حكم قضائي يستبعد روبرت كينيدي من قائمة المرشحين في نيويورك

time reading iconدقائق القراءة - 6
المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت ف. كينيدي جونيور يتحدث خلال مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل بولاية تينيسي. 26 يوليو 2024 - REUTERS
المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت ف. كينيدي جونيور يتحدث خلال مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل بولاية تينيسي. 26 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

قضت محكمة أميركية، الاثنين، بأن اسم المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف كينيدي جونيور لا ينبغي أن يظهر على بطاقات الاقتراع بنيويورك، لأنه زعم على نحو خاطئ أنه يقيم داخل الولاية، رغم أنه يعيش في كاليفورنيا، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وقالت القاضية في محكمة ولاية نيويورك كريستينا رايبا، إن المرشح الرئاسي لا يملك إقامة صالحة داخل الولاية، ما يمثل ضربة لحملته المتعثرة بالفعل، يمكن أن تؤدي إلى تحديات إضافية في جميع أنحاء البلاد.

تعهد كينيدي، الذي ينحدر من عائلة سياسية ديمقراطية شهيرة، بالاستئناف رافضاً الحكم باعتباره "متحيزاً". وفي حال تأييد قرار القاضية، فلن يؤدي ذلك فقط إلى منع كينيدي من التواجد على قائمة الاقتراع في نيويورك، بل ربما تفتح الباب أيضاً أمام دعاوي طعن في ولايات أخرى، حيث استخدم عنواناً في ضواحي مدينة نيويورك لجمع توقيعات.

وقال كينيدي في بيان: "الديمقراطيون يظهرون ازدراءهم للديمقراطية"، مشيراً إلى أن القاضية التي أصدرت الحكم ديمقراطية. 

وأضاف: "إنهم (الديمقراطيون) غير واثقين من قدرتهم على الفوز في صناديق الاقتراع، لذا يحاولون منع الناخبين من الحصول على خيار. سنستأنف وسننتصر".

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن الحكم صدر بعد أن قررت محكمة في نورث كارولينا في وقت سابق، الاثنين، أن كينيدي يمكنه البقاء على بطاقة الاقتراع في تلك الولاية بعد طعن منفصل لأسباب مختلفة.

محل إقامة "وهمي"

وفي نيويورك، خلصت القاضية رايبا في قرار من 34 صفحة إلى أن غرفة النوم المؤجرة التي ادعى كينيدي أنها مقر إقامته في نيويورك ليست "مقر إقامة فعلي وقانوني، بل كانت مجرد عنوان وهمي افترضه بغرض الحفاظ على اسمه في سجل الناخبين"، وتعزيز ترشحه السياسي.

وكتبت القاضية: "بالنظر إلى حجم وشكل غرفة النوم الاحتياطية كما تظهر في الصور المقبولة كأدلة، تجد المحكمة أن شهادة كينيدي بأنه ربما يعود إلى تلك الغرفة ليعيش مع زوجته وأفراد أسرته وحيواناته الأليفة المتعددة وجميع ممتلكاته الشخصية، غير محتملة بدرجة كبيرة، إن لم تكن منافية للعقل".

وقالت رايبا إن الأدلة المقدمة في المحاكمة أظهرت أن كينيدي "اتبع نمطاً منذ فترة طويلة" لاستعارة عناوين من أصدقاء وأقارب حتى يتمكن من الحفاظ على سجلات الناخبين في ولاية نيويورك بينما يقيم فعلياً في كاليفورنيا، حيث يمتلك منزلاً مع زوجته، الممثلة شيريال هاينز.

وكتبت القاضية: "استخدام عنوان صديق لأغراض سياسية وانتخابية، في حين بالكاد تطأ قدماك المبنى، لا تعتبر إقامة بموجب قانون الانتخابات".

وأضافت أن "الحكم بخلاف ذلك سيشكل سابقة خطيرة، ويفتح الباب أمام حالات الغش والفساد سياسي، والتي صممت قواعد الإقامة في قانون الانتخابات لمنعها".

من جهتها، قالت منظمة "كلير تشويس أكشن"، وهي لجنة عمل سياسية متحالفة مع الديمقراطيين، والتي دعمت دعوى الطعن القانوني نيابة عن عدة ناخبين في الولاية، إن الحكم يظهر أن كينيدي ضلل على نحو متعمد مسؤولي الانتخابات، وخان ثقة الناخبين.

وأضافت المنظمة: "فريق (حملة) كينيدي سيرفع بالتأكيد دعوى قضائية يائسة تلو الأخرى في الأيام والأسابيع المقبلة؛ سيفشلون، ولن يغير ذلك الحقيقة البسيطة: لقد كذب، ويخضع للمساءلة".

"روابط دائمة" مع نيويورك

وجادل كينيدي الذي قاد مجموعة بيئية، مقرها نيويورك طيلة عقود، وكان والده الذي يحمل اسمه سيناتور من نيويورك، بأن لديه "روابط دائمة" مع نيويورك ويعتزم العودة إليها.

وقال كينيدي إنه يستأجر حالياً غرفة في منزل صديق في كاتونه، على بعد نحو 40 ميلاً (65 كيلومتراً) شمال وسط مانهاتن، رغم أنه نام في تلك الغرفة مرة واحدة فقط بسبب سفره المستمر في الحملة الانتخابية.

وعندما أدلى المرشح البالغ من العمر 70 عاماً بشهادته، ذكر أنه انتقل إلى كاليفورنيا قبل عقد حتى يكون مع زوجته، وأنه كان يخطط دائماً للعودة إلى نيويورك.

كما شهدت باربرا موس، التي تؤجر الغرفة لكينيدي، بأنه يدفع لها 500 دولار شهرياً؛ لكنها اعترفت بأنه لا يوجد عقد إيجار مكتوب وأن كينيدي لم يسدد الدفعة الأولى إلا بعد نشر صحيفة "نيويورك بوست" قصة تشكك في ادعاء كينيدي بأنه كان يعيش في ذلك العنوان.

كما استمعت القاضية إلى صديق قديم لكينيدي، قال إن المرشح كان ضيفاً ليلياً منتظماً في منزله في ويستشستر من عام 2014 إلى 2017، لكنه لم يكن مستأجراً هناك كما زعم كينيدي.

واستجوب المحامون الذين يمثلون عدة ناخبين من نيويورك كينيدي في مرافعات غالباً ما كانت ساخنة، سعوا خلالها لإثبات حجتهم، استناداً إلى وثائق حكومية تشمل بيان ترشيح فيدرالي بعنوان في كاليفورنيا، ومقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يتحدث فيه كينيدي عن تدريب الغربان في منزله بلوس أنجلوس.

ووفقاً لـ"أسوشيتد برس"، يتمتع كينيدي بإمكانية تحقيق أداء أفضل من أي مرشح رئاسي مستقل منذ عقود بفضل اسمه الشهير، وقاعدة جماهيرية مخلصة، كما أعرب خبراء استراتيجيون ديمقراطيون وجمهوريون عن مخاوفهم من أنه ربما يؤثر على فرص مرشحيهم.

وقال كينيدي للصحافيين، إن استبعاده من قائمة  المرشحين في نيويورك، ربما يؤدي إلى رفع دعاوى قضائية في ولايات أخرى، حيث أدرجت حملته نفس العنوان.

وقالت حملة كينيدي، إنه لديه توقيعات كافية للتأهل في معظم الولايات، لكن حملته لجمع التوقيعات، واجهت تحديات ودعاوى قضائية في عدة ولايات.

تصنيفات

قصص قد تهمك