تعتزم الولايات المتحدة الإفراج عن 3.5 مليار دولار لإسرائيل من أجل إنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، وذلك بعد أشهر من تخصيص الكونجرس هذه الأموال، حسبما نقلت شبكة CNN الأميركية عن مسؤولين مطلعين.
وذكرت الشبكة أن وزارة الخارجية الأميركية أخطرت مُشرعين، الخميس، بأن الحكومة تعتزم الإفراج عن تمويل عسكري أجنبي لإسرائيل بمليارات الدولارات، مضيفة أن الأموال تأتي ضمن مشروع قانون تمويل إضافي بقيمة 14.1 مليار دولار لإسرائيل أقره الكونجرس في أبريل الماضي.
وأوضحت الشبكة أن إسرائيل لن تحصل على أسلحة أميركية بقيمة 3.5 مليار دولار على الفور، مشيرة إلى أن "التمويل يهدف إلى تمكين تل أبيب من شراء الأنظمة التي يتم تصنيعها حالياً، ومن المحتمل ألا يتم تسليمها لعدة سنوات".
وتتضمن حزمة المساعدات العسكرية التي أقرها الكونجرس لإسرائيل، أبريل الماضي، والبالغة نحو 14 مليار دولار، 5.2 مليار دولار مخصصّة لتجديد أنظمة الدفاع "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، و"الشعاع الحديدي"، وتوسيع نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وفق موقع الكونجرس.
وذكر موقع الكونجرس حينها أن المساعدات العسكرية تشمل 3.5 مليار دولار مخصصة لشراء أنظمة أسلحة متقدمة وعناصر أخرى ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي.
ومن بين الحزمة 2.4 مليار دولار مخصصة للعمليات العسكرية الأميركية الحالية في المنطقة. وهي موزعة بين حسابات الأفراد العسكريين، والتشغيل والصيانة، وحسابات المشتريات، وحسابات البحث والتطوير والاختبار والتقييم، ورأس المال العامل للدفاع.
وتوفر المساعدات لإسرائيل أيضاً 4.4 مليار دولار للإمدادات والخدمات الدفاعية الأخرى المقدمة لإسرائيل، بما فيها "التشغيل والصيانة"، و"المشتريات"، و"الصناديق المتجددة والإدارة" وشراء جديد أو إصلاح المعدات الموجودة غير الصالحة للخدمة، وسداد تكاليف خدمات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع والتعليم والتدريب العسكري، المقدمة لحكومة إسرائيل.
موقف أميركي واضح
وتتأهب إسرائيل والولايات المتحدة لرد إيران على اغتيال القائد العسكري الكبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران، الأسبوع الماضي، في سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية لقادة كبار في الحركة مع احتدام الحرب في قطاع غزة.
ونقلت شبكة ABC NEWS الأميركي، عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي يُنسق مع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" للتحضير لسيناريوهات الهجوم المتوقع من إيران أو أحد وكلائها ضد إسرائيل.
وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن "أحد خطوط إسرائيل الحمراء، والتي قد تؤدي لتصاعد التوترات، هو شن هجوم يضر أو يستهدف المدنيين الإسرائيليين".
وزعم: "ليس لدينا مصلحة من الحرب أو التصعيد، لكننا لن نتسامح مع الهجمات على مواطنينا"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة تتخذ موقفاً واضحاً جداً في تحركاتها ورسائلها، وهذا مهم".
ووافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مؤخراً على إرسال سرب إضافي من المقاتلات، وسفن بحرية ومدمرات يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية، إلى الشرق الأوسط.
ووصف المسؤول العسكري الإسرائيلي، عمليات إعادة نشر الأصول العسكرية الأميركية، بأنها "بدت غير مسبوقة من حيث الحجم والنطاق".
وتكثّف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أيام حملتها الدبلوماسية لثني إيران، ووكلائها، وإسرائيل عن اتخاذ أي إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، بينما تسعى واشنطن لإنقاذ احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
أبرز السيناريوهات
ونقلت شبكة CNN الإخبارية عن مسؤول أميركي ومسؤول استخبارات غربي، قولهما إن هناك مخاوف حالية من اتخاذ "حزب الله" إجراء أكبر من إيران، مما يزيد من احتمال أن تتحرك الجماعة دون طهران.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، أمام إيران خيارات عدة للرد، منها استهداف مواقع عسكرية في إسرائيل، بطريقة مشابهة للهجوم الذي نفذته بواسطة صورايخ وطائرات مسيّرة في أبريل الماضي.
لكن جنرالان إسرائيليان سابقان استبعدا أن تتجه إيران لهذا الخيار، وقالا لـABC، مرجعين السبب إلى أن "هجوم أبريل أثبت عدم فعاليته إلى حد كبير".
وأعطت إيران قبل هجوم أبريل رسائل تحذيرية لإسرائيل وحلفائها، لكن المحللين قالوا، إنه "من غير المرجح أن يكون هناك نفس الدرجة من التحذير قبل أي هجوم مستقبلي".
ويرى يوسي كوبرواسر الجنرال الإسرائيلي السابق والذي كان مسؤولاً عن قسم الأبحاث الاستخباراتية التابع للجيش الإسرائيلي، أنه "يجب على الإيرانيين هذه المرة أن يفعلوا شيئاً مختلفاً، وأكثر إيلاماً".
وذكر كوبرواسر، أن تأخر الرد الإيراني يرجع جزئياً لـ"رغبتهم في التأكد من نجاح العملية المنتظرة"، مشيراً إلى أنه "كان على طهران أيضاً التفكير في رد إسرائيل المحتمل على أي هجوم".
ولفت الجنرال الإسرائيلي، إلى أن "الحكومة الإيرانية تعلم أنها في خطر، وإذا قررت إسرائيل الرد فإن ذلك قد يتسبب في أضرار مؤلمة للغاية".
ويرى مائير جافيدانفار المحاضر وكبير الباحثين في كلية "لودر" الإسرائيلية، أن "القيادة الإيرانية أمام عملية موازنة حساسة للغاية"، مضيفاً أن "طهران تعهدت بالتحرك وترغب في أن يُنظر إليها على أنها فعلت شيئاً لردع إسرائيل عن الأعمال العدائية في المستقبل، إلا أنها لا تستطيع تحمل ضرب إسرائيل بقوة كبيرة وإثارة رد فعل أكبر".