نتنياهو يأمر بـ"صمت رسمي" بعد اغتيال هنية.. إسرائيل تبحث عن "معادلة ردع"

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بالولايات المتحدة خلال لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لا يظهر في الصورة. 25 يوليو 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بالولايات المتحدة خلال لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لا يظهر في الصورة. 25 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -وكالاتالشرق

مارست إسرائيل سياسة الصمت بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في هجوم بالساعات الأولى من صباح الأربعاء على مقر إقامته في طهران، حيث كان يشارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

ورفض متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية التعليق على اغتيال إسماعيل هنية، وقال ديفيد مينسر في إفادة صحفية: "لا تعليق على هذه الواقعة بالتحديد".

ولا تتبنى إسرائيل عادة المسؤولية عن عمليات الاغتيال، التي تقع في الخارج إلا في حدود ضيقة وحالات محدودة للغاية. ومارست ذات السياسة بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، الذي قتل في غارة على بيروت في ديسمبر.

وكثيراً ما اتهمت إيران جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بتنفيذ عمليات اغتيال استهدفت مسؤوليها على أراضيها، خاصة الخبراء في برنامجها النووي.

وتبنت إسرائيل، الثلاثاء، استهداف مبنى في بيروت، وأعلنت اغتيال القيادي العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر في تلك العملية.

وبعد اغتيال هنية، الأربعاء، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار تعليمات من خلال مكتبه لكل الوزراء بعدم التصريح أو التعقيب على الأمر.

"إشادة" في إسرائيل

إلا أن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو تجاوز هذه التعليمات، وأشاد بعملية الاغتيال، وقال على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم من هذه القذارة".

وأضاف: "لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة بهؤلاء البشر، واليد الحديدية التي ستضربهم هي التي ستجلب السلام وقدر من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام".

أما وزير الاتصالات شلومو كاراي فكتب على منصة "إكس" "نعم يا رب.. كل أعدائك سيهلكون".

واعتبر رئيس حزب "العمل" الإسرائيلي يائير جولان أن القضاء على هنية، ومن قبله فؤاد شكر في بيروت، هو "نجاح أمني مهم".

كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد باغتيال شكر، لكنه لم يتطرّق بشكل مباشر إلى اغتيال هنية. وكتب على منصة "إكس": "إنجاز مهم الليلة الماضية في لبنان"، مضيفاً: "سيعلم جميع أعدائنا أن جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن سيصلون إلى كل إنسان يريدونه".

تقييم للأوضاع

وأجرى الجيش الإسرائيلي تقييماً "للأوضاع" بعد إعلان اغتيال هنية، إذ تقرر أنه لن يتم في هذه المرحلة إعطاء تعليمات خاصة للجبهة الداخلية، وفق بيان عسكري جاء به "لا توجد تغييرات في سياسة الدفاع".

وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأربعاء، مع نظيره الأميركي لويد أوستن، وقال له إن "إسرائيل تعمل على تحقيق الخطوط العريضة التي ستمكن من عودة المختطفين"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة على مفاوضات وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين قولها إن "التقدير الآن أنه في المرحلة الأولى، سيكون لاغتيال هنية تأثير على المفاوضات، لأنه كان شخصية مهمة. خاصة أنه حدث في انتظار رد حماس".

وأضافت المصادر: "بعد ذلك، قد تتغير الأمور، وسيحتاجون أيضاً إلى مسؤول آخر من حماس ليحل محله في إدارة المحادثات في قطر".

وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى اغتيال زعيم حماس، قائلاً إن الولايات المتحدة "لم تكن على علم أو تشارك" في ذلك.

كما سئل بلينكن عن تأثير الاغتيال على حرب غزة، فأجاب قائلاً إن "من الصعب للغاية التنبؤ بالتأثير، لأن التجربة السابقة تظهر أن من المستحيل التنبؤ بتأثير حدث على آخر".

وعاد رئيس الموساد دادي برنياع، الأحد، من اجتماع مع الوسطاءفي روما، حيث قدم رسمياً وثيقة الاقتراح الإسرائيلي المعدلة لصفقة المختطفين. ووفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ستستمر المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية "في الأيام المقبلة".

معادلة جديدة

وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين إن ما تسعى إليه إسرائيل الآن هو "خلق معادلة جديدة".

وأشار يدلين، في تحليل نشره على موقع هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن "إسرائيل تبعث "برسالة قوية إلى المنطقة" من ميناء الحديدة باليمن إلى الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، مفادها أنها في صيف 2024 ليست كما كانت في خريف 2023، وأنها "عازمة على ضرب المعتدين واستعادة قوة الردع".

كان يدلين يعقّب على اغتيال القيادي البارز في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر، وأكد في تحليله أن إسرائيل "تسعى لخلق شرق أوسط جديد تمارس فيه قوة الردع".

غير أنه قال إن "إيران لديها ثقة بالنفس" وتواصل تهديد إسرائيل، مرجعاً ذلك إلى الانشغال الأميركي بالانتخابات، وكذلك سعي إسرائيل لتجنب حرب إقليمية، وحصر العمل العسكري في قطاع غزة.

ومضى قائلاً: "نحن في معركة إقليمية ضد محور يحاول جرنا إلى حرب استنزاف طويلة متعددة الجبهات".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الاغتيالات "ستخفف الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق".

وأضاف: "لو كنت مسؤولاً كبيراً في حماس لفكرت في كيفية وقف الاغتيالات. وإذا كنت الثاني والثالث في الصف، فهل أنت مع أو ضد الصفقة؟ هذا هو الشرق الأوسط.. وكلما ضربوا رؤوسهم أكثر، كلما كان هناك اتفاق أسرع".

وتساءل معلقون وخبراء عن القدرات اللازمة لتنفيذ مثل هذا الاغتيال، كما تساءلوا عن تداعياته على الحرب في غزة وفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.   

اغتيال هنية

وأعلنت حركة "حماس"، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في إيران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشيكان.

وقالت "حماس"، في بيان، إنه اغتيل بـ"غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".

وأكد الحرس الثوري الإيراني، في بيان، أيضاً نبأ الاغتيال، مضيفاً أن طهران ستفتح تحقيقاً في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأن النتائج "ستعلن قريباً".

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن هنية سافر في أوائل نوفمبر إلى طهران للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي.

وقال ثلاثة مسؤولين كبار لـ"رويترز" إن خامنئي أبلغ هنية خلال الاجتماع بأن إيران لن تدخل الحرب لأنها لم تعلم بأمرها مسبقاً. ولم ترد حماس على طلبات للتعليق قبل أن تنشر "رويترز" التقرير، ثم أصدرت نفياً بعد نشره.

تصنيفات

قصص قد تهمك