تنطلق نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة عن الحزب الديمقراطي، هذا الأسبوع، في جولات مكوكية تستهدف الولايات المتأرجحة، ما يمنحها جدول سفر أطول وأكثر زخماً من منافسها المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب.
ويعتبر هذا الأسبوع حاسماً لهاريس التي تسارع لتقديم نفسها للناخبين، قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، وستكون أيضاً المرة الأولى التي تظهر فيها مع زميلها في الترشح على منصب نائب الرئيس، الذي لم يتم الإعلان عنه بعد.
وبدءاً من الثلاثاء، ستخوض هاريس حملة في 7 ولايات متأرجحة على مدار 5 أيام، وهي واحدة من أكثر أسابيع السفر المتعلقة بالحملة في الانتخابات العامة، وفقاً لـ NBC NEWS.
وكانت هاريس بمعية فريقها، قد قامت بإجراء لقاءات مع 6 مرشحين لاختيار الأصلح منهم لمنصب نائب الرئيس، وهم "حاكم كنتاكي آندي بشير، ووزير النقل بيت بوتيجيج، والسيناتور مارك كيلي من أريزونا، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم مينيسوتا تيم والز"، إذ التقى والز وشابيرو وكيلي، كل منهم على حدة مع هاريس، الأحد، وفقاً لمصدر مطلع على الاجتماعات.
ومن المقرر أن تظهر هاريس إلى جانب المرشح لمنصب نائب الرئيس لأول مرة، الثلاثاء، في فيلادلفيا، حيث سيبدأ الثنائي جولة عبر البلاد.
تحركات هاريس المتسارعة
وشكلت تحركات هاريس وتنقلاتها، منذ أن حازت ثقة الديمقراطيين للترشح في الانتخابات الرئاسية، تناقضاً صارخاً مع وتيرة ترمب، والرئيس جو بايدن، إذ ألقى ترمب تصريحات في 10 ولايات منذ مناظرة 27 يونيو الماضي، بينما سافر بايدن إلى 8 ولايات خلال الـ 24 يوماً الأخيرة من ترشيحه، إذ ستبدأ رحلات هاريس هذا الأسبوع إلى 7 ولايات في فترة زمنية أقل من ربع الفترة التي استغرقها بايدن.
وتعتزم هاريس زيارة 5 ولايات سبق وفاز فيها بايدن في انتخابات 2020 وهي: "بنسلفانيا، وويسكونسن، وميشيجان، وجورجيا، وأريزونا"، كما ستتوقف في نورث كارولينا، التي خسرها بايدن بهامش ضئيل، وكذلك نيفادا التي فاز فيها الديمقراطيون ولكن بفارق ضئيل.
وقال ديمقراطيون إن "الرحلة تسلط الضوء على الفجوة بين الأجيال بين هاريس وبايدن وترمب"، وفقاً لـ NBC NEWS.
وقالت أماندا رينتيريا، التي كانت المديرة السياسية الوطنية لحملة هيلاري كلينتون لعام 2016، إن "العمر مهم حقاً، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بقدرة المرشح على الالتزام برحلات طويلة"، وذلك تعقيباً على المخاوف بشأن عمر مرشح الحزب الديمقراطي السابق جو بايدن.
وتعتبر هاريس، 59 عاماً، أصغر بجيل من ترمب، 78 عاماً، وبايدن، 81 عاماً.
وفي عام 2020، كان بايدن أكبر فائز رئاسي في التاريخ، كما أن ترمب في حال انتخابه، سيكون أكبر رئيس في منصبه بحلول نهاية ولايته.
وقالت رينتيريا: "عندما تكون في سن ترمب، لا أعرف كيف تواكب ذلك، ومن المدهش ما يمكن للمرشحين فعله عندما يسافرون، ولا يمكنك الاستمرار في ذلك لفترة طويلة".
تجمعات ترمب
ومن المقرر أن يعقد ترمب هذا الأسبوع، تجمعاً جماهيرياً، الجمعة، إذ يلقي كلمة في حفل عشاء في مونتانا، وهي الولاية التي فاز بها في عام 2020 بنسبة 56.9% من الأصوات، كما من الممكن أن يعقد حملة لجمع التبرعات، السبت، في كولورادو، التي فاز بها بايدن بهامش مماثل في عام 2020، لكن لا تعتبر أي من الولايتين ولاية متأرجحة، وفقاً لـ NBC NEWS.
من جهته، أشار مدير الاتصالات في حملة ترمب، ستيفن تشيونج، إلى "الفارق الإجمالي في عدد رحلات حملة ترمب وحملة هاريس".
وقال تشيونج عن ترمب، الذي أطلق حملته قبل أكثر من عام ونصف: "في هذه الدورة، زار الرئيس ترمب عدداً أكبر بكثير من الولايات المتأرجحة، وعقد المزيد من التجمعات، وعقد المزيد من حملات جمع التبرعات، وأجرى المزيد من المقابلات، وتواصل مع المراسلين المحليين".
وأضاف: "لم تتمكن هاريس حتى من إجراء مقابلة إعلامية بسيطة منذ انسحاب بايدن من السباق في 21 يوليو، واختيارها كمرشحة ديمقراطية، على الرغم من أنها أجابت على أسئلة الصحافيين في مجموعات إعلامية".
تحركات بايدن قبل الانسحاب
أما بايدن كانت حملته داخل دائرة السيطرة، إلى أن أجرى المناظرة مع ترمب في يونيو الماضي، بولاية جورجيا، والتي لاقت انتقادات واسعة من داخل الحزب.
وكان بايدن قد تحدث في تجمع جماهيري بولاية كارولينا الشمالية، كما سافر إلى جمع التبرعات في نيويورك ونيوجيرسي وفيرجينيا، قبل أن يعقد تجمعاً جماهيرياً في ويسكونسن، كما قادت حملته رحلات إلى بنسلفانيا وميشيجان ونيفادا، إلى أن أصيب بفيروس كورونا، بعدها بأيام قليلة قرر الانسحاب.
وعندما كان بايدن المرشح المفترض، وجهت حملة ترمب له العديد من الهجمات التي تستهدف "قدرته المعرفية، مستغلة مخاوف الناخبين بشأن عمره"، ولكن لكون "كامالا هاريس أصغر بجيل من ترمب، كان على الجمهوريين تغيير نهجهم".
وقال بيل جالستون، زميل مؤسسة "بروكينجز" ومسؤول في إدارة الرئيس بيل كلينتون: "أعتقد أن رحلات هاريس تأكيد صريح على شبابها وحيويتها، إنها نقطة ليس عليها التحدث بشأنها، لأنها قادرة على إظهارها".
وذكرت أليجا كافاليير الاستراتيجية الديمقراطية في وكالة الاستراتيجية والتسويق Precision Strategies: "أعتقد أن حقيقة أن هاريس مستعدة وقادرة على القيام بهذا العدد الكبير من الأحداث في فترة زمنية قصيرة، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً، خاصة عندما نكون على بعد أقل من 100 يوم من الانتخابات".
وقال إريك جاي، المستشار الديمقراطي في Storefront Political Media، وهي شركة استشارات للحملات إن "السفر لحضور أحداث الحملة، يمكن أن يساهم في تسريع جمع التبرعات، وتحديد المتطوعين المحتملين في المستقبل".
وقال جاي: "إذا تمكنت من جعل 10 آلاف شخص يشاركون على منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعبروا عن ثقتهم بهاريس، فسيكون لذلك تأثير كبير، كشكل من أشكال الإعلام والاتصال في حد ذاته".
وأعلنت حملة هاريس بالفعل، موجة من الدعم التطوعي، مشيرة في بيان، السبت، أنه خلال الأيام الـ12 الماضية، أجرى "المتطوعون 2.3 مليون مكالمة هاتفية، وطرقوا 172 ألف باب".
وقال رينتيريا إن "الجولة التي شملت 7 ولايات، تُظهِر أنها تتمتع بطاقة هائلة، وأن حملتها جاهزة للانطلاق، وتفكر ملياً في الأمور، وقادرة على التنفيذ الجيد، لذا فهي مثيرة للغاية".