يلفت تاريخ حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، والذي رشحته المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، لمنصب نائب الرئيس، الطويل مع بكين، اهتمام الكثير من الجمهوريين، وكذلك يُثير اهتمام الصينيين أنفسهم، خاصة في ظل التنافس الكبير بين البلدين اقتصادياً وعسكرياً.
وشن أنصار المرشح الجمهوري، والرئيس السابق دونالد ترمب، هجمات دعائية على والز، بعدما أعلنت هاريس، الثلاثاء، أن حاكم مينيسوتا الذي قام بالتدريس في الصين بعد التخرج، وسافر إلى هناك مرات كثيرة منذ ذلك وقت، هو مرشحها لمنصب نائب الرئيس.
وقال مدير المخابرات الوطنية بالإنابة في إدارة ترمب، ريتشارد جرينيل، عبر منصة "إكس"، إن "الصين الشيوعية سعيدة جداً باختيار كامالا للحاكم تيم والز لمنصب نائب الرئيس".
في المقابل، رفضت حملة "هاريس-والز" مثل هذه الانتقادات، مستشهدة بتاريخ والز في انتقاد سجل بكين في مجال حقوق الإنسان.
وقال جيمس سينجر، المتحدث باسم الحملة "الجمهوريون يلوون عنق الحقائق الأساسية"، لافتاً إلى أن والز تصدى طويلاً للحزب الشيوعي الصيني، و"ناضل من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، ووضع الوظائف والصناعات الأميركية دوماً في المقام الأول".
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين العديد من التوترات أبرزها المساعدات العسكرية لجزيرة تايوان، والتي تعتبرها بكين تابعة لها بمبدأ "الصين الواحدة"، إلى جانب ملفات حقوق الإنسان، مروراً بالقضايا الاقتصادية والعسكرية والتقنية، وصولاً إلى العقوبات الأميركية على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى بكين، غير أن هناك العديد من الاتهامات بين البلدين بزرع أدوات تجسس أو عملاء لصالح الطرف الآخر.
ووُلد تيم والز في ولاية نبراسكا، وانضم إلى الحرس الوطني بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وحصل على درجة في العلوم الاجتماعية من كلية تشادرون ستيت عام 1989.
ثم قضى عاماً في تدريس العلوم الاجتماعية بالخارج قبل أن يعود إلى وطنه ليخدم كضابط نظامي في الحرس الوطني، ويعمل مدرساً بالمرحلة الثانوية، بالإضافة إلى تدريبه فريق كرة القدم في مدرسة مانكاتو الغربية، بحسب قناة FOX NEWS.
وفي 1989، ذهب والز إلى الصين لتدريس اللغة الإنجليزية والتاريخ الأميركي، وهو العام نفسه الذي شهد حملة القمع الدموية ضد المحتجين المؤيدين للديمقراطية في ميدان تيانانمين "السلام السماوي" حين كان خريجاً جامعياً حديثاً. وفي وقت لاحق، بدأ هو وزوجته شركة لتنظيم رحلات إلى الصين للطلاب الأميركيين. وقد زارها بنفسه أكثر من 30 مرة.
وعلى خلاف الثمانينيات والتسعينيات، حين بدأ والز رحلاته، فإن الرغبة في اتخاذ موقف صارم تجاه الصين هي واحدة من المشاعر القليلة الحقيقية التي يتبناها كل من الجمهوريين والديمقراطيين في وقت يشهد انقسامات عميقة بينهما.
وفي حين أن والز قال إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين يجب أن لا تكون عدائية، فقد عمل على مشروعات قوانين تنتقد سجل بكين في مجال حقوق الإنسان أثناء فترة عمله التي استمرت 12 عاماً في مجلس النواب وكان عضواً في اللجنة التنفيذية في الكونجرس الخاصة بالصين، والتي تركز على حقوق الإنسان.
ولا يتمتع نواب الرئيس الأميركي عادة بقدر كبير من النفوذ في قضايا السياسة الخارجية، لكن بوسعهم التأثير على تفكير الرئيس فيما يتصل بالشؤون العالمية.