انتخابات الولايات المتحدة تجري بموجب دستورهم.. من هم "الآباء المؤسسون"؟

time reading iconدقائق القراءة - 17
لوحة زيتية تظهر "الآباء المؤسسون" للولايات المتحدة أثناء توقيع الدستور الأميركي - Getty Images
لوحة زيتية تظهر "الآباء المؤسسون" للولايات المتحدة أثناء توقيع الدستور الأميركي - Getty Images
دبي-الشرق

لولاهم، لما كانت الولايات المتحدة. هم مجموعة رجال قاتلوا قبل نحو 250 عاماً من أجل استقلال المستعمرة البريطانية السابقة، وصاغوا دستوراً يوجّه الدولة الأميركية حتى اليوم. بموجبه، تجري انتخابات "مفصلية" في نوفمبر المقبل، يصوّت خلالها أحفاد أحفادهم لاختيار رئيس، يقود أمة هم مَن وضعوا أسسها، ليُطلَق عليهم اسم "الآباء المؤسسون".

في الستينيات والسبعينيات من القرن الثامن عشر، أدى الاستياء المتزايد من الحكم البريطاني إلى بدء المستعمرين الأميركيين مناقشة خياراتهم البديلة. اجتمع عدد من أصحاب المزارع ورجال الأعمال الأثرياء في مدينة فيلادلفيا عام 1774، في ما أصبح يُعرف بـ"الكونجرس القاري". 

وإثر انطلاق "الحرب الثورية الأميركية" ضد القوات البريطانية في مدينتَي ليكسينجتون وكونكورد (19 أبريل 1775)، اجتمع هؤلاء الرجال مجدداً، وأعلن "الكونجرس القاري" الثاني الاستقلال عن بريطانيا العظمى، وصاغ لاحقاً مواد الكونفيدرالية التي تُملي كيفية حكم الولايات المستقلة حديثاً. 

في ديسمبر 1787، توجه العديد من هؤلاء الرجال مجدداً إلى فيلادلفيا لمراجعة المواد، ووجدوا أنها تحتاج إلى أكثر من مجرد مراجعة، فشرعوا بكتابة دستور جديد، لا يزال يحكم الولايات المتحدة حتى اليوم. 

55 رجلاً حضروا هذا "المؤتمر الدستوري"، وآخرون لم يتمكنوا من الحضور لكنهم قدّموا مساهمات كبيرة في صياغة الدستور. وعليه، يختلف المؤرخون في تحديد مَن يجب إدراجه على لائحة "الآباء المؤسسين".

يشير التعريف الواسع لـ"الآباء المؤسسين" إلى أولئك القادة الذين بدأوا الحرب الثورية، وساهموا في توحيد 13 مستعمرة وتشكيل الجمهورية، وساهموا في صياغة الدستور بشكل مباشر أو غير مباشر.

لكن التعريف الضيق يحددهم بـ11 رجلاً، هم بحسب الموقع الرسمي للدستور الأميركي: جورج واشنطن، جايمس ماديسون، توماس جيفرسون، جون آدامز، بنجامين فرانكلين، ألكسندر هاملتون، جورج مايسون، جوفيرنور موريس، روجر شيرمان، جايمس ويلسون، إدموند راندولف. 

ويعترف الموقع بأن "هذه اللائحة ليست كاملة، لكنها تحدد الأشخاص الذين أدوا دوراً كبيراً في تطوير الدستور في ذلك الوقت الحاسم من التاريخ الأميركي". 

1- جورج واشنطن

قاد جورج واشنطن (1732-1799) قوات المستعمرين الأميركيين في الحرب الثورية، وترأس "المؤتمر الدستوري" الذي استمر من 14مايو حتى 17 سبتمبر 1787، وخلاله صيغ الدستور.

في عام 1789، أصبح واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، إثر فوزه بأصوات الهيئة الانتخابية بالإجماع.

وعلى الرغم من تدهور صحته، استمر واشنطن في المنصب لولاية ثانية بعد مطالبات بعدم تنحيه، وفاز بالإجماع نفسه. وشكّل خطابه المؤلف من 135 كلمة، أقصر خطاب تنصيب في التاريخ. 

اعتمد جورج واشنطن خلال حكمه سياسة الحكومة المركزية القوية. وبحسب الموقع الرسمي للدستور الأميركي، كان مقرباً جداً من الأرستقراطيين، وكان أقرب حلفائه ألكسندر هاملتون الذي اتجهت سياساته أيضاً نحو الطبقات العليا. 

واشنطن كان المسؤول عن التكليف ببناء البيت الأبيض واختيار موقعه والموافقة على تصميمه. لكنه لم يسكنه قط ولم تطأه قدمه حتى، إذ انتهت ولايته الثانية في عام 1797، وتوفي بعدها بسنتين، أي قبل انتهاء عمليات التشييد في عام 1800. ويعدّ الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم يعش في البيت الأبيض. 

في وصيته، حرر جورج واشنطن 300 من "عبيده" بشكل دائم.  

2- جايمس ماديسون

لم يخدم جايمس ماديسون (1751- 1836) في الحرب الثورية بسبب قصر قامته، واتجه إلى السياسة بدلاً من ذلك. وبات يُلقّب بـ"أبي الدستور"، لأن هذه الوثيقة -الأهم في التاريخ الحديث للولايات المتحدة- مستوحاة من دستور ولاية فرجينيا الذي ساعد هو في صياغته عندما كان فقط بعمر الـ25، رغم أنه لم يحصل أبداً على شهادة في القانون. 

تولى ماديسون منصب الرئاسة لفترتين (1809– 1817) شابت الأولى حربُ عام 1812 ضد بريطانيا العظمى ومستعمراتها في أميركا الشمالية وحلفائها من الهنود الحمر، وهي الحرب الوحيدة التي اجتاحت فيها قوات معادية أراضي الولايات المتحدة، وكادت تكلفه إعادة انتخابه. 

وعندما اقتحم الإنجليز العاصمة، حجزت زوجته دوللي مكانة في التاريخ لتهريبها من البيت الأبيض وثائق حكومية مهمة وصورة لجورج واشنطن. 

كان ماديسون "الأب المؤسس" الأخير الذي بقي على قيد الحياة، وتوفي في يونيو 1836 عن عمر يناهز 85 عاماً. من أبرز أقواله: "بموجب الدستور الجديد، ستكون سلطات الأمة مستمدة من السلطة العليا للشعب". 

3- توماس جيفرسون

يُعدّ توماس جيفرسون (1743- 1826) أحد أبرز "الآباء المؤسسين" الذين ساهموا في صياغة الدستور من دون حضور "المؤتمر الدستوري"، إذ قدّم المشورة من فرنسا حيث شغل منصب سفير، وكان هو مَن كتب المسودة الأصلية لـ"إعلان الاستقلال". 

عندما تولى منصب الرئاسة (1801-1809)، عمل جيفرسون على مضاعفة مساحة الولايات المتحدة عبر شراء أراضي لويزيانا التي كانت خاضعة للسيطرة الفرنسية. الصفقة تمت بقيمة 15 مليون دولار (أقل من 3 سنتات للفدان)، إذ كان نابليون بونابرت يحتاج تلك الأموال لغزو أوروبا. 

خطوة جيفرسون هذه واجهت معارضة كبيرة بسبب مخاوف من "عدم دستوريتها"، لكنه تمسك بموقفه مقتنعاً بأن الشراء سيقلص الوجود الفرنسي في المنطقة ويحميها من غزو مستقبلي، وسيوفر أراض زراعية تدعم تصوّره لأمّة اقتصادها مبني على الزراعة، لا الصناعة.

وإلى جانب لغته الأم، كان جيفرسون يتقن الفرنسية واليونانية واللاتينية والإسبانية والإيطالية والألمانية، وكان مؤيداً للمساواة في الحقوق والتعليم للمرأة، وحق الجميع في الحصول على تعليم عام مجاني. وبعد ولايتيه الرئاسيتين، كرّس فترة التقاعد لتحقيق حلمه بإنشاء جامعة، هي اليوم "جامعة فيرجينيا". 

وللمفارقة، توفي توماس جيفرسون في 4 يوليو 1826، أي في الذكرى الـ50 لـ"إعلان الاستقلال" الذي صاغه بيده. 

4- جون آدامز 

يُلقّب جون آدامز (1735- 1826) بـ"أطلس الاستقلال الأميركي"، كونه ساهم في صياغة "إعلان الاستقلال" والتفاوض على اتفاقية السلام مع بريطانيا العظمى لإنهاء الحرب الثورية. 

تولى آدامز منصب الرئاسة لولاية واحدة (1797-1801)، تركزت على بناء البحرية الأميركية. وخلال إدارته، نقلت الولايات المتحدة عاصمتها من فيلادلفيا إلى واشنطن. 

كان آدامز أول رئيس يشغل البيت الأبيض بعد انتهاء تشييده. وعلى غرار صديقه المقرب توماس جيفرسون، توفي آدامز في الذكرى الـ50 لـ"إعلان الاستقلال" عن عمر يناهز 90 عاماً، ليكون أطول الرؤساء الأميركيين عمراً. 

5- بنجامين فرانكلين

كان بنجامين فرانكلين (1706-1790) المندوب الأكبر سناً في المؤتمر الدستوري (81 عاماً)، وأعاقه اعتلال صحته لدرجة حمله أحياناً إلى الجلسات، لكنه لم يفوّت سوى بعضها. 

سجّل التاريخ اسمه لدوره في صياغة "إعلان الاستقلال"، والتفاوض والتوقيع على معاهدة السلام مع إنجلترا التي أنهت الحرب الثورية. 

كان فرانكلين يشكك في الحكومات المركزية القوية، ويدافع عن لجنة رئاسية من 3 أشخاص بدلاً من رئيس واحد، خشية "الاستبداد". 

6- ألكسندر هاملتون 

يُسجَّل لألكسندر هاملتون (1755- 1804) دوره الحاسم في عقد المؤتمر الدستوري، إذ في سبتمبر 1786، دعا الولايات الـ13 إلى اجتماع في أنابوليس (ولاية ماريلاند) لمناقشة الوضع الاقتصادي في البلاد، لكن 5 ولايات فقط لبّت الدعوة وأرسلت ممثلين، وبالتالي لم يكتمل النصاب. 

لذا، طلب هاملتون إذناً من كونجرس الاتحاد لدعوة ممثلي الولايات للاجتماع مجدداً في فيلادلفيا، بهدف صريح هو "مراجعة" مواد الكونفيدرالية. وخلف الأبواب المغلقة، قرر المندوبون صياغة الدستور الجديد. 

خلال الحرب الثورية، كان هاملتون كبير مساعدي الجنرال جورج واشنطن، الذي عيّنه وزيراً للخزانة عندما تولى الرئاسة. ويتجسد الإرث السياسي لهاملتون بالبنك الفيدرالي، كونه قاد الجهود لإنشائه، معتبراً أنه حاسم للحفاظ على الموارد المالية للحكومة. 

ويُعتبر هاملتون "أب الدَين القومي" الذي رآه "نعمة حقيقية"، فسّرها بـ"كلما زادت الأموال التي تدين بها الحكومة لشعب البلد، زادت حصة الشعب في نجاح البلد". 

7- جورج مايسون 

وُصف جورج مايسون (1726- 1792) بأحد أهم المفكرين في الثورة الأميركية، وشكل تحالفاً فلسفياً وثيقاً مع جورج واشنطن وجايمس ماديسون وآخرين. 

أثرت أفكاره بشكل كبير في نسيج الفكر السياسي الأميركي، وتعدّ وثيقة "إعلان الاستقلال" مستوحاة من عمله على "قانون فيرجينيا للحقوق". 

كان لأفكاره أيضاً تأثير في تطوير "وثيقة الحقوق" الملحقة بدستور الولايات المتحدة، والتي تضمنت تعديلات من أجل ضمان حقوق الأفراد والولايات، لمواجهة المخاوف من أن حكومة وطنية قوية قد تتعدى على حقوق المواطنين.

رفض مايسون التوقيع على الدستور بسبب معارضته "التسوية 3/5" المتعلقة بكيفية احتساب "العبيد" في التركيبة السكانية لتحديد الضرائب والتمثيل في مجلس النواب.

وبموجب هذه التسوية، يُحتسب كل 5 "عبيد" بمثابة 3 أشخاص، علماً بأن القضية شكلت محور خلاف بين ممثلي الولايات الشمالية والجنوبية في "المؤتمر الدستوري". 

في عام 1789، اختير مايسون كأول عضو في مجلس الشيوخ من ولاية فرجينيا، لكنه رفض المقعد.  

8- جوفيرنور موريس 

بوصفه كاتباً ناجحاً، عُهدت لجوفيرنور موريس (1725- 1816) مهمة صياغة الدستور، وشغل منصب رئيس لجنة الأسلوب في "المؤتمر الدستوري"، واتخذ 23 قراراً مقترحاً واختصرها بـالمواد الـ7 الرئيسية الواردة في الدستور الأميركي. 

لم يرحّب موريس بـ"سلطة" الشعب، وفضّل حصر الانتخاب المباشر للرئيس بـ"النخبة المؤهلة". وكان يؤيد اختيار أعضاء مجلس الشيوخ مدى الحياة، والتمثيل في الكونجرس على أساس الضرائب. 

9- روجر شيرمان

لا تقف مساهمات روجر شيرمان (1721- 1793) عند صياغة "إعلان الاستقلال" ومواد الكونفيدرالية، بل يُنسب إليه إنجاز "تسوية كونيتيكت" (Connecticut Compromise)، المعروفة أيضاً باسم "التسوية الكبرى" أو "تسوية شيرمان".

هذه التسوية كانت عبارة عن حل وسط توصلت إليه الولايات الكبيرة والصغيرة خلال "المؤتمر الدستوري"، حدد جزئياً الهيكل التشريعي للبلاد والتمثيل الذي ستحظى به كل ولاية بموجب الدستور.

واقترح شيرمان إنشاء هيئة تشريعية مؤلفة من مجلسين (النواب والشيوخ)، مع اعتماد التمثيل النسبي للولايات في مجلس النواب، والتمثيل بالتساوي بين الولايات في مجلس الشيوخ (ممثلان لكل ولاية).

10- جايمس ويلسون

يُعد جايمس ويلسون (1742-1798) من أوائل مؤيدي الثورة الأميركية، وبرز بعدها كزعيم سياسي وعضو في كونجرس الكونفيدرالية، ووقع على "إعلان الاستقلال".

خلال "المؤتمر الدستوري"، أدار ويلسون نقاشات عدة وكان عضواً في لجنة صياغة الدستور، ثم قاد الكفاح من أجل التصديق على الدستور الجديد في ولاية بنسلفانيا، التي أصبحت ثاني ولاية توافق عليه. 

أيد ويلسون، بقوة، شكل الحكم الجمهوري الذي يسمح للشعب باختيار ممثليه، وجاهر بـ"سلطة الشعب" خلال حقبة ندر فيها إيمان المنظرين السياسيين بالديمقراطية. عارض العبودية، وآمن بمفهوم "الفيدرالية" أي تقسيم السلطة بين الولايات والحكومة الوطنية.

في عام 1791، أصبح ويلسون أول أستاذ للقانون في جامعة بنسلفانيا، وبلغ أعلى منصب في حياته بتعيينه قاضياً مشاركاً في المحكمة العليا للولايات المتحدة، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد ويعود لها الفصل في قضايا القانون الدستوري.

11- إدموند راندولف

دعم إدموند راندولف (1753- 1813) الحرب الثورية عند اندلاعها، وخدم لفترة قصيرة كمساعد للجنرال جورج واشنطن، لكنه سرعان ما عاد إلى فرجينيا ليصبح أصغر عضو يكتب دستور الولاية، بصفته محامياً.

شارك راندولف في "الكونجرس القاري" بصفته حاكم فرجينيا، واختير ليكون مندوباً في "المؤتمر الدستوري"، حيث اشتهر بتقديم اقتراح يدعم الولايات الكبيرة، معروف باسم "خطة فرجينيا" التي أصبحت لاحقاً جزءاً من "تسوية كونيتيكت". الخطة دعت إلى إنشاء هيئة تشريعية من مجلسين، الأول (النواب) ينتخبه الشعب وتتمثل فيه كل ولاية حسب نسبة السكان، والثاني (الشيوخ) ينتخبه المجلس الأول.

كان عضواً في لجنة الأسلوب التي أعدت المسودة الأولى للدستور. ومع ذلك، رفض التوقيع عليه بسبب الاختلافات الفلسفية، لكنه عاد وصادق عليه بعد الاتفاق على تضمينه "وثيقة الحقوق".

"تجربة فشلها مرفوض"

بحسب الموقع الرسمي للدستور، غالباً ما نظر "الآباء المؤسسون" إلى حكومتهم الجديدة على أنها "تجربة"، لكنهم صمموا على إنجاحها، بتسوية الخلافات عبر حلول وسط، وعملوا معاً لأكثر من 4 أشهر "لتشكيل اتحاد أكثر كمالاً"، كما يرد في مقدمة الدستور. 

وبعد صياغتها نهائياً، عمد "الآباء المؤسسون" إلى حشد الولايات للتوقيع على وثيقتهم التاريخية، فكتب جايمس ماديسون وألكسندر هاملتون ورجل آخر كان مشاركاً يُدعى جون جاي، تحت اسم مستعار Publius، سلسلة من 85 مقالاً لوصف الحكومة وشرح مزاياها، في ما نُشر لاحقاً باسم "الأوراق الفيدرالية". ثم كتب ماديسون سلسلة تعديلات تحدد حقوق الشعب، أُلحقت بالدستور تحت اسم "وثيقة الحقوق" في عام 1791.

كان هؤلاء الرجال مسؤولين عن إقامة أمة جديدة، بـ"تجربة" أسفرت عن حكومة ديمقراطية صمدت أمام التهديدات، بما في ذلك الحرب الأهلية، لذا نالوا إلى الأبد لقب "الآباء المؤسسون". 

هل تعلم؟

- الدستور الأميركي هو أحد أقدم الدساتير في العالم. 

- منذ صياغته قبل نحو 200 عام، استخدمته أكثرُ من 100 دولة كنموذج خاص بها.

- مبادئه الأساسية لم تتغير تقريباً منذ إنشائه، والمحكمة العليا تفسره باستمرار ليعكس عالماً سريع التغير.

- وُصف تاريخياً بأنه "حزمة تنازلات" بسبب التسويات التي جرت خلال صياغته. 

- نُحت وجها اثنين من "الآباء المؤسسين"- جورج واشنطن وتوماس جيفرسون- على جبل راشمور في ولاية داكوتا الجنوبية، إلى جانب رئيسين آخرين حكما في فترات لاحقة هما أبراهام لينكولن وثيودور روزفلت.

تصنيفات

قصص قد تهمك