حض الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنصاره على حذف تطبيق المراسلة واتساب، المملوك لشركة ميتا، من على هواتفهم، قائلاً إنه يستخدم من قبل "فاشيين" لنشر العنف، وفق "بلومبرغ".
وطالب مادورو خلال تجمع حاشد، دعا إليه فرع الشباب في الحزب الحاكم بـ"انسحاب طوعي وتقدمي وجذري" من واتساب، مشيراً إلى أنه سيتحوّل إلى تليجرام وتطبيق المراسلة الصيني "وي تشات".
وأضاف: "من خلال واتساب يهددون الأسرة العسكرية والشرطة وقادة الشوارع والمجتمع وكل من لا يعلن تأييده للفاشية".
والأحد، قال مادورو أيضاً إن تطبيقي "تيك توك" وإنستجرام يستخدمان للترويج لـ"الكراهية" وتعهد بتقنين استخدامهما.
يأتي هجوم مادورو على منصات التواصل الاجتماعي، في أعقاب موجة من الإجراءات التي أطلقها نظامه ضد أي معارضة لفوزه المعلن في الانتخابات الرئاسية.
وأشار مادورو مراراً، إلى زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، ومرشحها البديل إدموندو جونزاليس، باعتبارهما "فاشيين"، وألقى باللائمة عليهما في الاحتجاجات التي أعقبت نشرهما وثائق تظهر تزوير فوزه في الانتخابات.
وكان مادورو طلب من المحكمة العليا في فنزويلا، مراجعة النتائج، والاثنين، سلّم المجلس الانتخابي الوطني، إلفيس أموروسو، الوثائق الانتخابية، وفقاً لبث على التلفزيون الرسمي.
ولم يذكر أموروسو، ولا قضاة المحكمة ما إذا كانت الوثائق تحتوي على جداول بالنتائج، مثل تلك التي نشرتها المعارضة.
وفي وقت سابق، الاثنين، أعلن المدعي العام الفنزويلي، طارق وليام صعب، اعتزامه فتح تحقيق ضد ماتشادو وجونزاليس، بعد أن نشرا بياناً، الاثنين، يدعوان فيه ضباط الجيش والشرطة إلى "الوقوف إلى جانب الشعب".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن طلب مادورو حذف تطبيق واتساب يعد بمثابة تغيير سريع في موقفه، بعد أن اعتمد على منصة التواصل الاجتماعي للمساعدة في تحسين صورته قبل انتخابات 28 يوليو.
وكانت آخر رسالة شاركها عبر تطبيق واتساب في 30 يوليو الماضي، وقال فيها إن "الشعب انطلق إلى الشوارع ضد العنف والفاشية... الرب معنا... السلام سينتصر".
مادورو يتوّعد المعارضين
وخلال التجمع الشبابي، أصدر مادورو تحذيراً آخر للمعارضين، مذكراً إياهم بالعملية الأمنية الحكومية "تون تون"، التي سميت على اسم صوت "الطرق" على أبواب الناس.
وقال وهو يغني على أنغام أغنية عيد الميلاد الشعبية: "طق طق، من بالباب؟"، مضيفاً: "دعاة السلام. لا تبكوا مثل الأطفال، ستذهبون إلى توكورون".
و"توكورون" هو أحد السجون شديدة الحراسة، التي وعد مادورو بإرسال المحتجين إليها الأسبوع الماضي. وقال إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 2000 شخص حتى الآن.
وتظاهر آلاف الفنزويليين في أنحاء أخرى من البلاد، فيما قال الرئيس نيكولاس مادورو لأنصاره إن نحو 2000 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات على النتائج.
وأعلنت لجنة الانتخابات في فنزويلا، التي هاجمها معارضون واتهموها بأنها مؤيدة للاشتراكيين الذين يحكمون البلاد، فوز مادورو في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وقالت الاثنين، إنه حصل على 51% من الأصوات مقارنة مع 46% لمرشح المعارضة إدموندو جونزاليس. وأكدت اللجنة نفس النتيجة، الجمعة.
وأثارت نتائج الانتخابات المنشورة اتهامات واسعة النطاق بالتزوير واحتجاجات. وفي وقت لاحق، شنت قوات الأمن حملة صارمة على الاحتجاجات التي وصفتها حكومة مادورو بأنها جزء من محاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة.
وحتى الآن، لقي 20 شخصاً على الأقل حتفهم في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات، وفقاً لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً.
واعترفت دول منها الولايات المتحدة والأرجنتين بالفعل بفوز جونزاليس في الانتخابات، إذ استشهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الخميس، "بأدلة دامغة". كما خلصت كوستاريكا والإكوادور وبنما وأوروجواي، الجمعة، إلى أن جونزاليس حصل على العدد الأكبر من الأصوات.
وقال مراقبو الانتخابات في كولومبيا، السبت، إن التحليل القائم على التقرير الثاني للمجلس الانتخابي في فنزويلا، وقاعدة بيانات المعارضة يظهر أن جونزاليس هو الفائز. ودعت المجموعة الحكومة إلى إجراء تدقيق شامل للأصوات.