دبي -الشرق
هاجم جيرولد نادلر أرفع نائب يهودي في مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واصفاً إياه بأنه "أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي"، قبيل خطاب مرتقب أمام جلسة مشتركة في الكونجرس، الأربعاء، قرر عدداً من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ مقاطعتها، إلا أن نادلر الذي وصف نفسه في بيانه بـ"الصيهوني" قال في نهايته إنه سيحضر "احتراماً لدولة إسرائيل".
واعتبر نادلر أن خطاب نتنياهو، الأربعاء، أمام الجلسة المشتركة للكونجرس "لا يخدم تعميق العلاقات التي تربط الولايات المتحدة، وإسرائيل سوياً، ولكنها حيلة ساخرة، تهدف لإخراجه من موقفه السياسي اليائس في الداخل، والتدخل في الشئون السياسية الأميركية المحلية، قبل أشهر من انتخابات تحظى بأهمية كبيرة".
وقال نادلر، في بيان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه الأميركيين "يسعون إلى استخدام كونجرس الولايات المتحدة، أعظم هيئة تشريعية في العالم، كمسرح لإعلانهم الحزبي المقبل، واستعمال الأعضاء المنتخبين ككومبارس مبجلين"، وإنه لا شك لديه في أن الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو: "لا يجب أن يحدث".
ويرى نادلر أن نتنياهو سيدخل الكونجرس في أوضاع سياسية صعبة للغاية، مشيراً إلى أن آخر استطلاع إسرائيلي للرأي وجد أن 72% من الإسرائيليين يريدون منه الاستقالة، ولفت إلى أنه يواجه 3 محاكمات منفصلة في المحاكم الإسرائيلية بتهم الرشوة والاحتيال، وخيانة الأمانة خلال السنوات الأربع ونصف الماضية.
وقال إن الشعب الإسرائيلي: "فقد الثقة في نتنياهو، وهذا غير مفاجئ، نظراً لمحاولته تقويض التقاليد الديمقراطية، بما في ذلك استقلال القضاء، والذي يخدم كضمانة وحيدة لمحاسبة الحكومة في النظام الإسرائيلي".
ولفت إلى أنه حين خرج الإسرائيليون إلى الشوارع للتظاهر، واصل نتنياهو مساعيه التشريعية المتطرفة، لتقويض التقاليد الديمقراطية، وهو ما قد يؤدي إلى حفظ القضايا المتهم فيها، ومضى قائلاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاهل التحذيرات قبل هجوم 7 أكتوبر، وناصر سياسات أدت إلى "زيادة تمويل حماس، وسلطتها، وقدراتها العسكرية".
ولفت إلى أن نتنياهو واصل السير عكس كل نصائح القادة الأمنيين، وبدأ في زرع بذور محاولات إلقاء اللوم على القيادة العسكرية للفشل في 7 أكتوبر، وألقى باللوم بعيداً عن سياساته وقراراته التي تحركها السياسة".
وقال نادلر: "هناك 120 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، بينهم 8 أميركيين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يؤمن لهم اتفاقاً يضمن عودتهم إلى لعائلاتهم.. وقبل أسبوعين فقط، قال المسؤولون الأمنيون في إسرائيل للصحافة إن نتنياهو يتظاهر بأنه يريد عقد صفقة، ولكنه يعمل لتفجيرها، إنه يطيل أمد العملية، ويحاول إضاعة الوقت إلى حين إلقاء خطابه في الكونجرس".
وأضاف نادلر أنه برغم من المحاولات المتعددة لتشكيل حكومة وحدة بهدف تأمين وقف إطلاق النار، إلا أن نتنياهو واصل الحفاظ على حكومته اليمينية المتطرفة، والتمسك بالوزراء المتشددين، بما في ذلك وزير مدان بدعم أعمال إرهابية، وإذكاء العنصرية، وذكر أن أعضاء حكومته يصرون على مواصلة الحرب، بخلاف توصية المسؤولين الأمنيين، وبغض النظر عن تأثير ذلك على المحتجزين.
واعتبر نادلر أن نتنياهو: "يضع أمن إسرائيل، وحياة المحتجزين، واستقرار الإقليم في تهديد خطير، ببساطة للحفاظ على استقرار تحالفه اليميني المتطرف.
أهداف خطاب نتنياهو
وقال نادلر إن الدافع وراء خطاب نتنياهو، لا علاقة له بأمن إسرائيل، ولا دعم الولايات المتحدة لها، معتبراً أن الخطاب هو خطوة في طريق طويل من الجهود سيئة النية، التي يقودها الجمهوريون لتسييس العلاقات الأميركية الإسرائيلية، لأهداف حزبية.
وقال: "كصهيوني طول حياتي، أنا ملتزم بعمق بأمن إسرائيل وازدهارها، خلال 32 عاماً في الكونجرس، صوتت مرات لا تحصى لتقديم المساعدات الأمنية لإسرائيل، وأنوي مواصلة ذلك".
وأضاف أنه سيعمل على ضمان علاقات أميركية إسرائيلية سليمة، "ليست في خدمة أهداف انتخابية، ولكن لأنني لم أتخل عن الحلم بإسرائيل تعيش في سلام مع جيرانها، بما في ذلك الفلسطينيين، عبر حل الدولتين، وتطبيع المزيد من الدول العربية، والإسلامية للعلاقات معها".
وتابع: "أؤمن بأن الولايات المتحدة، لديها دور حيوي لا يمكن الاستغناء عنه، لتحقيق هذا الحلم، ولا يسع الكونجرس التخلي عن مسؤولياته في هذا الجزء".
واختتم بالقول إنه: "لهذه الأسباب، واحتراماً لدولة إسرائيل، ومكتب رئيس الوزراء، أنوي حضور الجلسة المشتركة للكونجرس".
وقال: "لم أتخذ هذا القرار بسهولة، أنا أحترم زملائي الذين توصلوا إلى خيار مختلف (عدم الحضور)، كشخص استيقظ كل يوم منذ السابع من أكتوبر، ووضع علم إسرائيل، والولايات المتحدة على صدرة، أشعر بأن صوتي لديه قوة أكبر في الغرفة، لمحاسبة رئيس الوزراء".
والنائب جيري نادلر (٧٧ عاماً) هو سياسي ومحام أميركي يمثل الدائرة 12 بنيويورك، والتي تضم مانهاتن، وكان يترأس اللجنة القضائية بمجلس النواب بين 2019 إلى 2023 حين خسر الديمقراطيون الأغلبية في المجلس.
ورغم أن نادلر يعتبر أن القدس عاصمة لإسرائيل، وكان مؤيداً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، إلا أنه اعتبر في 2017 حين أعلن دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إليها أن التوقيت والظروف المحيطة بالقرار "مقلقة".
رئيس وزراء إسرائيل في الكونجرس
ومن المقرر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونجرس الأميركي، الأربعاء، بعد دعوة وجهها إليه زعماء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلسي النواب والشيوخ "لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية في الدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة"، بحسب نص الدعوة.
وتأتي الزيارة بعد أشهر من فتور العلاقات بين نتنياهو وإدارة بايدن بسبب طريقة إدارة الحرب الإسرائيلية على غزة، قبل أن تصل الأمور إلى ذروتها مع تعليق واشنطن إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمن قنابل ثقيلة، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توجيه انتقادات علنية لها ما أثار حفيظة المسؤولين الأميركيين.
ومع ذلك، ذكر نتنياهو أنه سيتوجه بالشكر إلى بايدن على كل ما فعله من أجل إسرائيل خلال مسيرته.
تصنيفات
