أغلقت ألمانيا قاعدة عسكرية محاذية لمطار كولونيا، الأربعاء، ونصحت آلاف الجنود العاملين هناك بعدم شرب مياه الصنبور بينما تحقق فيما قد يكون عملاً تخريبياً، بحسب مصدر أمني.
وأكد المصدر، تقريراً لمجلة "دير شبيجل" بهذا الخصوص. وقال إن مياه الصنبور ربما أصبحت ملوثة في القاعدة، التي تضم 4 آلاف و300 جندي، و1200 من الموظفين المدنيين، بعد أن اقتحم شخص المنشأة.
وأضاف أن النصيحة بعدم شرب مياه الصنبور إجراء احترازي، وأن الشرطة، والشرطة العسكرية، والمخابرات العسكرية، تنظر فيما يشتبه بأنه عمل تخريبي يستهدف القوات الألمانية.
والقاعدة مقر لأسطول من الطائرات العسكرية التي تستخدم لتنقلات، وسفر المستشار الألماني أولاف شولتز، والوزراء.
وأكد متحدث باسم القيادة الإقليمية في برلين إغلاق القاعدة، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقال: "لدينا من الأسباب ما يجعلنا نتخذ هذا الإجراء، ونأخذ المسألة على محمل الجد".
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التواصل بعد مع المخابرات العسكرية للحصول على تعليق. وقالت الشرطة في كولونيا إنها ليس بوسعها التعليق على الأمر.
وحذَّر حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في وقت سابق، من حملة من الأنشطة العدائية، التي تشمل أعمال تخريب وهجمات إلكترونية، تشنها روسيا لكن لم يتضح بعد من الذي تمكن من دخول القاعدة بشكل غير قانوني.
وفي يونيو الماضي، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، إن الحلف رصد تطور نمطٍ ما، وإن الهجمات التي نُفذت في الآونة الأخيرة ناجمة عن زيادة نشاط المخابرات الروسية.
"حملة تخريب"
في وقت سابق، قالت شبكة CNN إن روسيا قامت، على مدى أكثر من 6 أشهر، بتنفيذ حملة تخريب في جميع أنحاء أوروبا، وذلك في الغالب باستخدام وكلاء، لافتةً إلى أن موسكو جنّدت هواة محليين للعديد من العمليات، بدءاً من هجمات الحرائق المتعمدة على المستودعات المرتبطة بالأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا، وصولاً إلى أعمال التخريب البسيطة، والتي تم تصميمها كلها لعرقلة تدفق الأسلحة من الغرب إلى كييف وإضعاف الدعم الشعبي لها.
وأبلغت عدة دول، مثل بولندا وألمانيا وبريطانيا وجمهورية التشيك، عن وقائع في الأشهر القليلة الماضية.
وفي يوليو الماضي، قالت الحكومة الألمانية، إن برلين تأخذ التقارير عن مؤامرة روسية لاغتيال الرئيس التنفيذي لشركة "راينميتال" لتصنيع الأسلحة على محمل الجد، مضيفة أن "الترهيب الروسي لن يخيفها".
وكانت CNN وصحيفة "نيويورك تايمز" ذكرتا أن المخابرات الأميركية اكتشفت خطة روسية لاغتيال آرمين بابيرجر الرئيس التنفيذي للشركة التي تصنع قذائف مدفعية ومركبات عسكرية لأوكرانيا، وذلك ضمن خطة أوسع لاستهداف مزودي أوكرانيا بالأسلحة في الدول الأوروبية.
وذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر: "لن ترهبنا روسيا، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمنع التهديدات الروسية في ألمانيا"، بينما لم تؤكد الشركة التقارير على نحو مباشر، مكتفية بالتأكيد، عبر بيان، أن "الإجراءات الضرورية تتخذ دائماً لتحقيق الأمن عبر تشاور منتظم مع السلطات الأمنية".
في المقابل، نفى الكرملين تلك التقارير، ووصفها بأنها "زائفة".
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن التقارير الإعلامية التي أفادت بأن روسيا خططت لاغتيال الرئيس التنفيذي لشركة "راينميتال" الألمانية، تستند إلى معلومات "زائفة من مصادر مجهولة، ولا تحتوي على وثائق جدية، وبالتالي لا يمكن أخذها على محمل الجد".