دافع المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، عن مقترح الرئيس السابق دونالد ترمب، لترحيل 20 مليون مهاجر، قائلاً إنه "سيتم بشكل تدريجي، وليس دفعة واحدة"، موضحاً بأنه لن يطرق الأبواب للتأكد من الأوراق النظامية للمهاجرين، ولكنه سيسعى إلى تضييق الخناق بشأن توظيفهم، مستهدفاً ترحيل مليون مهاجر كخطوة أولى، فيما عبر عن ثقته بالفوز في الانتخابات الرئاسية رفقة ترمب.
وقال فانس في مقابلة مع قناة ABC NEWS، الأحد، إنه "على الرغم من أن الفارق الذي كان يتقدم به ترمب في استطلاعات الرأي، بدأ يتقلص خلال الأسابيع الماضية، منذ حصد نائبة الرئيس كامالا هاريس لبطاقة ترشح الحزب الديمقراطي، إلا أنه وترمب واثقان من الفوز بالانتخابات.
وأضاف: "أعتقد أننا سنفوز، ويتعين علينا العمل بجد قدر الإمكان، للفترة المتبقية قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر من أجل إقناع الأميركيين بالتصويت لنا".
وتعرض السيناتور دي فانس إلى انتقادات لاذعة بسبب تصريحاته بشأن الأميركيين الذين ليس لديهم أطفال، بما في ذلك تعليق سابق له خلال مقابلة في يوليو 2021 مع مذيع قناة FOX NEWS، وصف فيها فانس الديمقراطيين البارزين، بمن فيهم هاريس، بأنهم "سيدات قطط بلا أطفال".
كما اقترح فانس في خطاب أمام مجموعة محافظة في معهد الدراسات الجامعية، قبل إجراء المقابلة مع FOX NEWS، بأن "يحصل الأشخاص الذين لديهم أطفال على أصوات إضافية".
وقال فانس في نص الخطاب: "يتحدث الديمقراطيون عن منح التصويت لمن هم في الـ16 من العمر، لكن دعونا نمنح حق التصويت لجميع الأطفال في بلادنا، ويكون التحكم في الأصوات من خلال آبائهم، عندما يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، بصفتهم أحد الوالدين".
واعتبر فانس أن مقترحه كان "تجربة فكرية" على المقترحات الديمقراطية للسماح للناخبين الأصغر سناً، وليس موقفاً سياسياً.
وعبر فانس عن شعوره بالأسف؛ لأن وسائل الإعلام وحملة هاريس شوهت ما أدلى به في خطابه، وقال: "لقد حولوا هذا إلى اقتراح سياسي لم أقدمه أبداً، أنا فقط أدعم الأسرة".
حلول فانس للمعيشة والهجرة
وواصل فانس حديثه عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأسر، من خلال ارتفاع أسعار السلع، وزيادة تكلفة الفواتير الطبية، مشيراً إلى أن لديهما (هو وترمب) خطة لخفض تكلفة السكن والمعيشة، دون أن يقدم تفاصيل بشأنها.
وأثار السيناتور الجمهوري، أزمة المهاجرين، ملقياً باللوم مرة أخرى على سياسات هاريس وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً في هذا الملف إلى إنهاء نظام "البقاء في المكسيك" من قبل إدارة بايدن. وهو القرار الذي فرضته إدارة ترمب في 2019، ويترتب عليه بقاء طالبي اللجوء في بلدانهم إلى حين انعقاد جلسات الاستماع في محكمة الهجرة، إلا أن الرئيس الأميركي علقه عند توليه المنصب في 2021، وفاءً لوعد قطعه في حملته الانتخابية.
وعندما سئل فانس، عن الإجراءات التي سيحقق من خلالها هو وترمب هدفهما المعلن بالترحيل الجماعي لقرابة 20 مليون مهاجر، وهل سيلجأ إلى طرق الأبواب للتأكد من نظامية الأوراق، قال: سنتبع نهجاً متدرجاً في عمليات الترحيل".
وأضاف: "علينا البدء بما يمكننا تحقيقه، إذا رحلنا الكثير من المجرمين، وضيقنا الخناق على توظيف العمالة المخالفة التي تقوض أجور العمال الأميركيين، سنقطع شوطاً طويلاً في حل مشكلة الهجرة غير القانونية".
وأشار فانس إلى أنه من المثير للاهتمام التركيز على كيفية ترحيل 18 مليون شخص، موضحاً أن البداية تكون بترحيل مليون مهاجر، ثم المضي قدماً، مبيناً أن هذا هو الملف الذي فشلت فيه هاريس.
وخلال مقابلة أجريت في مؤتمر الجمعية الوطنية للصحافيين من أصول إفريقية في شيكاغو، الشهر الماضي، علق ترمب على سؤال بشأن مدى جاهزية نائبه ليكون رئيساً عند الحاجة، بالقول إن "فانس كذلك، لكن الناخب لا يصوت بهذه الطريقة، فهو يصوت للرئيس".
وهو ما اتفق معه فانس خلال المقابلة، موضحاً أن الناخبين في نهاية الأمر "لا يصوتوا لصالح فانس أو والز، بل لهاريس وترمب".
ومع ذلك، أكد فانس" أنه واثق من قدرته على تولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إذا لزم الأمر"، مشيراً إلى أن ترمب يؤمن بذلك لأنه جعل "محور التركيز الرئيسي في عملية التحقق من المرشح، هو مدى قدرته على أن يصبح رئيساً في اليوم الأول، عند حدوث طارئ".
فانس يكرر ادعاءات ترمب
وخلال تجمع حاشد في مونتانا، الجمعة، ادعى ترمب بأن سياسات المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز تدعم المتحولين جنسياً، متهماً حاكم ولاية مينيسوتا بالتوقيع على "قانون يسمح للدولة بخطف الأطفال لتغيير جنسهم".
وكان والز وقع على تشريع يهدف إلى حماية حقوق الأفراد المتحولين جنسياً في الحصول على الرعاية الصحية التي تؤكد الجنس، والتي قد تشمل جراحات، وخدمات مثل الاستشارة والإجراءات الطبية غير الجراحية مثل العلاج الهرموني ومثبطات البلوغ، إلا أن القانون لا يسمح بما ادعاه ترمب، حسبما ذكرت شبكة ABC.
وعلق فانس على ما أدلى به ترمب خلال التجمع من تصريحات، بأنه لم يشاهد التجمع الذي أقيم في وقت متأخر من الليل بالكامل، لكنه كرر بعض تلك الادعاءات خلال المقابلة مع القناة، قائلاً:" إن والز يؤيد أخذ الأطفال بعيداً عن والديهم، إذا لم يوافق الآباء على إعادة تحديد الجنس".
وتطرق فانس إلى تصريح منافسه الديمقراطي تيم والز، خلال تجمع انتخابي، دعا فيه الجمهوريين إلى "الاهتمام بأمورهم الخاصة"، قائلاً إن "إحدى الطرق التي يتمكن من خلالها الاهتمام بأموره الخاصة، هي ألا يحاول أن يأخذ أطفالي بعيداً عني، في حال كانت لدي وجهات نظر مختلفة عنه".
واعتبرت الشبكة، أن الجمهوريين فسروا بشكل خاطئ القانون الذي وقعه والز في أبريل 2023، في أعقاب تقييد أو حظر ولايات أميركية الوصول إلى الرعاية المؤكدة للجنس، وهي تعتبر مجموعة من خدمات الصحة الطبية لدعم الهوية الجنسية للشخص، بما يكون مختلفاً عن الجنس الذي تم تخصيصه له عند الولادة.
وأوضحت الشبكة، أن قانون ولاية مينيسوتا، يحمي المرضى الذين يأتون إلى الولاية لتلقي الرعاية الصحية التي تؤكد الجنس، حتى لو كان المرضى يعيشون في ولاية تكون فيها هذه الرعاية "غير قانونية".
كما يسمح قانون الولاية بشكل خاص لمحاكمها، بتولي "الاختصاص الطارئ المؤقت" في نزاعات حضانة الأطفال بين الولايات، عندما لا يتمكن الطفل من الحصول عليها.
فانس يرد على العنصرية
واعتبر فانس، أن الرجل الذي يتزوج امرأة مثل صفات زوجته أوشا (أميركية من أصول هندية)، هو محظوظ وذكي للغاية، وذلك في تعليقه على حديث سابق للمذيع الأميركي الأبيض نيك فوينتس، والذي قال فيه "أي نوع من الرجال يتزوج امرأة تدعى أوشا؟ من الواضح أنه لا يقدر هويته العرقية".
وطالب فانس بعدم إقحام عائلته في الصراعات السياسية قائلاً: "هاجموا آرائي السياسية، أو شخصيتي، لكن لا تهاجموا زوجتي. إنها خارج نطاقكم".
وكان ترمب واجه رد فعل عنيفة بعد تناوله العشاء مع فوينتيس، إلى جانب مغني الراب يي (كاني ويست سابقاً) في نوفمبر 2022 في منتجعه مار إيه لاجو في فلوريدا.
وفي ذلك الوقت، ذكر ترمب أنه "لا يعرف من هو فوينتيس"، وأن مغن الراب هو من أحضره إلى العشاء.
وقال في بيان لـ "فوكس نيوز ديجيتال"، "لم يكن لدي أي فكرة عن آرائه، ولم يتم التعبير عنها على الطاولة في عشائنا السريع جداً، وإلا لما تم قبولها"، دون أن يندد بآراء فوينتيس القومية البيضاء بكشل صريح.
وعلق فانس بشأن العشاء السابق بين ترمب والمذيع بقوله "الشيء الوحيد الذي يعجبني في ترمب، أنه مستعد للتحدث إلى أي شخص، لكن في نفس الوقت التحدث إلى شخص ما، لا يعني أنك تؤيد آرائه".