قال مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، إنه تم إحراز بعض التقدم خلال المباحثات التي استضافتها الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنهم أوضحوا أن ذلك جرى مع الوسطاء، وليس حركة "حماس"، فيما زعم قادة بالجيش أن العمليات العسكرية في قطاع غزة انتهت بشكل عام، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات لقناة "كان" أنه "لم يتم تحقيق انفراجة كبيرة في المحادثات"، لافتة إلى أن "القضايا الرئيسية التي لا تزال محل خلاف لم تحل بعد".
وأضافت القناة أنه "لحل الخلافات، قدمت إسرائيل حلولاً جديدة فيما يتعلق بمحوري نتساريم، وفيلادلفيا"، مشيرةً إلى أنه في الأيام القادمة، ستغادر بعثة تشمل رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس "الشاباك" رونين بار، ومنسق الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية وقطاع غزة اللواء غسان عليان، لحل القضايا العالقة.
وغادرت البعثة الإسرائيلية الدوحة، الجمعة، بعد مباحثات بمشاركة الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، وأفاد مسؤولون إسرائيليون، بأنه "بينما بقي جزء من البعثة للعمل على التفاصيل التقنية، من المتوقع أن تغادر بعثة أخرى، يوم السبت إلى القاهرة".
وأصدرت الولايات المتحدة ومصر وقطر، الجمعة، بياناً مشتركاً أعلنوا فيه تقديم اقتراح لسد الفجوات بين "حماس"، وإسرائيل، يتماشى مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه يوم 31 مايو.
وأشار الوسطاء إلى أن المحادثات كانت "جادة وبناءة" وأجريت "في جو إيجابي"، وأُعلنوا في البيان المشترك أن ممثليهم سيلتقون في القاهرة الأسبوع المقبل، بهدف التوصل إلى اتفاق وفقاً للتفاصيل التي قدمت.
واعتبر البيان أنه "لا يوجد وقت لتضييعه، ولا عذر يسمح لأي طرف بتأخير المحادثات.. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الأسرى والمخطوفين، والشروع في وقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق".
بايدن يؤكد دعمه لأمن إسرائيل
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الفريق الأميركي "سيبقى على الأرض لمواصلة العمل الفني خلال الأيام المقبلة، وسيجتمع بكبار المسؤولين مرة أخرى في القاهرة، قبل نهاية الأسبوع، وسيقدمون تقارير منتظمة".
وأضاف في تغريدة عبر حسابه في "إكس"، الجمعة : "سأرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل لتأكيد دعمي الثابت لأمن إسرائيل، ومواصلة جهودنا المكثفة لإتمام الاتفاق، والتأكيد على أنه مع اقتراب اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتخاذ إجراءات تقوض هذه العملية".
وتابع: "على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرطت الولايات المتحدة، ومصر، وقطر في محادثات مكثفة كوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين.. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة"
وواصل: "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل بهدف إبرام الصفقة وفقاً للشروط التي طرحت اليوم.. الآن أصبح الطريق ممهداً للتوصل إلى نتيجة من شأنها إنقاذ الأرواح، وتخفيف معاناة شعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".
بدوره، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً جاء فيه أن "إسرائيل تقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء لإقناع حماس بالتخلي عن رفضها لصفقة إطلاق سراح المخطوفين.. المبادئ الأساسية لإسرائيل معروفة جيداً للوسطاء والولايات المتحدة، وتأمل إسرائيل أن يؤدي ضغطهم إلى قبول حماس لمبادئ 27 مايو، حتى يمكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق".
وفي شأن ذي صلة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي وصفتهم بأنهم كبار، قولهم إن عمليات الجيش في قطاع غزة انتهت بشكل عام، لكن إسرائيل ستكون قادرة على العودة إلى القطاع عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة.
واعتبر المسؤولون أن الآن هو الوقت المناسب لإبرام صفقة تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس".
مسؤول أميركي: الاقتراح يسد الفجوات
وفي إحاطة صحافية عبر الهاتف، قال مسؤول أميركي كبير إن جولة المفاوضات التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، خلال اليومين الماضيين، لوقف إطلاق النار في غزة، كانت من أكثر الأوقات إيجابية منذ عدة أشهر.
وأضاف، في إحاطة للصحافيين: "حققنا تقدماً كبيراً في عدد من القضايا التي كنا نعمل عليها.. مسؤولو (حماس) موجودون في الدوحة، وكان كبار المسؤولين من قطر ومصر يتواصلون معهم طوال اليومين.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إلى تقديم اقتراح نهائي، في نهاية اليوم، لسد الفجوات، حسبما ورد في البيان المشترك بين الولايات المتحدة ومصر وقطر، معرباً عن اعتقاده أن الاقتراح يسد تقريباً جميع الفجوات المتبقية التي كانت تحت المناقشة على مدار الأسابيع الستة الماضية.
وفي وقت سابق، اعتبر القيادي في حركة "حماس"، سامي أبو زهري أن "الإدارة الأميركية تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة" في إشارة إلى جولة المفاوضات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال لـ "رويترز": "واشنطن لا تملك أي جدية لوقف الحرب، وإنما تهدف إلى شراء الوقت ".
وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وأسفرت العمليات العسكرية المتواصلة إلى تدمير البنية التحتية في القطاع، وتشريد سكانه، والتسبب بأزمة إنسانية كبيرة.