صعود هاريس في استطلاعات الرأي يزعج ترمب ويدفعه للشكوى من أداء حملته

مصادر لـ"واشنطن بوست": الرئيس السابق يبحث إجراء تغييرات بين موظفي حملته الانتخابية

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تواجده في تجمع داخل نادي ترمب للجولف في "بيدمينستر" بولاية نيوجيرسي الأميركية. 13 يونيو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تواجده في تجمع داخل نادي ترمب للجولف في "بيدمينستر" بولاية نيوجيرسي الأميركية. 13 يونيو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

قبل أسابيع فقط بدا دونالد ترمب وكأنه "يسير على طريق النصر الحاسم" في معركة نوفمبر 2024، لكن الأوضاع تغيرت، إذ تصاعدت المنافسة المحتدمة مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التي تتضاعف نسب تأييدها في استطلاعات الرأي، ما جعل ترمب يشعر بانزعاج متزايد ويشكو من أداء حملته، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وظهر المرشح الرئاسي الجمهوري في أعقاب محاولة اغتياله متحدياً وملوحاً بقبضته في الهواء، ومن ورائه جبهة حزبية موحدة ومتماسكة، وراح يسخر من فكرة تحول نائبة الرئيس هاريس، إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي الجديد، واصفاً نائبة الرئيس بأنها "مثيرة للشفقة".

وعندما اجتمع أعضاء فريق ترمب وحلفاؤه في مؤتمر ترشح الحزب الجمهوري في ولاية ميلواكي الشهر الماضي، بدأ البعض يناقش سراً الوظائف التي يريد البعض أن يشغلها في إدارة ترمب الجديدة، وفي حسبانهم يقين بأن السباق الانتخابي سيؤول إلى انتصار ساحق. كما بدأ حديث عن إنفاق أموال في ولايات لم يفز فيها الجمهوريون منذ عقود.

في هذا السياق، قال ريتشارد بورتر، عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري عن ولاية إلينوي: "في المؤتمر، كانت اللعبة قد انتهت، وكان الديمقراطيون يدركون ذلك. لقد شعرنا أن الأمور تسير بشكل رائع إلى درجة يصعب تصديقها. ولكن كانت سرعة اندماج الديمقراطيين وراء مرشح آخر، مذهلة".

والآن يجد ترمب نفسه مرة أخرى في منافسة "متعادلة، محاطة بعلامات توتر جديدة"، وفق الصحيفة.

وفي مواجهة الزخم الديمقراطي الجديد، بات ترمب يشعر بانزعاج متزايد بسبب تصاعد أرقام هاريس في استطلاعات الرأي وفي مساحة التغطية الإعلامية منذ أن حلت محل الرئيس جو بايدن في البطاقة الانتخابية الديمقراطية، وبات يشكو "بلا هوادة"، ويسأل أصدقاءه بإلحاح عن أداء حملته، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن 5 أشخاص مقربين من حملته، والذين تحدثوا إلى الصحيفة الأميركية شريطة عدم كشف هوياتهم لمناقشتهم محادثات خاصة.

مخاوف حلفاء ترمب

في هذا الإطار، قال ترمب لأحد حلفائه في مكالمة هاتفية، نهاية الأسبوع الماضي: "هذا ليس عدلاً. لقد هزمته، والآن يتعين علي أن أهزمها أيضاً"، في إشارة إلى بايدن وهاريس.

وبدأ حلفاء ترمب يشيرون إلى العديد من الأمور التي يبدو أنها "خرجت عن المسار". وكشف أصدقاء وأعضاء منتجع مارالاجو ومانحون عن مخاوفهم لترمب، الذي أعرب عنها بدوره إلى آخرين، حسبما ذكر 3 أشخاص مقربين من الرئيس السابق لـ"واشنطن بوست". كما يحاول حلفاء في مجلس الشيوخ وآخرن إقناع ترمب بالتركيز على مهاجمة هاريس.

وقال السيناتور الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا، وحليف ترمب، ليندسي جراهام، في مقابلة مع الصحيفة: "لقد حدثت العديد من الأشياء الجيدة على التوالي، ولكننا نواجه بعض العثرات"، مشيراً إلى أنه "كانت هناك نقطة صعبة".

وبرغم ثقة حملته في تحقيق فوز ساحق في نوفمبر، إلا أنه وللمرة الأولى منذ أن أحكم ترمب قبضته على معركة ترشيح الحزب الجمهوري، تجد الحملة نفسها تعاني في إدارة دورة الأخبار اليومية "مع تزايد الإثارة حول هاريس" وتزايد نشاط حملتها.

لقد تركت هذه الأوضاع، الأشخاص المقربين من حملة ترمب يتساءلون "لماذا يبدو ترمب وفريقه وكأنهم غير مستعدين"، برغم أنهم توقعوا بعد أسابيع من أداء بايدن الكارثي في مناظرة 27 يونيو الرئاسية بأن هاريس ستكون المرشحة البديلة.

تلاشي "مزايا ترمب"

وقال كيفن مادين، الخبير الاستراتيجي الجمهوري الذي عمل في حملة ميت رومني الرئاسية في عام 2012، إن "ما حدث في الأسبوعين الماضيين هو أنه أصبح لدينا سباق حقيقي".

ولكن، وفق "واشنطن بوست"، "ليس هناك من شك في أن بعض مزايا ترمب الكبيرة قد تلاشت".

في هذا السياق، أوضحت الصحيفة أن ميزة جمع التبرعات التي تمتع بها ترمب على مدى شهرين قد "انزوت أمام زيادة التبرعات التي حققتها هاريس في يونيو، والتي بلغت 310 ملايين دولار، بزيادة حوالي 170 مليون دولار عما أعلنه ترمب عن الشهر نفسه".

وأضافت أن حملة هاريس "الأكبر بكثير الآن"، تبدو مستعدة للاستفادة من "التدفق الجديد للطاقة الشعبية، بما في ذلك أكثر من 1.3 مليون ناخب قاموا بالتسجيل في فعاليات انتخابية منذ دخول هاريس السباق الرئاسي، حسبما أعلنت حملتها".

أداء حملة ترمب

وبينما شدد ترمب مراراً وتكراراً على أن مسؤولي الحزب الجمهوري، يجب أن يركزوا فقط على "نزاهة الانتخابات"، إلا أنه بدأ يسمع من حلفاء خارجيين أنه لا يخوض "مباراة حقيقية مهمة" في الولايات التي تمثل ساحة معركة رئيسية.

كما بدأ الرئيس السابق يشعر بالانزعاج بسبب تركيز بعض وسائل الإعلام على فريق حملته، ما يوحي للآخرين بأن مستشاريه هم "أصحاب الفضل والمصداقية الحقيقيين". وإزاء ذلك حثه بعض المستشارين على "إنفاق المزيد من الأموال على الإعلانات الرقمية"، قائلين إنه يتعرض لهجوم شديد عبر الإنترنت، حسبما كشف بعض المقربين من حملة ترمب لـ"واشنطن بوست".

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن ترمب بدأ يسأل بعض الأصدقاء والحلفاء عن أداء أعضاء حملته الانتخابية، وهو السؤال الذي اعتبر محللون أنه "يمكن أن يؤدي إلى تغيير بعض الأسماء". كما سأل ترمب عن الأسباب التي تجعل هاريس تتفوق عليه بدرجة كبيرة في جمع التبرعات.

على الجانب الآخر، شعر بعض مستشاري ترمب بالانزعاج الأسبوع الماضي لدى وصول كيليان كونواي، إلى منتجع الجولف المملوك للرئيس السابق في بيدمينستر، بنيو جيرسي، للقاء ترمب، والتي كتبت عن هذه المقابلة على حسابها الشخصي على منصة "إكس".

وتحتفظ كونواي، التي تولت إدارة حملة ترمب الفائزة في انتخابات عام 2016، بعلاقة وطيدة مع الرئيس السابق. وذكر أشخاص تحدثوا معها لـ"واشنطن بوست" أنها "شككت في بعض قرارات الحملة"، ولكنها "لم تقترح أي تغييرات في الأشخاص".

ولدى قبوله ترشيح الحزب الجمهوري في المؤتمر، وفي أول خطاب له بعد محاولة اغتياله، وجه المستشارون الرئيس السابق إلى إلقاء خطاب "رصين ومفعم بالأمل" عن المستقبل. ولكنه بدلاً من ذلك بدأ برواية "قصة عاطفية" عن حادث إطلاق النار، وابتعد تماماً عن التصريحات التي لقنه مستشاروه إياها، حسبما ذكر مسؤول في الحملة لـ"واشنطن بوست".

وعندما حانت لحظة النهاية، "كان يمكن سماع تأفف الحاضرين المخلصين بسبب طول الخطاب"، حتى أن العديد من المقربين من ترمب وصفوا هذا الخطاب بأنه "فرصة ضائعة"، وفق "واشنطن بوست".

ولم يقف الأمر عند خطاب الترشيح، إذ أثارت تصريحات ترمب الأخرى "الكثير من مشاعر الإحباط" لدى أعضاء حملته الانتخابية، وفق ما ذكره مقربون من ترمب للصحيفة.

فعندما ذهب ترمب إلى فعالية الرابطة الوطنية للصحافيين السود في شيكاغو، أدلى الرئيس السابق بتصريحات "غير مخطط لها"، تشير إلى أن هاريس ليست سوداء حقاً.

وادعى ترمب "كذباً" أنه "لم أكن أعرف أنها (هاريس) سوداء إلا قبل عدة سنوات عندما تحولت إلى اللون الأسود. والآن تريد أن تُعرف بالسوداء. لذا فأنا لا أعرف ما إذا كانت هندية أم سوداء".

وعندما حاولت الحملة الدفاع عن تصريحاته، شعر ترمب بالإحباط إزاء ذلك. وقال أحد الأشخاص الذين تحدثوا معه بهذا الشأن لـ"واشنطن بوست"، إنه "لم يكن يعلم بأن هاريس لن تظهر (في النقاش)، وأن الصحافيين سيطرحون هذه الأسئلة الصعبة، وأنه سيكون هناك وسيلة لفحص الحقائق في هذه الفعالية".

وفي مؤتمره الحاشد في أتلانتا نهاية الأسبوع، انحرف ترمب بعيداً عن النص وراح يهاجم بريان كيمب حاكم جورجيا الذي يحظى بشعبية كبيرة والذي لم يسع لإلغاء انتخابات 2020 لصالحه.

وقال إريك إريكسون، وهو مقدم برنامج إذاعي محافظ في ولاية جورجيا، إنه تلقى "سيلاً من المكالمات من ناخبي الضواحي الذين أعربوا عن استيائهم من هجوم ترمب على كيمب".

تصنيفات

قصص قد تهمك