حرب غزة تصعد الضغوط على هاريس قبل أيام من المؤتمر الوطني الديمقراطي

time reading iconدقائق القراءة - 8
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس خلال حدث انتخابي في لاس فيجاس، بولاية نيفادا. 10 أغسطس 2024 - Reuters
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس خلال حدث انتخابي في لاس فيجاس، بولاية نيفادا. 10 أغسطس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

يضغط مندوبون ديمقراطيون من أعضاء حملة "غير ملتزم"، على الحزب الديمقراطي لحضه على بذل المزيد من الجهد لفرض حظر على الأسلحة لإسرائيل وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل أيام من المؤتمر الوطني للحزب، وفق مجلة "بوليتيكو".

وقالت المجلة الأميركية إن عشرات الآلاف من النشطاء يخططون للترحيب بكامالا هاريس لدى قبولها رسمياً ترشيح حزبها في المؤتمر الوطني الديمقراطي الأسبوع المقبل، في شيكاغو بولاية إلينوي، برسالة: "غيري موقفك من إسرائيل أو خاطري بخسارة الانتخابات".

وأشارت المجلة إلى آسما محمد، المنظم الرئيسي لحملة "غير ملتزم" بولاية مينيسوتا، كواحدة من 30 مندوباً يمثلون الناخبين الذين صوتوا بـ"غير ملتزم"، ويشكلون تحالفاً من الناخبين الذين عارضوا دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها المستمرة في غزة.

ولن تتظاهر آسما محمد إذ ستكون حاضرة داخل قاعة المؤتمر، كواحدة من الـ30 مندوباً.

وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والتي كان لا يزال بايدن مرشحاً فيها، كان يمكن للناخبين التصويت له، أو التصويت لأي من منافسيه (ولم يكن لديهم فرصة)، أو التصويت بعبارة "غير ملتزم"، وهو التصويت الذي أصبح علامة على معارضة سياسة بايدن في غزة.

تفاؤل بشأن اختيار والز

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت حركة "غير ملتزم" بارقة أمل بمسار جديد للفلسطينيين، بفضل صعود هاريس واختيارها لشريك بطاقة ترشيحها للرئاسة حاكم مينيسوتا تيم والز، الذي ربما يعتبر مرشحاً "ذا جاذبية خاصة".

وخلال الانتخابات التمهيدية في مارس الماضي، أشاد والز بالحركة ووصفها بأنها "شكل من أشكال المشاركة المدنية"، بعد أن أدلى نحو 45 ألف ناخب من مينيسوتا بأصوات احتجاجية، وهي نسبة كافية لإرسال 11 من مندوبي الحزب كممثلين عن أصوات "غير ملتزم" من الولاية إلى المؤتمر، كما وصف والز الوضع في غزة بأنه "لا يحتمل".

لكن عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أو فرض حظر على الأسلحة لإسرائيل، و(الذي لا تزال هاريس لا تدعمه) أو محاولات لتلبية مطالب عامة أخرى للناخبين غير الملتزمين، ربما يمثل مشكلة حقيقية لترشيح هاريس-والز في ولايات "الجدار الأزرق" الهامة مثل ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، المعروفة بانحيازها للحزب الديمقراطي، وفق "بوليتيكو".

وكان ذلك واضحاً عندما قاطع محتجون مناهضون للحرب على غزة نائبة الرئيس في أيام متتالية من جولتها التعريفية في الولايات المتأرجحة الأسبوع الماضي.

وقالت حملة هاريس في بيان لـ"بوليتيكو"، إن نائبة الرئيس ستواصل العمل مع أعضاء الجالية العربية والمسلمة والفلسطينية، الذين يسعون لإنهاء الحرب في غزة، ويكافحون من أجل تأمين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف متحدث باسم حملة هاريس: "كما قالت (نائبة الرئيس)، الوقت حان لإنهاء هذه الحرب بطريقة تضمن أمن إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين، وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقه في الكرامة والحرية وتقرير المصير".

لكن آسما أعربت في مقابلة مع "بوليتيكو" عن اعتقادها بأن هاريس بحاجة للمضي قدماً أبعد من ذلك، وبسرعة، مشيرة إلى أنها "تعتمد على تاريخها الخاص في العمل مع والز والضغط بنجاح عليه لتمرير قوانين تقدمية في مجال الرعاية الصحية و(مكافحة) جرائم الكراهية، لمنحها فرصة بشأن فلسطين".

"فوز" هاريس يمر عبر ميشيجان

وأكدت آسما أن طريق هاريس للفوز في الانتخابات يمر عبر ميشيجان التي تضم جالية عربية كبيرة، قائلة: "الناس في ميشيجان ينتظرون منها أن تتحدث عن هذا الأمر (حرب غزة) بشكل مباشر، وتقول (أدعم وقف إطلاق النار، ولدي خطة بالفعل)".

وأضافت: "لم يسمع أحد عن هذه الخطة. وقولها (أدعم وقف إطلاق النار)، أعتقد أنه مجرد البداية"، لافتة إلى أنه "ليس هناك الكثير من الوقت بالنسبة للناس لاتخاذ قرارات كبيرة. وجود هذه الخطة قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي سيكون مفيداً للغاية، ليس فقط للمندوبين، ولكن للناس الذين يشعرون بأنهم مستبعدون تماماً ومحرومون من حقوقهم ويائسون بشأن (انتخابات) نوفمبر".

ورداً على سؤال بشأن اختيار هاريس لحاكم مينيسوتا تيم والز، مرشحاً لنائب الرئيس فيما يتعلق بموقفها من الحرب على غزة، أجابت آسما: "أولاً، في الواقع نشعر بارتياح، لأن (حاكم ولاية بنسلفانيا جوش) شابيرو لم يكن خيارها. كان متطوعاً سابقاً في الجيش الإسرائيلي، وعلاوة على ذلك، اتخذ مواقف متشددة ضد التعديل الأول للدستور (الذي يحمي حرية التعبير) ضد المحتجين والطلاب الذين أرادوا أن تُسمع أصواتهم".

وتعد مينيسوتا موطن أكبر عدد من المندوبين "غير الملتزمين"، الذين سيتوجهون لحضور المؤتمر الوطني الديمقراطي في ولاية إلينوي 19 أغسطس الجاري. و11 من أصل 75 مندوباً في الولاية، اختاروا عدم دعم الرئيس جو بايدن في يوم "الثلاثاء الكبير"، بحسب شبكة CBS News.

والثلاثاء الماضي، انطلقت هاريس في حملة انتخابية في الولايات السبع المتأرجحة، بدأتها من بنسلفانيا حيث أعلنت اختيار تيم والز ليكون شريكاً لها في الترشح.

وعلى الرغم من وجود والز على بطاقة الترشيح الانتخابية، قال بعض المندوبين الديمقراطيين في مينيسوتا، إن ذلك ليس كافياً لتهدئة مخاوفهم، رغم أنهم يجدون ما يبعث على الأمل في هذا الاختيار.

قلق ديمقراطي

ومن المتوقع أن يخرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع ومتنزهات شيكاغو لحضور المؤتمر الوطني الديمقراطي الأسبوع المقبل، ومعظمهم للاحتجاج على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في حرب غزة، لكن المسؤولين يساورهم قلق بشأن احتمالية مشهد "أكثر إحراجاً"، إذا وقعت اضطرابات خلال المؤتمر، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن عضوين من مؤسسي حملة "غير ملتزم"، قالا إنهما أبلغا المرشحة الديمقراطية هاريس، ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز، بدعمها في السباق نحو البيت الأبيض، شريطة أن يأخذا في اعتبارهما "فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل لوقف المجازر فوراً داخل قطاع غزة".

وأوضح العضوان وهما عباس علوية وليلى العبد، أنهما تحدثا مع المرشحين الديمقراطيين قبل تجمعها في ديترويت، مضيفين أن هاريس استمعت إلى قصص لأشخاص في ميشيجان فقدوا عشرات من أفراد أسرهم في قطاع غزة.

وأشارا إلى أن قادة حملة "غير ملتزم" طلبوا الاجتماع بهاريس لمناقشة "طلب حظر الأسلحة"، وأن نائبة الرئيس أبدت انفتاحها على الفكرة، وقدمت القادة لفريق عملها لتحديد موعد.

ونشأت حملة "غير ملتزم" في ولاية ميشيجان، التي يقطنها كثير من الأميركيين العرب والمسلمين الذين دعموا سابقاً الرئيس جو بايدن، وساهموا في فوزه بالرئاسة بانتخابات عام 2020.

وبدأت الحملة بإطلاق مظاهرات واحتجاجات والظهور في المناسبات العامة، التي يحضرها بايدن، إلا أن ذلك لم يكن كافياً، لذلك توصلت إلى استراتيجية جديدة، وهي مطالبة الناخبين الديمقراطيين بالإدلاء بـ"تصويت غير ملتزم"، أي عدم التصويت لأي شخص، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك