استقبل الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو بالعاصمة طهران، الاثنين، ووصف موسكو بأنها "شريك استراتيجي" لبلاده، معتبراً أن مسألة "توسيع العلاقات" بين الجانبين تمثل "أولوية قصوى في السياسة الخارجية" لحكومته.
وأشار بيزشكيان خلال اللقاء، الذي يأتي في وقت تدرس فيه إيران ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إلى أن "روسيا كانت حليفاً ثابتاً خلال الأوقات الصعبة التي مرت بها إيران"، مشدداً على "ضرورة الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين".
وأضاف: "نعتقد أن زمن القطبية الأحادية التي تمارسها بعض القوى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قد انتهى"، معتبراً أن "تنسيق المواقف والتعاون بين إيران وروسيا في التعزيز للعالم متعدد الأقطاب، من شأنه أن يعزز الأمن والسلام العالميين".
من جانبه، هنأ شويجو بيزشكيان على انتخابه رئيساً لإيران، ووصف طهران بأنها "حليف استراتيجي رئيسي لروسيا في المنطقة".
وأعرب وزير الدفاع الروسي السابق، عن "ارتياحه للجهود المشتركة التي تبذلها روسيا وإيران لخلق عالم متعدد الأقطاب، وضمان الأمن الإقليمي"، مشدداً على أن "العلاقات بين الحليفين تنمو في جميع القطاعات".
شويجو يلتقي كبار القادة العسكريين في إيران
والتقى شويجو الأميرال البحري علي أكبر أحمديان، أحد كبار قادة الحرس الثوري، والذي يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، كما التقى لاحقاً رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
وقال باقري خلال لقاءه شويجو، إن "ايران وروسيا، تربط بينهما علاقات استراتيجية عميقة وطويلة الأمد، وهي لا تتأثر سلباً بتغير الحكومات"، بحسب ما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية.
وذكر أن "أميركا تعي جيداً بأن العالم تجاوز مرحلة اقتدار القطب الواحد"؛ مرحباً بـ"التعاون الثلاثي بين إيران وروسيا والصين".
في المقابل، نوّه سكرتير مجلس الأمن الروسي بـ"استعداد موسكو لبناء تعاون اقتصادي شامل مع طهران".
أميركا تعلق على زيارة شويجو
وتعليقاً على زيارة شويجو لإيران، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها "لا تتوقع" أن تقوم روسيا بدور بناء بشأن التوتر بالشرق الأوسط.
ووفقاً لبيان أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تأتي الزيارة "استمراراً للتعاون الاستراتيجي" بين البلدين، مشيرة إلى أنها تبحث "العلاقات الأمنية والسياسية الثنائية"، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالتعاون بين طهران وموسكو، وسبل تعزيزها، بدءاً من التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، ووصولاً إلى المشاريع التجارية والاقتصادية، وأيضاً القضايا الأمنية الدولية والإقليمية.
وأدانت روسيا اغتيال هنية في إيران الأسبوع الماضي، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة.
ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعلق علناً حتى الآن على التصعيد الأحدث في الشرق الأوسط، إلا أن بعثة روسيا في الأمم المتحدة، ذكرت خلال جلسة في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، أن الذين يقفون وراء اغتيال هنية كانوا يسعون إلى إحباط أي أمل في السلام في الشرق الأوسط.
وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال هنية، وتوعدتها بالعقاب، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الاغتيال، ولكنها لم تنف ذلك.
وتعمل موسكو على تعزيز علاقاتها مع طهران منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وتقول إنها تستعد لتوقيع اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إيران.
وتتهم واشنطن ودول غربية إيران بتزويد روسيا بمسيرات و صواريخ باليستية خلال الحرب مع أوكرانيا، وهو ما تنفيه طهران وموسكو بشكل قاطع.