مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تصطدم بـ"شروط نتنياهو"

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون في طريقهم إلى الأحياء الشرقية من خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد تدمير القوات الإسرائيلية للمنطقة- 30 يوليو 2024 - Reuters
فلسطينيون في طريقهم إلى الأحياء الشرقية من خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد تدمير القوات الإسرائيلية للمنطقة- 30 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تعثرت مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، بعد المحادثات التي جرت، السبت، بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولين مصريين بالقاهرة، بسبب مطالب جديدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين اثنين.

وفي تقرير نشره الموقع الأميركي، السبت، لفت إلى أن "اجتماع القاهرة عُقِد تحت ضغط أميركي شديد على كل من مصر وإسرائيل، وذلك بعد أيام من اتهام تل أبيب، بالتورط في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران".

وقالت 3 مصادر مطلعة لـ"أكسيوس"، إن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى بقيادة مديري جهاز الاستخبارات (الموساد) دافيد برنياع، وجهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك) رونين بار، زار القاهرة في وقت سابق السبت، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول صفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس" في غزة، والتوصل لوقف لإطلاق النار في القطاع.

ويخشى مسؤولون إسرائيليون، وعائلات الرهائن من أن نتنياهو، الذي شدّد مؤخراً من مطالبه، وقدم شروطاً جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أرسل الوفد فقط لخلق مظهر من المفاوضات من أجل تخفيف الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي جو بايدن عليه، وفق الموقع.

حماس ترفض شروط نتنياهو

في المقابل، رفضت حركة "حماس" شروط نتنياهو الجديدة، التي تتضمن تشكيل آلية دولية، لمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، فيما يرى مسؤولون إسرائيليون أن "هذه المطالب الجديدة وغيرها تجعل التوصل إلى اتفاق مستحيلاً"، وفقاً لـ"أكسيوس".

وأكد مسؤولان إسرائيليان أن المحادثات التي جرت حديثاً لم تؤدِ إلى أي تقدم، فيما أشارت المصادر الثلاثة التي تحدثت للموقع الأميركي إلى أن مدير "الموساد" دافيد برنياع، ومدير "الشاباك" رونين بار، كان من المفترض أن يسافرا إلى القاهرة الخميس الماضي، لعقد اجتماع مع مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، لكن بعد اغتيال هنية، صباح الأربعاء، أراد المسؤولون المصريون، والإسرائيليون تأجيل الاجتماع إلى ما بعد تشييع جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الدوحة.

وقال الموقع: "مارس كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك الذي زار القاهرة، الخميس، والتقى عباس كامل، ضغوطاً على المسؤولين المصريين، والإسرائيليين لإعادة جدولة الاجتماع في أقرب وقت ممكن، ومواصلة المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار على الرغم من اغتيال هنية".

وقالت المصادر إن المسؤولين القطريين لم يكونوا حاضرين في اجتماع القاهرة، مرجعين ذلك إلى "حساسيات سياسية" تتعلق باغتيال إسماعيل هنية، وركزت المحادثات في القاهرة السبت، على قضايا أمنية تتعلق مباشرة بصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، مثل الترتيبات الأمنية الجديدة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، لمنع تهريب الأسلحة إلى "حماس"، حسب ما أفادت المصادر.

وانضم منسق الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية وقطاع غزة، الجنرال غسان عليان، إلى الوفد من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول كيفية إعادة فتح معبر رفح لحركة الأشخاص، وهو شرط آخر لتنفيذ صفقة الرهائن.

اجتماع عاصف

بحسب ما ذكر "أكسيوس"، يعتقد "برنياع، وبار" وغيرهم من كبار المسؤولين الأمنيين، والاستخباراتيين الإسرائيليين المشاركين في مفاوضات صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، أن نتنياهو قرر أنه لا يريد المضي قدماً في الصفقة بغض النظر عن الانطباع الذي أعطاه لبايدن خلال زيارته للمكتب البيضاوي قبل حوالي 10 أيام، وهو ما أكدته المصادر التي تحدثت للموقع.

وفي وقت سابق الجمعة، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية، أن الاجتماع الذي عقده بنيامين نتنياهو مع فريق التفاوض الإسرائيلي، الأربعاء، كان صعباً، وصاخباً، وشهد صراخاً من قبل المشاركين على بعضهم البعض.

وأكد مسؤولان إسرائيليان التفاصيل الواردة في التقرير، وقالا إن مدير "الشاباك"، واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، أثناء هذا الاجتماع، وأخبره أنه إذا كان يريد التراجع عن الاقتراح الإسرائيلي لصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، فعليه أن يعلن ذلك، ما دفع نتنياهو إلى توبيخ رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، ووصفهم بـ"الضعفاء"، متهماً إياهم بالعمل لصالح زعيم "حماس" يحيى السنوار والضغط عليه (نتنياهو)، بدلاً من الضغط على الحركة الفلسطينية.

ولم ينكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التقارير التي تحدثت عن كلمات نتنياهو القاسية في الاجتماع، وفقاً لـ"أكسيوس"، لكنه أشار إلى أن الأخير لا يعرقل، أو يمنع التوصل إلى اتفاق، قائلاً: "السنوار هو العقبة أمام الاتفاق، وليس رئيس الوزراء الذي يرغب في الذهاب إلى أبعد مدى لإطلاق سراح رهائننا، مع الحفاظ على أمن إسرائيل، ومنع الظروف التي قد تسمح لحماس باستعادة السيطرة على القطاع، وتهديد إسرائيل".

تصنيفات

قصص قد تهمك