"سيئ وغير مخلص".. ترمب يهاجم حاكم جورجيا الجمهوري

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب يدلي بتصريحات خلال فعالية انتخابية في أتلانتا. 3 أغسطس 2024 - Bloomberg
الرئيس الأميركي السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب يدلي بتصريحات خلال فعالية انتخابية في أتلانتا. 3 أغسطس 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

خاض المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب معركة جديدة، السبت، مع حاكم جورجيا الجمهوري أثناء حضوره فعالية انتخابية في الولاية المتأرجحة، واصفاً إياه بـ"الرجل السيئ وغير المخلص والحاكم العادي للغاية".

ويسعى ترمب للثأر لهزيمته في ولاية جورجيا بهامش ضئيل في انتخابات عام 2020، وهي الهزيمة التي يلقي باللائمة فيها على مسؤولي الحزب الجمهوري لعدم استجابتهم لادعائته بشأن تزوير الانتخابات، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس". 

وذكرت الوكالة، أن ترمب هاجم الحاكم بريان كيمب، على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ذهابه إلى الفعالية الانتخابية، قائلاً:" يجب أن يحارب الجريمة، وليس محاربة الحزب الجمهوري ووحدته". كما انتقد زوجة كيمب، مارتي، لقولها إنها ستكتب اسم زوجها في ورقة الاقتراع في انتخابات الرئاسة هذا الخريف، بدلاً من التصويت لصالح المرشح الجمهوري".

وهاجم الرئيس الأميركي السابق، حاكم جورجيا، في خطاب استمر لنحو 10 دقائق، وألقى باللوم عليه في هزيمته أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وفي عدم منع المدعي المحلي من مقاضاته هو والعديد من معاونيه، بسبب جهوده لتغيير نتائج الانتخابات.

وقال ترمب: "إنه رجل سيئ وغير مخلص وحاكم عادي للغاية، بريان الصغير رجل سيئ".

وفي المقابل، رد حاكم جورجيا على المرشح الجمهوري في منشور كتبه على منصة "إكس" قائلاً: "دع عائلتي خارج الأمر"، داعياً الرئيس السابق إلى التوقف عن "توجيه الإهانات الشخصية التافهة له، أو مهاجمة زملائه الجمهوريين الآخرين، أو التفكير في الماضي". 

وتوقعت "أسوشيتد برس" أن تشهد ولاية جورجيا نتائج متقاربة في انتخابات هذا العام مرة أخرى، حيث تعمل كلتا الحملتين بقوة في الولاية، فضلاً عن الموجة الجديدة من الحماس للديمقراطيين بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وتأييده نائبته كامالا هاريس.

ومن أجل تحقيق الفوز هذه المرة، فإن ترمب سيحتاج على الأرجح للحصول على دعم كيمب، وكذلك دعم الناخبين المعتدلين والمحافظين الذين ليسوا ملتزمين بالتصويت له مثل أعضاء قاعدته الانتخابية، حسبما أفادت الوكالة.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن ذهاب ترمب إلى أتلانتا، يضعه في أكبر منصة إعلامية في الولاية، بما في ذلك الضواحي والمناطق النائية المحيطة بها والتي كانت تقليدياً معاقل جمهورية، ولكنها أصبحت أكثر تنافسية مع تنوع السكان فيها ونمو عددهم، إذ احتشد الآلاف من المؤيدين في نفس الساحة لحضور تجمع انتخابي آخر لهاريس قبل أيام.

محاولة ترمب لتغيير النتيجة

وكان بايدن فاز على ترمب في الولاية بفارق 11 ألفاً و779 صوتاً في عام 2020، وضغط الأخير على وزير خارجية جورجيا الجمهوري، براد رافنسبرجر، للبحث عن أصوات كافية لتغيير النتيجة، كما حاول حلفائه تقديم قوائم بما أطلقوا عليهم "الناخبين المزيفين" الذين يمكن أن يحلوا محل الناخبين الديمقراطيين الذين فاز بأصواتهم بايدن، حسب الوكالة.

وتم توجيه الاتهام إلى ترمب لاحقاً في جورجيا بسبب جهوده لتغيير نتيجة الانتخابات، لكن القضية لا تزال مُعلَقة حتى تقرر المحاكم ما إذا كان المدعي العام لمقاطعة فولتون يمكنه الاستمرار في مقاضاته. 

وصادق كيمب، على عدد الأصوات التي فاز بها بايدن قبل أربع سنوات، ورفض مراراً وتكراراً الجهود التي بذلها حلفاء ترمب لتغييرها، ومنذ ذلك الحين أثبت حاكم الولاية أنه من بين الجمهوريين القلائل على المستوى الوطني الذين يمكنهم الصمود ضد الرئيس السابق دون التضحية بسلطته أو شعبيته، إذ وافق 63% من سكان جورجيا على أدائه الوظيفي في استطلاع للرأي أُجري في يونيو الماضي لصالح صحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتيوشن".

وكان كيمب فاز بمنصب الحاكم بفارق ضئيل في عام 2018 بعد حصوله على تأييد ترمب، لكن الأخير دعم منافسه السيناتور السابق ديفيد بيرديو، الذي تحدث في تجمع، السبت، في انتخابات عام 2022، إلا أن كيمب هزمه بفارق 7.5 نقطة مئوية، وهي هزيمة ساحقة في ولاية متأرجحة.

ومن المقرر أن يرأس كيمب رابطة الحكام الجمهوريين في انتخابات 2026، عندما يغادر منصبه، ومن المعروف على نطاق واسع أنه الخيار الأول للجمهوريين لمواجهة السيناتور الديمقراطي جون أوسوف في انتخابات التجديد النصفي تلك.

وقال حاكم جورجيا، إنه لم يصوت لأي شخص في الانتخابات التمهيدية لهذا العام لكنه سيصوت لصالح القائمة الجمهورية في نوفمبر المقبل. 

التركيز على جورجيا

وتتركز جهود كلا الحزبين الآن على جورجيا، وهي الولاية المتأرجحة في منطقة "حزام الشمس" التي أشار الديمقراطيون قبل أسبوعين فقط إلى أنهم سيتجاهلونها لصالح التركيز بشكل أكبر على ولايات "الجدار الأزرق"، لكن قرار بايدن إنهاء حملته وتأييد هاريس أدى إلى تعزيز آمال الديمقراطيين في توسيع الخريطة الانتخابية.

وحث حلفاء ترمب، الجمهوريين على التركيز على القضايا التي يرون أنه يتفوق فيها على هاريس، ولا سيما "الاقتصاد والهجرة"، وهي القضايا التي هاجم الرئيس السابق المرشحة الديمقراطية المحتملة فيها، إذ أنه يتأرجح بين انتقاد سياساتها في هذه القضايا، وتصوير هاريس على أنها "نسخة غبية من (السيناتور المستقل التقدمي) بيرني ساندرز". 

وكان المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور، جيه دي فانس، هو أول مَن صعد إلى المنصة في الفعالية الانتخابية، السبت، وأشاد خلال كلمته بالرئيس السابق لـ "كشفه عن عملية تستر ضخمة على الضعف العقلي للرئيس (بايدن)" خلال المناظرة التي وصفتها "أسوشيتد برس" بـ "المشؤومة" في يونيو الماضي، والتي أدت في النهاية إلى انسحاب بايدن من انتخابات 2024، قبل أن يهاجم هاريس باعتبارها "ليبرالية من سان فرانسيسكو بعيدة كل البُعد عن التيار الرئيسي في البلاد". 

وفي المقابل، انتقدت حملة هاريس، ترمب قبل التجمع بسبب ما توقعت أنه سيكون خطاباً "ينكر فيه نتائج انتخابات 2020"، كما انتقدت الرئيس السابق لإعلانه في وقت سابق أنه لن يحضر مناظرة سبتمبر المقبل، التي كان تم الترتيب لها مع حملة بايدن قبل انسحاب الأخير من السباق، إذ يقول المرشح الجمهوري إنه يريد مناظرة منافسته الديمقراطية على قناة "فوكس نيوز" بدلاً من ذلك.

وبعد انتهاء الفعالية، أصدرت حملة هاريس بياناً على لسان النائب السابق لحاكم جورجيا، جيف دنكان، قال فيه: "إذا كنت قادراً على رؤية التناقضات والرغبة في الانتقام لدى ترمب هذه الليلة، فإنك ستكون قد رأيت ترمب الذي لا يهتم بتوحيد هذا البلد أو التحدث إلى الناخبين الذين سيقررون نتيجة هذه الانتخابات"، مضيفاً: "ملايين الأميركيين سئموا من حملته المليئة بالمظالم، والتي تركز عليه وحده".

تصنيفات

قصص قد تهمك