نائب ترمب و"الفرصة الضائعة".. هل يندم الجمهوريون على ترشيح دي فانس؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس خلال تجمع انتخابي بولاية ميشيجان. 20 يوليو 2024 - REUTERS
المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس خلال تجمع انتخابي بولاية ميشيجان. 20 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

يرى البعض أن اختيار المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب للسيناتور جيه دي فانس، مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، تعبيراً عن ثقة الرئيس الأميركي السابق في الفوز بالانتخابات المقبلة.

وبدا أن ترمب اختار توجيه حزبه في اتجاه أكثر ميلاً إلى مبادئ "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (MAGA)، بدلاً من توسيع قاعدته لتحسين فرصه في انتخابات 2024، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وحذّرت الصحيفة الأميركية من أن اختيار فانس ينطوي على "مخاطرة"، لأنه لا يتمتع بنفس القدرة على توسيع القاعدة الانتخابية لترمب على غرار مرشحين آخرين مثل السيناتور تيم سكوت، أو السيناتور ماركو روبيو، أو حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم، مشيرة إلى أن الحملة الوحيدة التي خاضها، والتي كانت لانتخابات مجلس الشيوخ في عام 2022، لم تكن مميزة أبداً، وعلى الرغم من فوزه، أظهرت استطلاعات الرأي أنه غير محبوب، وأن أداؤه أسوأ بكثير من أي مرشح آخر للحزب الجمهوري في ولاية أوهايو.

وقالت الصحيفة إنه بعد مرور أسبوع من تقديم فانس الكبير خلال المؤتمر الوطني الجمهوري بات هذا الخطر يلوح في الأفق، لافتة إلى أن 5 استطلاعات رأي على الأقل أجريت هذا الأسبوع لقياس معدلات تأييد فانس، أظهرت كلها أن عدد الأشخاص الذين يرفضونه أكثر من عدد من يؤيدونه.

وأضافت: "هذا أمر غير مسبوق في التاريخ الحديث، فعادةً ما يحظى المرشحون لمنصب نائب الرئيس بفترة شهر عسل في البداية، إذ لم يكن أي منهم في مثل هذا الوضع السلبي بعد وقت قصير من ظهوره لأول مرة على منصة المؤتمر الوطني للحزب".

وفي محاولة لتوضيح تأثير الأمر في هذه المرحلة المبكرة من السباق، استندت الصحيفة إلى نتائج استطلاعات رأي أجرتها شبكة CNN والإذاعة الوطنية العامة NPR وشبكة PBS، وكلية "ماريست"، ووكالة "رويترز" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس"، وجامعة "كوينيبياك"، ومجلة "إيكونوميست" بالتعاون مع مؤسسة "يوجوف".

ووجدت الصحيفة أن أفضل أرقام فانس كانت في استطلاع "ماريست" (31٪ مؤيد مقابل 33٪ معارض)، ولكن في كل استطلاع آخر، كانت نسبة مؤيديه أقل بفارق 6 إلى 9 نقاط عن تلك الخاصة بمعارضيه.

فانس يواجه "صعوبات"

ورجحت "واشنطن بوست" أن فانس ربما يواجه صعوبة مع الناخبين المستقلين، وذلك لأنه في 4 من أصل 5 استطلاعات، كان معدل تصنيفه السلبي من قبلهم أعلى بـ10 نقاط على الأقل من تصنيفه الإيجابي.

ولا يبدو أيضاً أن فانس استطاع تحسين صورته في الأيام الأخيرة، إذ أظهر استطلاع "رويترز/إبسوس" أنه انتقل من 6 نقاط سلبية الأسبوع الماضي إلى 7 نقاط سلبية، الأربعاء، كما أظهر استطلاع CNN أنه انتقل من 7 نقاط سلبية الشهر الماضي إلى 6 نقاط سلبية في الوقت الراهن، وفي كلا الاستطلاعين قيمه عدد أكبر من الناخبين بشكل أكبر من السابق، لكن هذه التقييمات لم تكن إيجابية.

وتابعت الصحيفة: "نحن بالطبع في أوقات غير عادية، إذ طغت محاولة اغتيال ترمب على تقديم فانس للجمهوريين، وذلك بالنظر إلى أن الحادث وقع قبل يومين فقط من المؤتمر الوطني للحزب، كما أنه جاء في ظل التركيز الكبير على الجانب الديمقراطي، خاصةً على ما إذا كان الرئيس جو بايدن سينهي حملته، وهو ما أعلنه بالفعل في النهاية الأسبوع الماضي، ولذا فإنه ربما لم يكن لدى فانس فرصة حقيقية لكسب انتباه الناس وتأييدهم".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "دخل السباق في وقت يشعر فيه الناخبون بالاستياء بشكل خاص من السياسة الوطنية، إذ يُنظر إلى ترمب، وبايدن ونائبته كامالا هاريس أيضاً بشكل سلبي أكثر من إيجابي".

ووفقاً لـ"واشنطن بوست"، فإنه بشكل عام، عادةً ما يكون المرشحون لمنصب نائب الرئيس أكثر شعبية من الأشخاص الذين اختاروهم، إذ كانت نسبة شعبية هيلاري كلينتون منخفضة خلال معظم حملة عام 2016، لكن السيناتور الديمقراطي تيم كين كان يتمتع بشعبية كبيرة بعد وقت قصير من اختيارها له مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، وكان لدى بايدن أرقام متوسطة في عام 2020، لكن سرعان ما تغيرت عدم شعبية هاريس في حملتها في الانتخابات التمهيدية لعام 2020. 

على نحو مماثل، كان نائب ترمب السابق في حملة عام 2020، مايك بنس، يتمتع بشعبية كبيرة على الرغم من أن معدلات تأييد الرئيس السابق كانت أقل منه بنحو 20 أو 30 نقطة في المرحلة الأخيرة من الحملة.
وعلى الرغم من أن الأمر استغرق بعض الوقت حتى يستطيع بِنس وهاريس تحسين صورتهما، إذ أن الأمر لم يحدث فور انتهاء المؤتمرات الوطنية للحزبين، لكن الناخبين كانوا منقسمين بشأنهم في البداية على الأقل.

"فرصة ضائعة"

وتجدر الإشارة إلى أن أرقام فانس تبدو أسوأ أيضاً من تلك التي حصل عليها معظم الأسماء الكبيرة الذين تدرسهم نائبة الرئيس هاريس كمرشحين محتملين لمنصب ، إذ اختبرت استطلاعات كل من "رويترز/إبسوس" و"إيكونوميست/يوجوف" أسماء مثل حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر، والسيناتور مارك كيلي ووزير النقل بيت بوتيجيج، وفي كل حالة، كان عدد الأميركيين الذين يؤيدونهم مساوياً تقريباً لعدد الذين يعارضونهم.

ولذا فإنه من الواضح أن تقديم فانس لم يكن ناجحاً تماماً، وأنه بات لديه بعض العمل الذي يتعين عليه القيام به، بحسب الصحيفة.

ورأت "واشنطن بوست" أن هذا لا يعني أن الأمر يشكل عبئاً كبيراً على ترمب، إذ إن فانس ليس غير محبوب إلى الحد الذي يجعله سبباً في تخلي مؤيدي الرئيس السابق عنه، وذلك لأن المرشح الرئاسي هو ما يهم الغالبية العظمى من الناخبين، حتى وإن كان رفيق ترمب في بطاقة الاقتراع يحظى ببعض الأهمية الإضافة، وذلك بالنظر إلى أن الأخير يبلغ من العمر 78 عاماً.

وأضافت الصحيفة أن اختيار فانس يشير إلى شيء يشبه "فرصة ضائعة"، كانت تتمثل في تقديم نائب يستطيع جذب الناخبين، الذين ربما يكونوا متشككين في ترمب نفسه أو شخص يمنحهم شيئاً لا يقدمه الرئيس السابق.

وفي نهاية التحليل، قالت الصحيفة: "يبدو أن هذا التفكير لم يكن يحظى بأهمية كبيرة في الترتيب السابق للحملة، عندما كان ترمب يظهر باعتباره المرشح الأقوى لهزيمة بايدن، لكن في حال تمكنت هاريس من جعل السباق أكثر تنافسية ولم تتحسن أرقام فانس، وهي احتمالات كبيرة، فيمكننا أن نتوقع أن يبدأ الكثير من الناس في التشكيك في مدى حكمة قرار اختيار فانس الذي بدا محفوفاً بالمخاطر".

تصنيفات

قصص قد تهمك