تواصل أوكرانيا تقدمها في المناطق الروسية، حيث أعلنت منطقة بيلجورود، الأربعاء، حالة الطوارئ، وذلك بعد نحو أسبوع من توغل الجيش الأوكراني في منطقة كورسك جنوب غرب روسيا، في تطور نوعي قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يشكل "معضلة حقيقية" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال حاكم بيلجورود فياتشيسلاف جلادكوف، في مقطع فيديو نُشر على تطبيق تيليجرام: "لا يزال الوضع في منطقة بيلجورود صعباً ومتوتراً للغاية".
ووجه جلادكوف نداءً إلى الحكومة الروسية لإعلان حالة الطوارئ الفيدرالية، وأضاف أن القصف اليومي من جانب أوكرانيا أدى إلى "تدمير المنازل وقتل وجرح المدنيين".
وتم إجلاء حوالي 11 ألف شخص في منطقة بيلجورود في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب النشاط الأوكراني بالقرب منها.
ودخل آلاف من جنود أوكرانيا عبر الحدود في الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس إلى منطقة كورسك غرب روسيا وهي خطوة قال بوتين إنها استفزاز يهدف إلى تقوية موقف كييف في أي مفاوضات محتملة مستقبلاً لوقف إطلاق النار.
وتمكنت أوكرانيا من السيطرة على شطر صغير من المنطقة الحدودية في كورسك. ورغم أن بوتين قال إن الجيش الروسي سيطرد القوات الأوكرانية إلا أن معارك ضارية لا تزال دائرة هناك منذ أكثر من أسبوع ولم تفلح حتى الآن في طردهم.
مكاسب أوكرانية
وقال الجنرال أوليكساندر سيرسكي، القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا، إن قواته تسيطر على 1000 كيلومتر مربع (386 ميل مربع) من منطقة كورسك، وهي المرة الأولى التي يعلق فيها مسؤول عسكري أوكراني علناً على مكاسب التوغل الذي أحرج الكرملين.
وأدلى الجنرال أوليكساندر سيرسكي بهذا التصريح في مقطع فيديو نُشر الاثنين، على قناة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تيليجرام.
وقال سيرسكي: "القوات تنفذ مهامها. القتال مستمر بالفعل على طول خط المواجهة بالكامل. الوضع تحت سيطرتنا".
وتخضع العملية الأوكرانية لسرية تامة، ولا تزال أهدافها غير واضحة. وأحبطت هذه العملية الخاطفة الجهود الروسية المتواصلة في الأشهر الأخيرة لاختراق الدفاعات الأوكرانية في نقاط مختارة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وأبلغ القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف، بوتين، بأن القوات الأوكرانية توغلت 12 كيلومتراً (7.5 ميلًا) في منطقة كورسك عبر جبهة بطول 40 كيلومتراً (25 ميلاً)، وتسيطر حالياً على 28 قرية روسية.
وقال سميرنوف إن 12 مدنياً لقوا حتفهم وأصيب 121 آخرون، بينهم 10 أطفال. وقال إن حوالي 121 ألف شخص تم إجلاؤهم أو غادروا المناطق المتضررة من القتال بمفردهم.
روسيا في وضعية الدفاع
وغير الهجوم الأوكراني على روسيا مجرى الحرب بشكل كبير. وتتقدم روسيا منذ أن أخفق هجوم أوكراني مضاد في 2023 في تحقيق أي مكاسب كبيرة في مواجهة القوات الروسية. وتقول موسكو إنها بدأت الآن في إحباط الغزو الأوكراني للمنطقة الذي استمر أسبوعاً.
وقالت، الأربعاء، إنها دمرت 117 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، معظمها في مناطق كورسك وفارونيج وبيلجورود ونيجني نوفجورود. وقالت إنها أسقطت صواريخ وعرضت لقطات لقاذفات قنابل من طراز سوخوي-34 تضرب مواقع أوكرانية في كورسك.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن بعض الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا ضربت قواعد جوية روسية. وقال الحرس الوطني الروسي إنه عزز إجراءات الأمن عند محطة كورسك للطاقة النووية التي تبعد نحو 35 كيلومتراً فقط عن جبهة القتال.
وقال قادة روس إن الجبهة في كورسك استقرت، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن قوات بلاده تواصل التقدم هناك وأمر كبار قادة الجيش بالإقدام على "الخطوات الرئيسية" التالية في العملية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الجيش الروسي - بما في ذلك الاحتياطيات الجديدة والطائرات وفرق الطائرات بدون طيار وقوات المدفعية - منعت القوات الأوكرانية من اكتساب المزيد من الأراضي بالقرب من مستوطنات أوبشي كولودز وسناجوست وكاوشوك وأليكسييفسكي.
موسكو تنقل قواتها إلى كورسك
وقال وزير الدفاع الليتواني لوريناس كاسيوناس، خلال اجتماع مع فولوديمير زيلينسكي في كييف إن روسيا تنقل قواتها من جيب كالينينجراد على بحر البلطيق إلى منطقة كورسك الجنوبية.
وضمت روسيا كالينينجراد بعد الحرب العالمية الثانية، بعد أن كانت المنطقة المعروفة في الأصل باسم كونيجسبيرج، جزءاً من ألمانيا حتى انتزعها الجيش الأحمر من النازيين في عام 1945.
وبعد الحرب في عام 1946، أُطلق عليها اسم روسي جديد وتم إخلاء مواطنيها الألمان السابقين واستبدالهم بالروس.
وهي مدينة ساحلية رئيسية على بحر البلطيق وموطن لأسطول البحرية الروسية في بحر البلطيق.
وعندما انهار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، سُمح لها بالبقاء جزءاً من روسيا، بينما أصبحت الدول المجاورة ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا مستقلة.