قال فيل جوردون مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الخميس، إن هاريس لا تدعم فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وذلك بعد أن قالت حملة تمثل عرب ومسلمي ولاية ميشيجان المتأرجحة، إن هاريس أبدات انفتاحاً عى مطالبهم بفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وعقد لقاء لمناقشة القضية.
وذكر جوردون أن هاريس ستضمن دائماً أن إسرائيل قادرة على "الدفاع عن نفسها" ضد إيران، والجماعات المدعومة منها، وأضاف أنها لا تدعم حظراً على تصدير الأسلحة لإسرائيل.
وشدد على أن هاريس "ستواصل العمل لحماية المدنيين في غزة، والحفاظ على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني".
وأتى التأكيد على موقف هاريس وسط ضغوط من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي للقطيعة مع مواقف الرئيس جو بايدن من الحرب في غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
وقبل صعودها المفاجئ إلى رأس تذكرة الحزب الديمقراطي للرئاسة بعد انسحاب بايدن في 21 يوليو، كانت هاريس تسير بحذر وسط التوترات بشأن الحرب في غزة، ملمحة إلى أنها متعاطفة مع المخاوف بشأن حصيلة الضحايا المرتفعة بين الفلسطينيين، والمعاناة في غزة، مع الحرص في الوقت نفسه على ألا تبدو وكأنها تبتعد عن موقف بايدن المؤيد لإسرائيل.
ولا يزال يتعين على هاريس أن تضع أجندة سياسية واسعة لحملتها الرئاسية، والتي تقع تحت تدقيق متزايد بشأن الطريقة التي ستتعامل بها مع الشرق الأوسط حال انتخابها.
محتجون يقاطعون خطاب هاريس
وأصبح ذلك التحدي واضحاً الأربعاء، حين زارت هاريس ولاية ميشيجان، التي تضم العدد الأكبر من الناخبين العرب والمسلمين، وأكبر الولايات التي تعارض الحرب على غزة.
وقاطع عدد من المحتجين هاريس أثناء حديثها خلال حدث انتخابي في ديترويت بميشيجان، لفترة وجيزة، والتقطت هاريس عقب إلقاء كلمتها صوراً مع قادة حركة التصويت غير الملتزم، والداعمين لوقف النار في غزة، وفرض حظر للأسلحة على إسرائيل.
ونجحت حركة التصويت غير الملتزم في حشد نحو 100 ألف ناخب صوتوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي "غير ملتزم" احتجاجاً على موقف بايدن من الحرب.
"استعداد لمناقشة الحظر"
وكانت حركة غير ملتزم الوطنية قالت الأربعاء إن هاريس، "أبدت تعاطفها وعبرت عن استعدادها للاجتماع مع زعماء حركة غير ملتزم الوطنية لمناقشة حظر الأسلحة".
وقال اثنان من مؤسسي حركة غير ملتزم، هما ليلى العبد وعباس علوية في مقابلة الأربعاء، إنهما تلقيا دعوة للترحيب بهاريس ونائبها تيم والز لدى قدومهما إلى ديترويت.
وذكرا أنهما أجريا محادثة سريعة مع هاريس، التي عبرت عن اهتمامها بمناقشة مخاوف الحركة.
وقال علوية والعبد إنهما عبرا عن عدم ارتياحهما تجاه مواصلة الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالأسلحة وأنهما طلبا من هاريس عقد لقاء لمناقشة مطالب الحركة لفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل.
وقالا إن هاريس ألمحت إلى أن منفتحة على اللقاء مع المجموعة.
وقال عباس علوية إنه أبلغ هاريس بأنه ضمن مندوبي الحزب للمؤتمر الوطني الديمقراطي، الذي سيبدأ في 19 أغسطس في شيكاغو، بولاية إلينوي.
وخلال التصويت الافتراضي للمندوبين والذي أمنت هاريس خلاله ترشيح الحزب الأسبوع الجاري، صوت المندوبون من حركة "غير ملتزم" وبينهم عباس علوية بـ"حاضر" بدلاً من التصويت لهاريس.
وفي بيان عقب اللقاء، قال متحدث باسم حملة هاريس، إن المرشحة الديمقراطية ستواصل الحديث مع المجتمعات العربية والمسلمة والفلسطينية، كما فعلت منذ هجوم السابع من أكتوبر.
وأضاف البيان أن هاريس ملتزمة بإمداد إسرائيل بـ"الأدوات اللازمة للدفاع عن نفسها، وأنها تركز على إنجاز صفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، والموضوعة حالياً على مائدة المفاوضات بين إسرائيل وحماس".
وقال شخص مقرب من هاريس تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، إن هاريس لم تلتزم بعقد اجتماع، وإنها لم تلمح إلى أنها منفتحة على حظر لتصدير السلاح إلى إسرائيل.
أمل في تغيير هاريس للمسار
ورداً على جوردون، قالت حملة "غير ملتزم إنها التمست الأمل في تعبير نائبة الرئيس عن انفتاحها على عقد لقاء بشأن حظر تصدير الأسلحة، وإنها متحمسة لمواصلة الانخراط في هذا المسعى، "لأن الناس الذين نحبهم يقتلون بقنابل أميركية".
وقالت الحركة في بيان على "إكس" رداً على فيل جوردون: "بسبب سياسة البيت الأبيض بالسماح بتدفق القنابل على نتنياهو دون قيد، تتجرأ إسرائيل على قتل عشرات الآلاف من المدنيين في غزة".
وتابع: "ولهذا تسعى حملتنا التي تضم 700 ألف ناخب غير ملتزم إلى تغيير منطقي ومعقول في سياستنا، ينهي تدفق الأسلحة الأميركية إلى الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرف، وحربها على الفلسطينيين".
وقالت الحركة إنها لدى إبلاغ علوية وليلى العبد هاريس بأن أعضاء مجتمع العرب والمسلمين في ميشيجان يفقدون العشرات والمئات من أفراد عائلاتهم بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، ردت بأن هذا "أمر مريع".
وأضافت أنه من الواضح أن نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكنها أن تقود البلاد تجاه سياسة أكثر إنسانية تجاه غزة. وأعربت عن أملها في أن تلتقي هاريس لكي "نتمكن من المضي قدماً في مناقشة حظر على الأسلحة".
وتابعت الحملة: "الفلسطينيون لا يمكنهم أن يأكلوا كلمات. مجتمعنا في ألم كبير. القنابل يجب أن تنتهي، ويجب لم شمل العائلات الفلسطينية والإسرائيلية".
واختتم البيان بالقول: "نأمل أن تتمكن هاريس في توحيد الحزب وتصحيح المسار، لأن ديمقراطيتنا لا يمكنها دفع فاتورة تجاهل أرواح الفلسطينيين في انتخابات نوفمبر. لا مزيد من القنابل".