عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، اجتماعاً لرؤساء الأجهزة الأمنية، لبحث التحضير للهجمات المحتملة من إيران و"حزب الله" اللبناني، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والضربة التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية للبنان الثلاثاء، والتي قتلت القائد العسكري لـ"حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر.
وقال تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية، إن الاجتماع لم يخرج بصورة محددة لطبيعة الهجمات التي تواجهها إسرائيل، إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث احتمالية اتخاذ "إجراءات أو هجمات استباقية"، تشنها إسرائيل، بما في ذلك في لبنان أو مناطق أخرى "إذا اقتضى الأمر".
ولدى سؤاله الأحد، بشأن السبب وراء عدم اتخاذ إسرائيل "إجراءات استباقية"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري: "نحن نراقب أعدائنا على كل الجبهات، وبالتحديد حزب الله في لبنان. لدينا خطط واسعة، ونحن على درجة استعداد عالية للتحرك. سننفذ أي أوامر نتلقاها من القيادة السياسية بشكل فوري".
وذكر تقرير "القناة 12"، أن الولايات المتحدة أيضاً ليست متأكدة بشأن ما الذي يجب عليها توقعه من إيران و"حزب الله"، لكنها بدأت في تشكيل تحالف دولي لإحباط الهجمات المحتملة، وتتم إدارته من قيادة المنطقة المركزية الوسطي في المنطقة.
زيارة مرتقبة لبلينكن
ويبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة المنطقة في المستقبل القريب، في ضوء المخاوف الأميركية من "حريق إقليمي هائل"، وفق التقرير الإسرائيلي.
وقالت "القناة 12"، إن الولايات المتحدة كررت تأكيدها بأنها ستدعم إسرائيل، وإنها طلبت من عدة دول غربية إيصال رسالة إلى إيران، مفادها ألا تصعد الحرب، وأن تحذر طهران من أن أي هجوم كبير، "سيؤدي إلى رد".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها الأوروبيين وحكومات دول أخرى شريكة أن تبلغ طهران رسالة بألا تصعد الوضع، محذرة من أن ضربة كبيرة لإسرائيل، قد تقود إلى رد على هذه الضربة، وكذلك، إيصال رسالة إلى الرئيس مسعود بيزشكيان مفادها أن جهوده لتحسين العلاقات مع الغرب، سيكون لها فرصة أكبر من النجاح إذا أظهرت إيران "ضبطاً للنفس".
وقال مسؤولون مطلعون على تلك النقاشات للصحيفة إن الولايات المتحدة قالت أيضاً في جزء من رسالتها، إنها تضغط على إسرائيل لعدم التصعيد.
إيران تحضر لجولات عدة
وقال التقرير الإسرائيلي إن هناك إشارات على أن إيران تحضر لأكثر من جولة من الهجمات، والهجمات المضادة، فيما تسعى إلى الخروج من الصورة "المذلة" التي تسبب فيها هجوم الأربعاء، في طهران، والذي اغتال إسماعيل هنية على أراضيها بعد ساعات من تنصيب الرئيس مسعود بيزشكيان.
ولم تتبن إسرائيل المسؤولية عن الهجوم حتى الآن.
وذكرت "القناة 12" أن هناك إشارات أيضاً إلى أن الهجوم سيكون أكثر شدة من الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل في أبريل الماضي، حين أطلقت مئات الصواريخ والمسيرات من أراضيها على إسرائيل مباشرة، وأحبطته تل أبيب بالكامل تقريباً.
"هجوم إسرائيل لن يمر دون رد"
والأحد، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن إسرائيل ارتكبت خطأً كبيراً باغتيال هنية، في أثناء وجوده بطهران، متعهداً بأن ذلك "لن يمر دون رد".
وتوعد مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين طائب، الأحد، إسرائيل بسيناريو "جديد ومفاجئ لا يمكن توقعه" رداً على اغتيال هنية، وقال إن الرد سيكون "جديداً ومفاجئاً".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن بيزشكيان قوله خلال استقبال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي "ارتكبوا خطأهم الكبير باغتيال الشهيد هنية وهو لن يمر دون رد".
وأثار اغتيال إسماعيل هنية، الأربعاء الماضي، مخاوف من اندلاع صراع مباشر بين طهران وإسرائيل في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والصراع المتفاقم مع لبنان.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال هنية، وعندما سأله الصحافيون عما إذا كانت إيران ستتراجع، قال بايدن، السبت: "آمل ذلك. لا أعرف".