هاريس ترث شرخاً بين شرائح الناخبين.. فمن سيصوت لها؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أثناء حضورها مهرجان 'Essence' السنوي في ولاية لويزيانا- 6 يوليو 2024 - Reuters
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أثناء حضورها مهرجان 'Essence' السنوي في ولاية لويزيانا- 6 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

ورثت المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس، شرخاً عميقاً بين شرائح الناخبين، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلي الناخبين الشباب، والأميركيين من الأصول الإفريقية، واللاتينيين عن الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أن يقرر التنحي عن الاستمرار في سباق الرئاسة، الأمر الذي فتح سؤالاً عريضاً، من الذي سيصوت لنائبة الرئيس؟

وللمرة الأولى منذ سنوات، قال عدد أكبر من الأميركيين إنهم يميلون إلى الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

ومن أجل الفوز ستحتاج نائبة الرئيس إلى استعادة المنشقين دون تنفير المعتدلين المناهضين للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، الذين وضعوا الديمقراطيين في المقدمة في عام 2020. ولكن المسألة لن تكون بهذه السهولة، إذ ذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي أظهرت تقدماً بعض الشيء لهاريس، ولكنها في الحقيقة تتقدم على المكان الذي وقف فيه بايدن عندما غادر السباق، إلا أنها "لا تزال بعيدة عن تحقيق المعايير الديمقراطية التقليدية".

الناخبون الشباب

واعتبرت الصحيفة أنه لطالما افترض الديمقراطيون الدعم الساحق من الناخبين الشباب، ومن أصول إفريقية، واللاتينيين، لكن السؤال الوحيد، هو ما إذا كان هؤلاء الناخبون سيصوتون، وليس "لمن سيصوتون"، لا سيما وأن هذا العام، فقد عدد كاف منهم الإيمان وأعطوا دونالد ترمب الصدارة في استطلاعات الرأي الوطنية، وفي الولايات المتأرجحة، ما أثار ذلك تساؤلات حول السبب الدقيق وراء الضعف الذي لازم بايدن في استطلاعات الرأي.

وذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي الأخيرة، تشير إلى أن هاريس ليست ضعيفة إلى هذا الحد، ومن السابق لأوانه الحكم على مدى قوتها حقاً بين الناخبين الشباب وغير البيض، خاصة أن استطلاعات الرأي لصحيفة "نيويورك تايمز" و"كلية سيينا"، كشفت، الأسبوع الماضي، تقدمها بفارق كبير على بايدن، في حين تظهر استطلاعات أخرى تغيراً طفيفاً. 

وأضافت: "أفضل نتائج هاريس، تعتبر أقل من الهوامش الديمقراطية النموذجية خلال الـ15 سنة الماضية، فهي لا تحقق أداءً جيداً كما فعل بايدن في عام 2020".

ومع مرور أسبوع واحد فقط على حملة هاريس، سيكون من الخطأ أن نفترض أن مكاسبها المبكرة ستكون مكاسبها الوحيدة، فقد أثار ترشيحها بالفعل قدراً كبيراً من الحماس، ولكن قدرتها على تجاوز أداء بايدن الأخير، تعتمد على السبب الدقيق "وراء سوء أداء بايدن".

وذكرت الصحيفة أن بايدن كانت لديه العديد من المشاكل لدرجة أنه من الصعب أن نقول ما الذي كان وراء انهيار دعمه حقاً، هل كان الناخبون الشباب أكثر انزعاجاً من مظهره من الناخبين الأكبر سناً؟ هل كان ارتفاع تكاليف المعيشة والإسكان؟ هل كان الأمر يتعلق ببيئة جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، وذكريات باهتة عن سلوك ترمب؟ هل كان الأمر يتعلق برغبة غير محققة في التغيير؟ أم كان الأمر يتعلق بشيء أكبر.

وقدمت بيانات صحيفة "نيويورك تايمز/سيينا"، أدلة تدعم كل هذه الاحتمالات، ولكنها لم تقدم أي شيء تقريباً لفك تشابك أهميتها النسبية، واعتماداً على الإجابة الدقيقة، قد تجد هاريس أن تحقيق مكاسب إضافية أمر سهل، أو من الممكن أن تجده صعب للغاية.

كبار السن من البيض المعتدلين

وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس لكي تحقق الفوز، ستحتاج إلى طمأنة الناخبين الأكبر سناً، والبيض، وخاصة أولئك الذين لا يحملون شهادات جامعية، إذ كانت هذه المجموعة "مصدر النجاحات الديمقراطية خلال مواجهة ترمب في انتخابات 2020، وكانت كافية أيضاً في العديد من السباقات للكونجرس، أو الرئاسة، وعامل مساهم في التغلب على تراجع الدعم بين الناخبين من ذوي البشرة الملونة.

وأبانت الصحيفة أن هاريس "لم تنجح في كسب تأييد هذه المجموعة في استطلاعات الرأي منذ خروج بايدن"، موضحة أنه ليس من المستغرب أن تكون نتائج هاريس، وهي امرأة أميركية من أصول إفريقية، وآسيوية تبلغ من العمر 59 عاماً من كاليفورنيا، أسوأ بين الناخبين الأكبر سناً من الطبقة العاملة البيضاء، مقارنة ببايدن الذي يبلغ من العمر 81 عاماً، ويصف نفسه بأنه "من الطبقة المتوسطة" من مدينة سكرانتون، معتبرة أن أمام هاريس تحد أعمق، فهي ليست من نوع المرشحين الذين رشحهم الديمقراطيون في السابق لمواجهة ترمب".

وقالت الصحيفة إن "هاريس تتمتع بسجل تقدمي طويل، ففي الانتخابات التمهيدية لعام 2020، تبنت برنامج الرعاية الصحية للجميع، وعارضت التكسير الهيدروليكي"، والآن يتعين عليها "الدفاع عن سجل الإدارة على الحدود.. فهل يقتنع الناخبون المعتدلون والمحافظون المناهضون لترمب بهذا النوع من المرشحين؟ ببساطة "لم يتم اختبار ذلك".

وأفادت الصحيفة بأن حملة هاريس تدرك أن مهمتها تتمثل في طمأنة هؤلاء الناس مع التركيز عليهم، فقد تراجعت هاريس عن مواقفها السابقة بشأن التكسير الهيدروليكي، والحدود، والرعاية الطبية للجميع، لافتة إلى أن خبرتها كمدعية عامة، من العوامل المرجحة في نجاحها، بالإضافة إلى اختيارها لمنصب نائب الرئيس أيضاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن طمأنة الناخبين المتأرجحين الكلاسيكيين، من شأنه أن يخاطر بمقايضة محتملة مع إعادة تنشيط الناخبين الشباب، والناخبين من أصول إفريقية، واللاتينيين.

وزادت: "عندما كان بإمكان الديمقراطيين أن يأخذوا الناخبين الشباب، وغير البيض، والتقدميين على أنهم أمر مسلم به، كان من الأسهل بكثير الركض إلى الوسط، الآن، سيتعين على هاريس أن تحقق توازناً دقيقاً.. هذا هو التحدي عندما تتفكك التحالفات".

تصنيفات

قصص قد تهمك