطلاعات في بعض الولايات الرئيسية منذ أكثر من شهرين، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.
وكانت النتائج سيئة، إذ أظهرت أن بايدن ليس متأخراً في جميع الولايات الست المتأرجحة الحاسمة فحسب، بل إن معدلاته انهارت في أماكن مثل فرجينيا ونيو مكسيكو، حيث لم يخطط الديمقراطيون للحاجة إلى إنفاق موارد ضخمة للفوز فيها.
ومع هذه المعرفة والإدراك بأن المزيد من كبار قادة الحزب، بما في ذلك المزيد من زملائه السابقين في مجلس الشيوخ، كانوا سيشاركون في حملة الضغط العلنية عليه، فقد أتاح الخروج المفاجئ للرئيس الأميركي أفضل فرصة لإظهار أن القرار جاء بشروطه الخاصة.
كما يُعد قرار بايدن خطوة لحفظ ماء الوجه ذات أهمية كبيرة بالنسبة لزوجته جيل، التي كانت مُصِرة على الحفاظ على كرامة زوجها، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات الأخيرة، بحسب "بوليتيكو".
وكان كبار مساعدي الرئيس الأميركي يستعدون لأن تقوم رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي، التي عملت خلف الكواليس لتشجيع الآخرين في الحزب نحو هذا النوع من العمل الجماعي الذي قد يدفعه في نهاية المطاف إلى إنهاء حملته، للإعلان هذا الأسبوع، فضلاً عن إمكانية كشفها عن استطلاعات الرأي الديمقراطية التي توضح الصعوبات السياسية المؤلمة التي يواجهها بايدن، بحسب "بوليتيكو".
ونقلت الصحيفة عن أحد الديمقراطيين المطلعين على المحادثات الخاصة قوله: "لقد أوضحت نانسي (بيلوسي) أن بإمكانهم القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة.. ومنحتهم 3 أسابيع لاستخدام الطريقة السهلة، وكنا على وشك الدخول في مرحلة إنهاء الأمر بالطريقة الصعبة".
ومع تعهُّد بايدن، في بيان إعلانه عن إصابته بفيروس كورونا، بالعودة إلى حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، اعتقد البعض في الحزب الديمقراطي أن إظهار المزيد من المعارضة المباشرة والعلنية قد تكون الطريقة الوحيدة المتبقية لإقناعه بالانسحاب من السباق.
ولذا خطط ما لا يقل عن 6 من الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، بما في ذلك كبار المشرّعين، لدعوة الرئيس إلى الانسحاب خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وفقاً لما نقلته المجلة عن مُشرّع ديمقراطي كان لديه بيان مُعَد مسبقاً بالفعل.
وقال المشرّع: "لقد منحناه مهلة حتى نهاية الأسبوع ليتخذ قراره، كنا نأمل أن يكون هذا القرار مماثلاً للقرار الذي سنتخذه".
وتحدَّث المشرّع مع العشرات من زملائه في الأسابيع الأخيرة بشأن نتائج استطلاعات الرأي ومخاوف الناخبين في مناطقهم، لافتاً إلى أنهم كانوا يشاركون هذه البيانات مع فريق حملة بايدن على نحو منتظم.
القادة الديمقراطيون في الكونجرس
وشعر قادة الحزب الديمقراطي في الكونجرس باقتراب بايدن من اتخاذ قرار الانسحاب، وقال مُشرّع مقرب من القيادة، إن الرئيس "أصبح غير متصل بالإنترنت" في الأيام الأخيرة، إذ أمضى بعض الوقت مع عائلته، في إشارة إلى أنه كان يتفهم الرسائل الحازمة التي وجهها إليه ديمقراطيون بضرورة انسحابه.
وأضاف النائب الديمقراطي الذي طلب عدم كشف هويته: "لقد تلقّى الرسالة التي وجهها تشاك (شومر)، وحكيم (جيفريز)، و(نانسي) بيلوسي"، في إشارة إلى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، والرئيس الفخري لمجلس النواب.
ومنذ المناظرة التي جمعته بترمب، كان بايدن وأقرب معاونيه عازمين على النهوض، ومقتنعين بأنه لا يزال يُمثّل أفضل فرصة للحزب الديمقراطي لهزيمة الرئيس السابق، كما كانوا متفائلين بإمكانية احتواء التداعيات.
وفي تجمع انتخابي بمدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، في اليوم التالي للمناظرة، حصل بايدن على فرصة لتغيير أدائه الكارثي ومناقشة مسألة عمْره وقدرته البدنية، والتي أُثيرت بعد المناظرة أمام ترمب، بحسب "بوليتيكو".
وكان مساعدو بايدن يأملون أن يؤدي إجراء سلسلة من المقابلات التلفزيونية إلى إقناع الشعب الأميركي بأن أدائه في المناظرة كان مجرد "ليلة سيئة".
لكن الشعب الأميركي شاهد أداءه على منصة المناظرة، ورأى أن بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، لم يعد الشخص نفسه الذي كان عليه قبل نحو 4 سنوات.
وبينما حافظ بايدن وفريقه على موقف حازم للمُضي قدماً، بدأت المزيد من الأصوات البارزة في الحزب التحرك لتصعيد حملة الضغط لاستبداله كمرشح في الانتخابات.
وفي الوقت الذي بدا فيه أن بايدن قد يكون قادراً على مواجهة الدعوات التي تطالبه بالانسحاب، قالت بيلوسي في مقابلة على قناة MSNBC إن الحزب سيمنحه مزيداً من الوقت للتوصل إلى قرار.
وترددت أصداء تصريحات بيلوسي في جميع أنحاء الكونجرس، وكانت بمثابة إشارة إلى أن مسألة ترشيح بايدن لم تُحسم بعد، وفق "بوليتيكو".
وتحدَّث بايدن على انفراد مع بيلوسي، وجيفريز، وشومر على مدار 3 أيام نهاية الأسبوع الماضي. وزار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الرئيس في منزله بولاية ديلاوير السبت الماضي.
بيلوسي تحث بايدن على الانسحاب
وأصدر جيفريز بياناً بشأن لقائه مع بايدن في البيت الأبيض، لكنه لم يتطرق إلى مضمون الحوار الذي دار بينهما.
وبعد فترة وجيزة من اختتام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي استضافها بايدن في واشنطن، تسربت أنباء تفيد بأن بيلوسي حثّته في محادثاتها الخاصة على التفكير في الانسحاب من السابق الرئاسي.
وفي غضون 24 ساعة، ظهرت تقارير تفيد بأن شومر، الذي لم تكشف وسائل الإعلام عن زيارته لبايدن، وجّه رسالة مماثلة، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.
وتزامنت هذه التسريبات مع تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أفاد بأن الرئيس السابق باراك أوباما عبّر أيضاً عن قلقه من ترشح بايدن في محادثات خاصة.
وأظهرت هذه التسريبات للديمقراطيين الذين لم يعبّروا عن مخاوفهم بعد أن الوقت قد حان للقيام بذلك، ولكن يبدو أن الانتقادات الحادة التي وجهها بايدن لترمب خلال تجمع انتخابي في ديترويت، الجمعة الماضي، عززت دائرة مقرّبيه وحلفائه الذين كانوا يرغبون في استمراره في السباق.
وكانت هذه الانتقادات "أفضل محاولة" يقوم بها بايدن منذ المناظرة لتوجيه المعركة نحو الرئيس السابق المثير للجدل، لكن هذا التحول لم يدم طويلاً، وفق "بوليتيكو".
وفي اليوم التالي، كادت رصاصة أن تقتل ترمب في محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها الرئيس السابق في تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، وأسفرت عن إصابته في أذنه.
وبعد أن سحبه عملاء جهاز الخدمة السرية، رفع ترمب قبضته ووجهه ملطخ بالدماء في الهواء متحدياً، قبل أن يتم نقله من على المنصة.
وفي أعقاب محاولة الاغتيال، ردد ترمب عبارة "لنقاتل" ، الأمر الذي ساعده في إظهار نفسه على أنه تجسيد للقوة في مواجهة بايدن "الضعيف" بشكل متزايد، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي خضم مؤتمر الحزب الجمهوري بمدينة مليواكي بولاية ويسكونسن، أنهى بايدن بشكل مفاجئ حملة انتخابية مدتها يومين في لاس فيجاس، بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا، ليعود بعدها إلى شاطئ ريهوبوث، حيث ظل بعيداً عن الأنظار منذ مساء الأربعاء الماضي.
ولم يشعر أي من المقربين الذين كانوا مع بايدن في ديلاوير بأنه على وشك تغيير موقفه.
وعارضت عائلة بايدن وعدد من مساعديه انسحابه بشدة، وبدأوا في تذكيره بالأزمات التي مروا بها وتجاوزوها على مدار مسيرته السياسية.
وشعرت زوجة الرئيس جيل بايدن وابنها هانتر على وجه الخصوص بغضب شديد تجاه ديمقراطيين بارزين، من بينهم بعض أصدقاء قدامى، لـ"خيانتهم زعيماً للحزب وموظفاً حكومياً مخلصاً"، حسبما ذكرت "بوليتيكو".
ولكن في الأيام الأخيرة، نما التأثر العاطفي، وأصبحت عائلة بايدن، بما في ذلك شقيقته فاليري، أكثر قلقاً بشأن الخسائر التي قد يُلحقها السباق بصحته وإرثه السياسي. كما أن تعافيه البطيء من الإصابة بفيروس كورونا أكد المخاوف بشأن قدرته على تحمّل قسوة الحملة الانتخابية.
وكان ريكيتي ودونيلون ضمن كبار المعاونين الذين ظلوا رافضين لقرار الانسحاب، ولا يزالون مصممين على أن بايدن سيُذكر كرئيس من الطراز الأول، ويعتقدون أنه لا يزال قادراً على الفوز.
واعتقد كبير موظفي البيت الأبيض السابق رون كلاين، بشكل راسخ أن بايدن قادر على خوض السباق الرئاسي.
وشعر الكثير من موظفي حملة بايدن بالاستياء من كبار المسؤولين الذين يقودون الجهود الرامية إلى دفْع الرئيس إلى الانسحاب من الانتخابات، وخاصة دونيلون الذي كان ينظر إليه العديد من الموظفين والمانحين والناشطين على أنه "درع" يحمي الرئيس من البيانات السيئة، بحسب الصحيفة الأميركية.
وعندما اجتمع كبار موظفي الحملة نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة استطلاعات الرأي الجديدة، لم يجر تجميل النتائج. وقالت "بوليتيكو" إن عدداً من معاوني بايدن راودتهم شكوك في أن المقربين من الرئيس حاولوا تجنب بيانات الولاية المتأرجحة؛ بالتركيز على استطلاعات الرأي التي تجرى على مستوى البلاد.
ووجد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أن أرقام الحملة تتوافق مع نتائج استطلاعات الرأي التي أجروها، وكان ذلك أحد العوامل الرئيسية التي دفعت العديد من المشرعين إلى دعوة بايدن علناً للانسحاب في الأيام الأخيرة، وفقاً للصحيفة.
وقال شخصان مطلعان على المحادثات، إن كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، وكبيرة المستشارين أنيتا دن، قالا في محادثات خاصة إن الحزب ربما يحتاج إلى سلك مسار جديد.
لكن شخصاً آخر داخل دائرة المقربين من الرئيس، قال إن زينتس ودن "كانا يردان على الجميع دائماً بأن الرئيس بايدن هو المرشح الديمقراطي وسيهزم دونالد ترمب".
قرار مفاجئ
وفي الأيام الأخيرة، بدأ ناشطون ديمقراطيون في إعداد خطط طوارئ، إذ أدركوا أنهم بحاجة إلى التحرك بسرعة في حالة تغيير مرشحهم، من أجل الامتثال لقواعد الحزب وقوانين الولايات المتعلقة بالمشاركة في الانتخابات.
ولكن حتى هؤلاء فوجئوا بقرار الانسحاب الذي أعلنه بايدن بعد ظهر الأحد، وفقاً لشخصين مطلعين على المحادثات الخاصة.
وكان يجري التخطيط لتنظيم فعاليات انتخابية في تكساس وجورجيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذا تعافى بايدن من كورونا، حسبما قال الشخصان المطلعان.
وأكد البعض في الدائرة المقربة من بايدن، مساء السبت، لأحد الديمقراطيين البارزين أن بايدن مصمم على الاستمرار في السباق دون "تحفظات، أو قيود، أو أعذار".
وقال ديمقراطيون إنهم أُبلغوا بأن بايدن لا يمكن أن يفكر في الانسحاب من الانتخابات إلا بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الوقت، طلب بايدن من دونيلون وريكيتي إعداد خطة انسحابه، الأمر الذي أصاب غالبية المساعدين في البيت الأبيض وفي الحملة الانتخابية بالصدمة.
وبعد وقت قصير من نشر التغريدة، أجرت دان مكالمة هاتفية مع الموظفين في المكتب الإعلامي، وأكدت لهم الخبر، حسبما نقلت "بوليتيكو" عن عدد من مساعدي الرئيس.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة أن العاملين استقبلوا الخبر بـ"بكاء شديد"، مضيفاً: "الناس يرون أن بايدن رئيس عظيم. وهم حزينون لرؤيته ينسحب. ومعظمهم يرون أنه اتخذ القرار الصحيح، لكنهم ما زالوا يشعرون بالحزن".