يتباهى كل من حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز والسيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو جي دي فانس بسجلهما العسكري، ولكن الخلافات حول تفاصيل سنوات خدمتهما في القوات المسلحة سرعان ما تحولت إلى أداة انتخابية عقب إعلان هاريس الثلاثاء، عن اختيار والز نائباً لها.
ووجه فانس، الذي خدم في مشاة البحرية، الضربة الأولى الأربعاء، إلى والز الذي خدم لمدة 24 عاماً في الحرس الوطني. واتهم المرشح الرئاسي الجمهوري منافسه الديمقراطي بـ"الشجاعة المسروقة" لتركه الخدمة العسكري قبل قرار إرسال وحدته إلى العراق و"ادعائه أنه شارك في حرب".
وقال فانس في إحدى محطات حملته في ميشيجان: "أتساءل، تيم والز، متى كنت في حرب؟"، وأضاف: "لم يقض يوماً واحداً في منطقة قتال... سأشعر بالخجل لو كنت مكانه وكذبت بشأن خدمتي العسكرية كما فعل".
ويبدو أن فانس كان يشير إلى مقطع فيديو لوالز، والذي شاركته حملة كامالا هاريس على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقول الحاكم أثناء حديثه عن فرض القيود على اقتناء الأسلحة، "يمكننا التأكد من أن الأسلحة التي حملتها في الحرب، لا تحمل إلا في الحرب".
"تعبير عن اليأس"
ولم يشارك والز في أي قتال، وأشار أنصار والز إلى أن فانس اعترف في مذكراته بأنه لم ير قتالاً حقيقياً أيضاً، وأن والز لم يكذب بشأن رتبته أبداً.
وقال جاكوب توماس، مدير الاتصالات والمتحدث باسم مجموعة المحاربين القدامى التقدمية Common Defense، إن مهاجمة السجل العسكري لزميل محارب قديم هو أمر "غريب ويعبر عن اليأس".
وأضاف توماس : "لا يبدو هذا وكأنه رسالة انتصار. لسنا بحاجة إلى قضاء هذا الوقت في مهاجمة بعضنا البعض بشأن أشياء لا تهم. لقد خدمنا جميعاً. وكما قلت، بصراحة، إنه مجرد يأس".
ووالز وفانس هما أول محاربين قدامي على تذكرة الترشح للرئاسة منذ ترشح السيناتور الراحل جون ماكين (جمهوري من أريزونا) للرئاسة في عام 2008. ومن المعروف أن الرئيس السابق دونالد ترمب تجنب التجنيد أثناء حرب فيتنام بعد تشخيص إصابته بتشوهات عظمية، ولم تخدم نائبة الرئيس هاريس في الجيش.
وسيكون أحد الرجلين أول جندي سابق يشغل منصب الرئيس أو نائب الرئيس منذ الرئيس جورج دبليو بوش، الملازم السابق في الحرس الجوي الوطني لولاية تكساس.
عامل إيجابي.. لكن ليس حاسماً
بالنسبة لهاريس وترمب، فإن اختيار محارب قديم يتمتع بسجل عسكري كان على الأرجح عاملاً في اختيار مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، كما قال مات بينيت، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في مؤسسة الفكر الديمقراطي الوسطية "ثيرد واي".
وقال بينيت: "أعتقد أنه كان عاملاً، لكنه ليس حاسماً"، وأوضح: "لا أعتقد أن هاريس أو ترمب قالا، "يجب أن يكون لدينا محارب قديم". أعتقد أنهما نظرا إلى كون نائبيهما محارب قديم على أنه أمر إيجابي.
والتحق والز، الذي نشأ في نبراسكا، بالحرس الوطني للجيش في سن 17 عاماً للمساعدة في دفع تكاليف الكلية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 1982. وخلال سنوات خدمته، تم إرساله إلى إيطاليا لدعم العمليات الأميركية ضد الإرهاب في أفغانستان. كما استجاب للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير على الأراضي الأميركية.
وتقاعد والز بعد 24 عاماً برتبة رقيب أول وأصبح لاحقاً أعلى جندي رتبة يخدم في الكونجرس على الإطلاق عندما فاز بأول انتخابات له في عام 2006. وأصبح فيما بعد أعلى ديمقراطي في لجنة شؤون المحاربين القدامى في مجلس النواب.
وقالت أليسون جاسلو، الرئيسة التنفيذية لقدامى المحاربين الأميركيين في العراق وأفغانستان، عن فترة والز في الكونجرس: "إنه أكثر دراية بمجتمعنا من الكثير من القادة المنتخبين".
وأضافت: "إنه شخص أعرفه من العمل في الكونجرس أيضاً. منظمتنا لها علاقة طويلة الأمد مع الحاكم والز. كان هناك يقاتل جنباً إلى جنب معنا من أجل مشروع قانون الجنود والعسكريين بعد 11 سبتمبر".
وقالت جاسلو أيضاً لصحيفة "ذا هيل" إن فترة والز في الحرس الوطني تمنحه "نظرة فريدة تجاه هذا المكون من قواتنا بطريقة لا يتمتع بها العديد من القادة المنتخبين الآخرين"، والتي قالت إنها قد تكون ذات قيمة نظراً للمسؤولية المتزايدة للحرس الوطني على الحدود الجنوبية.
هجمات عنيفة
ولكن بعد أقل من يوم من الإعلان عن انضمام والز إلى هاريس في السباق الرئاسي، جاءت الهجمات من اليمين سريعة وعنيفة، واستغل المنتقدون حقيقة أن والز ترك الجيش قبل نشر وحدته في العراق، مشيرين إلى أنه "تقاعد لتجنب الخدمة في منطقة حرب".
وقال فانس في تجمع انتخابي في ميشيجان: "عندما طلبت بلاده منه الذهاب إلى العراق، هل تعلم ماذا فعل؟ انسحب من الجيش وسمح لوحدته بالذهاب بدونه".
وشبه النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا) خروج تيم والز من الحرس الوطني بـ "لاعب الوسط في فريق كبير يبتعد عن فريقه قبل ذهابهم إلى السوبر بول".
وقال في مقطع فيديو نُشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "لم أسمع قط عن قائد أو رقيب أول يبتعد عن وحدته قبل النزول إلى الميدان".
وقال كيفن بويندكستر، وهو استراتيجي سياسي جمهوري مقيم في مينيسوتا، إنه لديه "الكثير من الأسئلة" حول ما أسماه بـ"التهرب من الخدمة".
ويقول أنصار والز، الذي خدم في وحدة مدفعية، مما تسبب في أضرار لقدرته على السمع، إنه "كان يستعد للترشح للكونجرس عندما تقاعد بشرف من الجيش قبل نشر وحدته".
وقال مارك ميلمان، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي، إن هذه الهجمات "لا معنى لها". وأضاف: "هل يرسلون أشخاصاً في منتصف الأربعينيات من العمر إلى العراق؟ لا أعتقد ذلك".
وتابع: "لقد خدم الرجل في الحرس الوطني لمدة 24 عاماً، ولا أعتقد أن أي شخص يمكنه أن يقول بشكل معقول، حسناً، كان عليك حقاً أن تكون في الخدمة لمدة 28 عاماً".
"لا مجال للمقارنة"
وفي رسم بياني تم تداوله عبر الإنترنت بواسطة Vote Vets، وهي مجموعة سياسية لقدامى المحاربين الليبراليين، ردت المنظمة على اتهامات الحزب الجمهوري، قائلة إن والز قدم طلب التقاعد قبل أشهر من نشر وحدته.
كما واجه المنتقدون والز بسبب رتبته، والتي وصفها طوال حياته السياسية بأنها رقيب أول. وبينما تمت ترقية والز إلى هذه الرتبة أثناء الخدمة، إلا أنه قد تم سحبها منه مرة أخرى بعد التقاعد، لأنه لم يكمل تدريباً معيناً للاحتفاظ بها. ومع ذلك، وافق الحرس الوطني على الرتبة الأعلى عند تقاعده لأنه خدم تحتها.
لكن الانتقادات التي أُلقيت على والز بسبب خدمته قد تكون غير واضحة بسبب حقيقة أن فانس نفسه لم ير معركة قط، والانتقادات الشديدة التي تلقاها ترمب لهروبه من الخدمة تماماً.
وقال فانس، الذي خدم في مشاة البحرية من عام 2003 إلى عام 2007 وتم إرساله إلى العراق، في مذكراته إنه لم ير قتالاً حقيقياً أبدًا وأنه عمل في قسم الشؤون العامة في العراق.
وقال ألكسندر فينمان، الكولونيل المتقاعد في الجيش، الأربعاء على منصة إكس: "دعونا نكون واضحين، لقد خدمتَ بشرف، بما في ذلك 6 أشهر في وحدة الشؤون العامة".
وأضاف "تقاعد والز بعد 24 عاماً وحصل على رتبة رقيب أول. لا أعتقد أنك تريد مقارنة سجلات الخدمة".
وفي المقابل، حصل ترمب على أربعة تأجيلات أثناء الحرب للتعليم، ثم إعفاء طبي بسبب التشوهات العظمية، وهو التشخيص الذي تشير تقارير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه كان "معروفاً".
وقال والز عن ترمب في تجمع انتخابي يوم الأربعاء: "ليس لديه أي فهم لفكرة الخدمة لأنه مشغول جداً بخدمة نفسه".
في بيان لصحيفة ذا هيل، دافعت حملة هاريس عن سجل والز.
وقال البيان: "بعد 24 عاماً من الخدمة العسكرية، تقاعد الحاكم والز في عام 2005 وترشح للكونجرس، حيث ترأس لجنة شؤون المحاربين القدامى وكان مدافعاً لا يعرف الكلل عن رجالنا ونسائنا في الخدمة العسكرية - وبصفته نائباً لرئيس الولايات المتحدة، سيستمر في أن يكون بطلاً لا هوادة فيه لقدامى المحاربين وعائلات العسكريين".