استولت حركة طالبان على منطقة تبعد بحوالي 40 كيلومتراً من العاصمة الأفغانية كابول، كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، فيما أعلنت الولايات المتحدة سحب نحو 12% من قواتها في أفغانستان.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية طارق عريان لوكالة فرانس برس، إن "قوات الأمن والدفاع، نفذت انسحاباً تكتيكاً من مقر الشرطة في منطقة نيرخ" في ولاية ورداك.
من جانبه، قال ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم طالبان، إن المسلحين استولوا على المنطقة الثلاثاء.
ومقابل تقدم طالبان على الأرض، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن انسحاب الجيش من أفغانستان تم بنسبة تُراوح بين 6 إلى 12%، لكن المسؤولين يحافظون على سرية العدد الإجمالي للقوات التي ما زالت هناك.
"هجوم محتمل"
وأضاف جون كيربي إن الأرقام غير المعلنة، تهدف إلى "حماية القوات من هجوم محتمل من قبل حركة طالبان، في وقت تختتم فيه الولايات المتحدة أطول حرب مستمرة مذ 20 عاماً"، وفق ما أوردته صحيفة "ذا هيل".
وقال كيربي إنه "سيتحدث مع مسؤولي القيادة المركزية الأميركية، بشأن توفير قدر أكبر من الوضوح المحتمل بشأن ما تشير إليه النسبة المئوية، ولكن بشكل عام، فإن البنتاغون لديه أولوية قصوى لحماية شعبنا، وتلك الخاصة بحلفائنا وشركائنا".
وكان الناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان العقيد سوني ليغيت، أعلن في وقت سابق هذا الشهر، تنفيذ القوات الأميركية ضربات لتدمير صواريخ كانت تستهدف مطار قندهار، وذلك مع استمرار سحب القوات الأميركية من البلاد.
وقال ليغيت في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "نفذت القوات الأميركية ضربات دقيقة، ودمرت صواريخ إضافية كانت تستهدف المطار".
104 شحنات
ووفقاً لما ذكرته القيادة المركزية في أفغانستان في بيان، الثلاثاء، فإنه منذ الأول من مايو الجاري، شحنت الولايات المتحدة ما يقرب من 104 شحنات تتضمن معدات من طراز C-17 إلى خارج البلاد، وسلّمت أكثر من 1800 قطعة من المعدات إلى وكالة الدفاع واللوجستيات لتدميرها، كما سلّمت رسمياً منشأة واحدة إلى الجيش الوطني الأفغاني.
وبدأ ذلك الجهد، بعدما أعلن الرئيس جو بايدن في منتصف الشهر الماضي، أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيتم بحلول الـ 11 من سبتمبر المقبل، تزامناً مع الذكرى الـ 20 لهجمات سبتمبر العام 2001.
لكن القيادة المركزية، التي تخطط لإصدار تحديثات أسبوعية بشأن تقدم الانسحاب، لم تكشف عن عدد القوات التي لا تزال في البلاد أو نسبة أكثر دقة من عملية الخروج المكتملة، لمخاوف أمنية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، قالت إن طالبان باتت تسيطر على الطرق الرئيسية بأفغانستان، حيث انتشرت نقاط التفتيش التابعة للحركة في أجزاء رئيسية من البلاد، ما أدى إلى عزل البلدات والمدن الأفغانية بشكل متزايد، وإعاقة قدرة الحكومة الأفغانية على العمل.
وتنتشر الآن، وبالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية، الانسحاب من أفغانستان، عشرات نقاط التفتيش المؤقتة لطالبان في الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية وخارجها، وفقاً لما نقلته الصحيفة، عن 8 مسؤولين محليين لم تكشف هوياتهم.
يُشار إلى أنه حتى يناير الماضي، بلغ عدد القوات الأميركية في أفغانستان 3500 جندي، بيد أن أعداد القوة قد تتضخم مؤقتاً، حيث تم ارسال عدة مئات من حراس الجيش إلى البلاد الأسبوع الماضي للمساعدة في خفض العدد.