نتنياهو يحذر إيران و"حزب الله" من حرب واسعة النطاق

رئيس وزراء إسرائيل يعتذر لأول مرة عن فشل صد هجوم 7 أكتوبر: نرغب في إدارة مدنية بدعم إقليمي لغزة وحكم ذاتي بالضفة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال جلسة برلمانية في الكنيست للتصويت على الميزانية الوطنية. 23 مايو 2023 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال جلسة برلمانية في الكنيست للتصويت على الميزانية الوطنية. 23 مايو 2023 - AFP
دبي-الشرقالشرق

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية، إيران، وجماعة "حزب الله" اللبنانية من عواقب مهاجمة إسرائيل، وبدء حرب واسعة النطاق، معرباً في الوقت نفسه عن "أسفه الشديد" عن هجوم السابع من أكتوبر الماضي، وذلك بعد أشهر من رفضه الاعتذار.

وقال نتنياهو، إن "على حزب الله أن يفكر في عواقب مهاجمة إسرائيل، وبدء حرب أوسع نطاقاً، وأعتقد أنهم إذا كانوا يفكرون في ذلك فعليهم أن يفكروا مرتين"، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تواجه "حماس" فقط بل تواجه "المحور الإيراني" الذي يشمل الحركة الفلسطينية، والحوثيين في اليمن، و"حزب الله" في لبنان، والجماعات المسلحة في سوريا، والعراق، فضلاً عن "الجهود التي يحاولون القيام بها لإنشاء جبهة أخرى في الضفة الغربية".

ولفت إلى أنه "كلما كنت أقوى وكانت تحالفاتك أقوى، كلما قل احتمال اضطرارك إلى اتخاذ إجراء عسكري"، مضيفاً: "كان الرومان على حق عندما قالوا إذا كنت تريد السلام فاستعد للحرب".

وعن المخاوف من تأثير تصعيد التوتر في المنطقة على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال: "هذا غير صحيح، نحن أمام حبل المشنقة الذي تحاول إيران وضعه حول أعناقنا، وأعتقد أن رسالتنا هي أننا لن نكون حملاناً تقاد إلى المذبحة، وإسرائيل ليست ولن تكون كبش فداء للإيرانيين، أو لوكلائهم".

وجدد نتنياهو خلال المقابلة، التأكيد على هدفه بـ"تدمير قدرات حركة حماس العسكرية، وقدرتها على الحكم نهائياً"، موضحاً أنه "لن يوافق على أي اتفاق يضمن عودة جميع المحتجزين، ولا ينهي حكم الحركة في غزة".

وأشار إلى أنه يسعى من خلال الاتفاق إلى "زيادة عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى"، لافتاً إلى أنه "يتضمن أيضاً عدم قدرة حماس بالسيطرة على غزة بعد الاتفاق، وهذا يتعارض مع كل ما فات، كما أنه لن يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين".

وعن اليوم التالي للحرب في غزة، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه "يريد إدارة مدنية في القطاع يديرها سكان غزة، ربما بدعم من شركاء إقليميين"، مضيفاً: "في المستقبل المنظور، وإلى ظهور قوة أخرى، سيكون لزاماً على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية الأمنية، المتمثلة في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي محاولة لعودة الإرهاب".

وعن سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية مستقبلاً، قال نتنياهو: "هذا ليس ما نسعى إليه"، لافتاً إلى أن "فلسطينيي الضفة الغربية يجب أن يديروا شؤونهم ويصوتوا لمؤسساتهم"، كما شدد على وجوب أن يكون لديهم "حكم ذاتي دون قدرة على تهديد إسرائيل".

نتنياهو يعتذر عن الفشل

وفي سؤاله عن إمكانية أن يقدم اعتذراً عن هجوم السابع من أكتوبر، أجاب نتنياهو: "بالطبع. أنا آسف جداً على حدث مثل ذلك، ودائماً ما تنظر إلى الوراء وتقول، هل كان بإمكاننا فعل أشياء قد تمنع ذلك؟".

وعن مدى مسؤوليته عن الهجوم، قال رئيس الوزراء: "أعتقد أننا سندرس كل هذا، وهذا السؤال، سنبحث فيه، وأيضاً عن ماذا وكيف حدث هذا بالضبط؟، وكيف ساهم هذا الفشل في الاستخبارات، والقدرة التشغيلية، والسياسات الأخرى في ذلك؟".

وأكد أنه "بعد انتهاء الحرب، ستكون هناك لجنة مستقلة ستقوم بفحص كل ما حدث قبل الهجوم، وسيتعين على الجميع الإجابة على بعض الأسئلة الصعبة، بما فيهم أنا".

وأضاف: "سيكون لدينا الوقت الكافي للتعامل مع هذا، لكن أعتقد أن التعامل معه الآن خطأ، فنحن في حالة حرب على 7 جبهات، وأعتقد أنه يجب التركيز على شيء واحد وهو النصر".

وعلى مدى الأشهر الـ10 الماضية، رفض نتنياهو الاعتذار عن عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "حماس" على بلدات ومدن إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، وما أسفر عن سقوط مئات الأشخاص والمحتجزين.

ووفقاً لمجلة "تايم"، سمع الجمهور الإسرائيلي المصاب بصدمة نفسية من قادة الجيش وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" اعترافات مهمة بتحمل المسؤولية، لكنهم لم يسمعوا كلمة اعتذار واحدة من نتنياهو الذي أشرف على استراتيجية استمرت لأكثر من عقد للقبول الضمني لحكم "حماس" في غزة.

اغتيال إسماعيل هنية

ومن خلال مزيج من التقلبات الانتخابية والتغيرات الإقليمية الجذرية ومواهبه السياسية، فإن مدة حكم نتنياهو التراكمية التي تقترب من 17 عاماً تُعد أطول من مدة حكم أي شخص آخر قاد إسرائيل التي يزيد عمرها عن عمره بعامين فقط.

وقامت قدرة نتنياهو على الصمود خلال تلك الفترة، على حجة واحدة لم تتغير، وهي أنه القائد الوحيد الذي يمكنه أن يضمن سلامة إسرائيل، بحسب المجلة.

وتجد إسرائيل نفسها حالياً أمام خطر حرب متعددة الجبهات، حيث تواجه طائفة من الحركات المسلحة وهي: "حماس"، و"حزب الله"، والحوثيون في اليمن، وجميعها مدعوم وممول من إيران، عدوها اللدود، بحسب "رويترز".

ومن المتوقع وقوع هجوم خلال الأيام المقبلة، بعد أن توعدت إيران، و"حزب الله" بالثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر في بيروت الأسبوع الماضي.

وفي سؤاله عن مسؤولية إسرائيل عن اغتيال هنية، أجاب نتنياهو: "لقد قلت إننا لن نعلق على ذلك، ولم أغير رأيي".

تصنيفات

قصص قد تهمك