سقط العشرات من عناصر مجموعة "فاجنر" الروسية في معارك مع متمردي "الطوارق" في مالي، الأسبوع الماضي، في واحدة من أعنف الهجمات على المجموعة الروسية شبه العسكرية، منذ أرسلتها موسكو إلى القارة عام 2017، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ولم يتضح بعد عدد الضحايا في المجموعة التابعة إلى روسيا، لكن الهجوم الذي وقع قرب الحدود الشمالية لمالي استهدف رتلاً من عناصر "فاجنر" والجنود الماليين، وذكرت قنوات عبر تطبيق "تليجرام" مرتبطة بالجيش الروسي ومجموعات "فاجنر"، الهجوم بأنه "نكسة كبيرة لجهود موسكو في إفريقيا"، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقالت مجموعة Rusich "روسيتش"، وهي وحدة شبه عسكرية روسية تابعة لـ"فاجنر"، إن أكثر من 80 شخصاً لقوا حتفهم في الهجوم، وأُسر أكثر من 15 آخرين، وأضافت: "نتحدث عن مواطنين روس، الجنود الذين يمثلون مصالح روسيا".
وذكرت قناة "ريبار"، وهي أيضاً مرتبطة بطريقة ما بالجيش الروسي، أن عدد الضحايا لا يتجاوز العشرات، ووصفت الهجوم بأنه "أول إخفاق خطير، وضربة لسمعة فاجنر، والتواجد الروسي بأكمله".
وأفاد أحد قادة "الطوارق" في مالي بأن 54 عنصراً من "فاجنر"، و7 جنود ماليين سقطوا في الهجوم، بينما فقد "الطوارق" 7 مقاتلين، في حين قلل الجيش المالي من حجم الحادث، مشيراً إلى أنه فقد جنديين وأصيب 10، بينما سقط نحو 20 من "الطوارق"، ولم تذكر السلطات المالية أي ضحايا روس.
تمرد الطوارق
وقالت الصحيفة الأميركية، إن مالي تواجه منذ أكثر من 10 سنوات تمرداً من جماعات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة"، و"داعش"، بالإضافة إلى تمرد جماعة "الطوارق" في شمال البلاد المضطرب منذ فترة أطول.
وأضافت أن الجيش المالي استعان بـ"فاجنر" لتأمين القادة العسكريين، والمشاركين في المهام القتالية، بعد انقلابين عسكريين في عامي 2020، و2021، ما أدى إلى توتر العلاقات بين مالي، وشركائها من العسكريين الغربيين، وطرد القوات الفرنسية لمكافحة الإرهاب، وإنهاء بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد.
وتبنت جماعة "الطوارق" المسؤولية عن الهجوم، وقالت إنها استهدفت قوات حكومية وروسية، الخميس، والجمعة الماضيين، أثناء توجهها إلى مدينة تينزاواتين، للسيطرة عليها.
وقال أحد قادة "الطوارق"، ومسؤول أمني غربي رفيع، إن الهجوم أسفر على ما يبدو عن سقوط مدير قناة "جراي زون" الشهيرة التابعة لـ"فاجنر" على "تليجرام"، الأمر الذي أكدته مجموعة "روسيتش".
ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لجثث عناصر "فاجنر" في ساحة المعركة "حقيقية"، وفقاً لما قاله مسؤول استخباراتي أميركي كبير للصحيفة.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي أن "الطوارق" ربما يسعون للانتقام لهجوم وقع في نوفمبر الماضي، عندما استولت القوات المالية، و"فاجنر"، المسلحة بطائرات مُسيرة، على مدينة كيدال، "معقل الطوارق"، في هجوم تسبب في انهيار هدنة استمرت سنوات مع "الطوارق".