رغم الدعم الحزبي.. خطة ترمب بشأن "ترحيل جماعي" للمهاجرين تثير مخاوف جمهورية

time reading iconدقائق القراءة - 9
وفد تكساس يحمل لافتات تطالب بـ"ترحيل جماعي للمهاجرين" في اليوم الثالث من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ويسكونسن. 17 يوليو 2024 - Reuters
وفد تكساس يحمل لافتات تطالب بـ"ترحيل جماعي للمهاجرين" في اليوم الثالث من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ويسكونسن. 17 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أظهر الجمهوريون خلال المؤتمر الوطني لحزبهم، دعماً منقطع النظير لتعهد الرئيس السابق ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترمب، بطرد ملايين المهاجرين في أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، لكن بعض الجمهوريين "ليسوا مستعدين لمثل هذه الخطوة"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وقالت الناشطة الجمهورية من تكساس لورين بينيا للوكالة، إن سماع دعوات الرئيس الأميركي السابق للترحيل الجماعي، فضلاً عن مصطلحات مثل "غير الشرعيين" و"الغزو" التي تم إطلاقها في المؤتمر، جعلها تشعر بعدم الارتياح. على غرار بعض الجمهوريين في الكونجرس الذين تقدموا بنهج متوازن للتعامل مع قضية الهجرة.

وقالت بينيا: "إنه لا يقصد ترحيل كل أسرة تعبر الحدود، بل يقصد ترحيل المجرمين ومرتكبي الجرائم الجنسية".

لكن ترمب ومستشاريه لديهم خطط أخرى، إذ يضع الرئيس الأميركي السابق، الهجرة في قلب حملته لاستعادة منصبه في البيت الأبيض، ويدفع الحزب الجمهوري نحو استراتيجية عدوانية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما أطلق الرئيس السابق أيزنهاور، سياسة الترحيل المعروفة باسم "عملية ويت باك" العنصرية، حسب الوكالة.

وعندما طُلب من ترمب تقديم تفاصيل محددة عن خطته في مقابلة مع مجلة "التايم" في وقت سابق من العام الجاري، اقترح الاستعانة بالحرس الوطني، وربما حتى الجيش، لاستهداف ما بين 15 مليوناً و20 مليون شخص، على الرغم من أن الحكومة قدرت أنه في عام 2022 كان هناك 11 مليون مهاجر يعيشون في الولايات المتحدة بدون إذن قانوني دائم.

تغيير سياسة الهجرة

ورفعت خطط ترمب من رهانات انتخابات هذا العام إلى ما هو أبعد من تحصين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وهي أولوية للمحافظين منذ فترة طويلة، إلى مسألة ما إذا كان ينبغي لأميركا أن تجري تغييراً جوهرياً في نهجها تجاه الهجرة.

وبعد أن شهدت الحدود الجنوبية مع المكسيك، عدداً تاريخياً من عمليات العبور خلال إدارة جو بايدن، اتخذ الديمقراطيون أيضاً مواقف أكثر "يمينية" بشأن هذه القضية، وغالباً ما يقدمون وعوداً بتأمين الحدود قبل الحديث عن تقديم العون للمهاجرين الموجودين بالفعل في البلاد.

ومع اقتراب انتخابات نوفمبر، يحاول كلا الحزبين الوصول إلى الناخبين مثل بينيا البالغة من العمر 33 عاماً. إذ يمكن أن يلعب الناخبون اللاتينيون دوراً محورياً في العديد من الولايات المتأرجحة.

وفاز ترمب بنسبة 35% من أصوات الناخبين من أصل إسباني في عام 2020، وفقاً لـ AP VoteCast، ونما الدعم لتدابير تأمين الحدود الأقوى بين الناخبين من أصل إسباني.

لكن تحليل "أسوشيتد برس" لاستطلاعين متتاليين أجريا في يونيو الماضي، من قبل مركز AP-NORC لأبحاث الشؤون العامة، أظهر أن حوالي نصف الأميركيين من أصل إسباني لديهم وجهة نظر غير متفقة إلى حد، ما أو غير متفقة تماماً مع ترمب.

ومع ذلك، أصبحت بينيا، التي وصفت نفسها بأنها من أصل إسباني متعدد الأعراق، عضوة جديدة متحمسة للحزب الجمهوري. وقد "انجذبت إلى ترمب بعد أن رأت أشخاصاً منهكين بسبب المخدرات في مجمع الإسكان العام حيث تعيش في أوستن. وهي تشعر بأن برامج الحكومة فشلت في مساعدة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، وأن موجة الهجرة الأخيرة فرضت ضغطاً على المساعدات العامة مثل كوبونات الطعام".

لكن بينيا قالت إنها تشعر أيضاً بالقلق عندما يناقش زملاؤها الجمهوريون، أفكاراً مثل منع الأطفال الذين ليس لديهم وضع قانوني دائم من التعليم العام.

وقالت: "كوني من أصل إسباني، فهذا موضوع صعب. أشعر أننا بحاجة إلى إعطاء هؤلاء الأشخاص فرصة".

دعم جمهوري لخطط ترمب

ومع ذلك، تبنى المشرعون الجمهوريون، خطط ترمب إلى حد كبير. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهوري من ولاية لويزيانا، في مقابلة أجريت معه في يوليو في معهد هدسون: "إنها ضرورية".

ومع ذلك، أبدى البعض تشككاً ضمنياً من خلال اقتراح أهداف أكثر تواضعاً.

وأشار السيناتور جيمس لانكفورد، وهو جمهوري من أوكلاهوما، إلى أكثر من مليون شخص تلقوا بالفعل أمراً نهائياً بالإبعاد من قاضي الهجرة.

وأضاف لانكفورد، الذي تفاوض على حزمة مساعدات لتأمين الحدود شارك فيها الحزبان (الجمهوري والديمقراطي)، وساهم ترمب في نسفها في وقت سابق من العام الجاري، أن استهداف هذه المجموعة سيكون "مهمة ضخمة" من الناحيتين اللوجيستية والمالية فقط.

وأشار جمهوريون آخرون، بما في ذلك السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا، والنائب ماريو دياز بالارت، إلى أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض ستعطي الأولوية للمهاجرين ذوي الخلفيات الإجرامية.

وفي الواقع، دخل ترمب منصبه في عام 2016 بوعود مماثلة بالترحيل الجماعي، لكنه نجح فقط في ترحيل حوالي 1.5 مليون شخص. لكن هذه المرة، على الرغم من ذلك، لديه خطة.

عمل ترمب عن كثب مع ستيفن ميلر، وهو مساعد سابق من المتوقع أن يتولى دوراً كبيراً في البيت الأبيض، إذا فاز ترمب. ويقول ميلر إن إدارة ترمب ستعمل "بتصميم تام" لتحقيق هدفين: "إغلاق الحدود وترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين".

ولتحقيق هذه الغاية، سيعمل ترمب على إحياء حظر السفر من البلدان التي تعتبر "غير مرغوب فيها"، مثل البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وسيطلق عملية شاملة من خلال تفويض الحرس الوطني لجمع المهاجرين واحتجازهم في معسكرات ضخمة ووضعهم على رحلات قبل أن يتمكنوا من تقديم استئناف قانوني.

وعلاوة على ذلك، تعهد ترمب أيضاً بإنهاء حق المواطنة بالولادة، وهو حق يعود إلى 125 عاماً في الولايات المتحدة. وقد وضع العديد من كبار مستشاريه رؤية سياسية شاملة من خلال مشروع 2025 التابع لمؤسسة التراث، والتي من شأنها أن تخنق أشكالاً أخرى من الهجرة القانونية.

ويمكن لإدارة ترمب، بموجب هذه الخطط، أن توقف أيضاً البرامج المؤقتة لأكثر من مليون مهاجر، بما في ذلك المستفيدون من برنامج العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة، والأوكرانيين والأفغان الذين فروا من الصراعات الأخيرة بالإضافة إلى آخرين يتلقون الحماية المؤقتة بسبب الاضطرابات في بلدانهم.

وستؤدي هذه السياسات إلى اضطرابات بعيدة المدى في الصناعات الرئيسية مثل الإسكان والزراعة، بما في ذلك في ولايات التي تعاني حالياً من الهجرة، حسبما تؤكد "أسوشيتد برس".

تهديدات اقتصادية

وقال خورخي فرانكو، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الإسبانية في ويسكونسن: "إذا رحل أكثر من 75 ألف مهاجر يؤدون أصعب الأعمال في صناعة الألبان والزراعة في ويسكونسن غداً، فسوف ينهار اقتصاد الولاية".

وقالت النائبة ماريا إلفيرا سالازار، وهي جمهورية من فلوريدا دفعت بمشروع قانون من شأنه أن يسمح بمسار للحصول على الجنسية للمقيمين منذ فترة طويلة، إن عمليات الترحيل واسعة النطاق أصبحت ضرورية الآن بسبب الزيادات الأخيرة في عبور الحدود في عهد الرئيس جو بايدن. لكنها كانت تأمل أيضاً أن يتمكن ترمب من رؤية الفرق بين الوافدين الجدد والمقيمين منذ فترة طويلة.

وقالت: "هناك مجموعة من أعضاء الكونجرس، ستتأكد من أن الإدارة الجديدة تفهم ذلك لأن هناك جانباً آخر: مجتمع الأعمال"، وأضافت: "المطورون في مجال البناء... والمزارعون، ماذا سيقولون؟ إنهم بحاجة إلى العمالة".

وفي الوقت نفسه، يشعر الديمقراطيون أن تهديدات ترمب تحفز الناخبين اللاتينيين الآن.

وقالت ماريا تيريزا كومار، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Voto Latino، وهي منظمة رائدة في تسجيل الناخبين تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، "لقد وضع الترحيل الجماعي الكثير من الناس في حالة تأهب قصوى".

ومثل العديد من المجموعات الأخرى المتحالفة مع هاريس، شهدت منظمة Voto Latino تدفقاً من الاهتمام منذ ترشيحها للسباق عن الحزب الديمقراطي.

وأشارت كومار، إلى أن المنظمة سجلت ما يقرب من 36 ألف ناخب في الأسابيع التي تلت خروج بايدن من السباق، وهو ما يكاد يطابق حصيلة الأشهر الستة الأولى من العام.

وفي جنوب تكساس، قال النائب الديمقراطي، فيسينتي جونزاليس، إن الناخبين يريدون رؤية إدارة أفضل للحدود، ولكن في الوقت نفسه، لدى العديد منهم أيضاً أصدقاء أو أفراد من العائلة ليس لديهم وثائق هجرة.

وقال جونزاليس: "يمكن القيام بالكثير، من حيث السياسة الجيدة، والتي من شأنها أن تساعد في السيطرة على موجات الهجرة على الحدود. لكن الترحيل الجماعي، إنه يسبب حرقة للناس".

تصنيفات

قصص قد تهمك