سيركز آلاف الديمقراطيين على صياغة الأجندة الانتخابية لعام 2024، في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي من المقرر أن يبدأ يوم الاثنين وحتى الخميس في شيكاغو، وسط تركيز على سبل دعم المرشحة لمنصب الرئيس كامالا هاريس، والنائب المحتمل تيم والز.
وجرى تحديد البطاقة الانتخابية للحزب الديمقراطي (مرشحة الرئاسة ونائبها) بالفعل، والآن يُتوقع من الحزب أن يقدم برنامجاً سياسياً أكثر وضوحاً، وذلك في إطار عرض إيجابي ومفعم بالطاقة يتم تقديمه بشكل يناسب البث التلفزيوني، مع التأكيد على الوحدة والانسجام داخل الحزب، وفقاً لما نشره موقع أكسيوس الأميركي.
ومن المتوقع أن تكون مرشحة الحزب للرئاسة كامالا هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، المتحدثين الرئيسيين في الليلتين الأخيرتين من المؤتمر، حسب التقاليد.
وستقبل هاريس ترشيح الحزب الديمقراطي في احتفال رسمي في اليوم الختامي للمؤتمر، وتتحدث عن رؤيتها والقضايا الرئيسية الخاصة بحملتها وعن اختبارها لنائبها والز، الذي من المقرر أن يتحدث في اليوم الثالث للمؤتمر.
وقال موقع اللجنة الوطنية الديمقراطية: "سيجتمع الديمقراطيون للبناء على تقدمنا، وتوضيح ما هو على المحك في هذه الانتخابات، والتوحد حول قيمنا المشتركة للديمقراطية والحرية".
وتم تنظيم المؤتمر على جدول زمني مضغوط بشكل غير معتاد، وذلك بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق في أواخر يوليو، وصعود نائبة الرئيس كامالا هاريس السريع للترشح.
متى وأين ينعقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي؟
سينعقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي حتى يوم الخميس في شيكاغو، وسيتم بث الحدث مباشرة على موقع المؤتمر، ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى توفره عبر تطبيقات الأجهزة التلفزيونية، ومقدمي خدمات البث.
ووقع اختيار الديمقراطيين على شيكاغو، التي تمتلك تاريخاً طويلاً مع مؤتمرات ترشيح الحزبين الرئيسيين للرئاسة، بسبب موقعها في الغرب الأوسط، القريب من ولايتي "الجدار الأزرق" ويسكونسن، وميشيجان.
واستضافت شيكاغو 14 مؤتمراً جمهورياً، و11 مؤتمراً ديمقراطياً على مر العقود، وشهد عام 1968 أسوأ مؤتمر للديمقراطيين، في مدينة شيكاغو، حيث اندلعت تظاهرات منددة بحرب فيتنام، واستخدمت الشرطة القوة المفرطة في التعامل معهم، وألقت القبض على الكثيرين.
وفي المؤتمر الديمقراطي 2024، تعهدت بعض المجموعات بتنظيم تظاهرات خلال المؤتمر، لا سيما المؤيدة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة والدعم الأميركي لها، مما قد يضيف بعداً جديداً للمؤتمر ويعيد للأذهان أحداثاً مشابهة حدثت في المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو عام 1968.
وستُعقد البرامج الرئيسية في أوقات الذروة في "مركز يونايتد"، الذي استضاف مؤتمر الحزب الديمقراطي لعام 1996، أما الأعمال الحزبية خلال النهار فستجري في "مركز المؤتمرات ماكورميك بليس"، الذي سيكون أيضاً المقر الرئيسي لموظفي الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام.
ماذا يعني ترشح هاريس ووالز؟
أصبحت كامالا هاريس المرشحة للرئاسة خلال تصويت افتراضي في أوائل أغسطس بعد أن اجتمع حزبها حولها فوراً، عقب انسحاب بايدن وإعلانها عن ترشحها.
وقام رئيس المؤتمر، مينون مور، بتأكيد ترشيح هاريس ووالز في 7 أغسطس، بعد أن أعلنت هاريس اختيار والز كمرشح لمنصب نائب الرئيس بعد عملية فحص سريعة، في حين أن المندوبين سيجرون تصويتاً شكلياً في المؤتمر، فيما سيركز الحدث بشكل كبير على الترويج لهاريس كمرشحة.
وكان من المرجح سابقاً أن يمضي المندوبون في تصويت افتراضي لترشيح بايدن مبكراً، وهو ما كان مثيراً للجدل، خاصة بعد مناظرته مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب، بهدف استخدام الحدث الفعلي للحديث عنه كمرشح.
من سيحضر؟
من المتوقع أن يحضر المؤتمر 50 ألف زائر إجمالاً، وفقاً لموقع المؤتمر، من بينهم خمسة آلاف مندوب، وبدلاء للمندوبين، و15 ألف عضو من وسائل الإعلام.
كما من المتوقع أن يلقي الرئيس بايدن كلمة في الليلة الافتتاحية للمؤتمر، وبعد ذلك سيقوم بشكل كبير بتسليم باقي فعاليات المؤتمر إلى خلفائه، باعتباره رئيساً يعتزم التقاعد من منصبه.
وقبل أقل من شهر، كان بايدن لا يزال المرشح الديمقراطي المفترض للرئاسة، ولذلك كان من المتوقع أن يلقي الكلمة الرئيسية.
ومن بين المتحدثين الديمقراطيين البارزين الذين سيظهرون في أوقات الذروة: الرئيسان السابقان باراك أوباما، وبيل كلينتون، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
احتجاجات دعم فلسطين
وعلى بعد 15 ميلاً من مركز يونايتد سنتر، حيث سيعقد المؤتمر الديمقراطي، تقع منطقة "فلسطين الصغرى" أكبر التجمعات الفلسطينية الأميركية. ويعتزم العديد من سكان تلك المنطقة والعرب والمسلمين والديمقراطيين من فئات مختلفة من الولايات المجاورة، الاحتجاج بأعداد كبيرة خارج المؤتمر الوطني الديمقراطي.
وينظم "التحالف من أجل المسيرة إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي"، وهو ائتلاف يضم أكثر من 200 مجموعة مناصرة ومنظمة مجتمعية، تظاهرتين من أجل فلسطين، واحدة في اليوم الأول للمؤتمر، والثانية في اليوم الأخير، ولكن الأمر لن يقتصر على التظاهرات فقط، بحسب الرئيس المشارك لفرع حركة "التخلي عن بايدن" في ولاية ميشيجان، خالد توراني.