دبي-الشرق
تبحث لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية FCC أول قاعدة فيدرالية تلزم المعلنين بالإفصاح عن المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي في الإعلانات السياسية، ولكن ليس مرجحاً أن تدخل هذه القاعدة حيز التنفيذ قبل انتخابات نوفمبر المقبلة.
وقالت شبكة NBC NEWS إن الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة كانت بطيئة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة التي تمكن الناس من استخدام أدوات ذكاء اصطناعي رخيصة وجاهزة لانتحال شخصية آخرين.
وقالت رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية جيسيكا روزينورسل إن الإفصاح عن المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي أمر هام للغاية، وهي خطوة أولى في تقنين المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي.
وأضافت روزينورسل: "أمضينا القسم الأكبر من العام الماضي، في واشنطن في نقاشات صعبة بشأن الذكاء الاصطناعي. حان الوقت لنفعل شيئاً يتعدى تلك النقاشات".
وستلزم القاعدة الجديدة قنوات التليفزيون وشبكات الراديو على الإفصاح عما إذا كانت قد ضمنت محتوى بالذكاء الاصطناعي في إعلاناتها، متجنبة النقاش حتى الآن بشأن حظر ذلك المحتوى بالكلية.
وتمنع القوانين الحالية الخداع في الإعلانات التليفزيونية.
ماسك ينشر إعلاناً بصوت مزيف لهاريس
ومنعت بعض منصات التواصل الاجتماعي الإعلانات السياسية المولدة بالذكاء الاصطناعي، ويبحث الكونجرس عدة مشاريع قوانين. وتبنت نحو 20 ولاية قواعدها التنظيمية الخاصة بالمحتوى السياسي، وفقاً لمجموعة Public Citizen غير الربحية، والتي تتبع هذه الجهود.
ولم تمنع منصة "إكس" الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي، وروج مالكها إيلون ماسك لأحد تلك الإعلانات، إذ نشر نهاية الأسبوع الماضي، إعلاناً سياسياً ينتحل صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الأرجح لخوض الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، وفي الإعلان تظهر هاريس وهو تقول أشياء بصوتها لم تقلها في الحقيقة.
وأعاد ماسك نشر الإعلان بعد انتقادات من حاكم كاليفورنيا جافين نيوسم لماسك، وقال الملياردير ساخراً: "السخرية قانونية في أميركا".
وقالت رئيسة لجنة FCC: "لا نريد أن نكون في موضع إصدار الأحكام. ببساطة، نحن نريد من المعلنين الإفصاح، لكي يتمكن الناس من القيام بقرارتهم الخاصة بناءً على ذلك".
مكالمة تنتحل صوت بايدن
وتأتي الخطوة، بعد أول مكالمة انتحالية، إذ استخدم أشخاص صوت الرئيس الأميركي جو بايدن في مكالمة آلية للناخبين في يناير الماضي، دعاهم فيها إلى عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامشير.
وقالت روزينورسل: "أخذنا الموضوع لأعلى مستوى لأننا نريد أن نضرب مثالاً".
ويواجه مستشار سياسي كان وراء المكالمة الآلية المزيفة، غرامة قدرها 6 ملايين دولار من FCC، و26 تهمة جنائية في محاكم نيوهامشير.
وقالت وزارة العدل الأميركية إنها ستلقي بثقلها وراء دعوى قضائية رفعتها رابطة النساء المصوتات، في القضية.
وزعم المستشار ستيفن كرايمر، إنه زيف المكالمة بصوت بايدن لـ"إلقاء الضوء على خطر الذكاء الاصطناعي وحض السلطات على اتخاذ قرار".
وبدأت بعض الإعلانات السياسية في استخدام محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، في محتوى دعائي عادي آخر مزيف وخادع، وأصبح المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي أمراً عادياً في الإعلانات غير السياسية، لأن إنتاجها أصبح أسهل وأرخص.
قواعد نظامية للإعلانات السياسية
ولا تفرض الحكومة قواعد على محتوى منصات التواصل الاجتماعي، ولكن لجنة الاتصالات الفيدرالية لديها تاريخ طويل من تنظيم البرمجة السياسية على شبكات التليفزيون والراديو، بما في ذلك الاحتفاظ بقاعدة بيانات عن الإنفاق على الإعلانات السياسية.
وستفرض القاعدة الجديدة على شبكات البث، سؤال أصحاب الإعلانات عن النقاط التي استخدموا فيها الذكاء الاصطناعي، ضمن البيانات الأخرى التي يجمعونها عنهم.
وتبحث لجنة الانتخابات الفيدرالية كذلك، قاعدة الإفصاح الخاصة بها، وطلب الرئيس الجمهوري للجنة الانتخابات من لجنة الاتصالات التراجع عن خططها، قائلاً إنه لديه الحق في تظيم الحملات الانتخابية.
واستبعدت روزينورسل الصراع بين الوكالات الحكومية قائلاً إن لجان FCC وFCC وهيئة العوائد الداخلية IRS تلعب دوراً مكملاً لبعضها البعض في تنظيم المجموعات السياسية والإنفاق منذ عقوج.
وتنظيم FCC مجموعة أوسع من الإعلانات بما في ذلك الإعلانات السياسية التي تبثها مجموعات غير ربحية ولا تدعو لهزيمة مرشح بعينه صراحة.
وقال روزينورسل: "ستكون هنا أسئلة معقدة في المستقبل، الآن هو الوقت المناسب لبدء هذه المناقشة".
تصنيفات
