قال مسؤلان إسرائيليان إن طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس تسهيل زيارته إلى قطاع غزة في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "للموافقة عليه من عدمه"، حسبما نقلت صحيفة "والا" الإخبارية.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن عباس يتوقع رفض الطلب، قائلة إنه يعتزم استخدام الرفض من أجل انتقاد إسرائيل بشكل أكبر.
وأعلن الرئيس الفلسطيني أمام البرلمان التركي، الخميس الماضي، أنه قرر زيارة غزة والقدس للاحتجاج على الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، قبل أن تذكر وكالة الأنباء الوطنية الفلسطينية، الأحد، أنه أبلغ إسرائيل بخطوته ضمن تحركات واتصالات من السلطة الفلسطينية على مستوى العالم بهدف "ضمان نجاح هذه الخطوة، وتوفير الدعم، والمشاركة لمن أمكن".
ولفتت الوكالة إلى أن "الزيارة تأتي للتأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية".
وأوضحت أن السلطة الفلسطينية تواصلت مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والإفريقي، وغيرها من الدول والقوى الهامة في العالم، بشأن الزيارة.
وفي كلمة استغرقت نحو 45 دقيقة أمام البرلمان التركي خلال جلسة استثنائية، دعا عباس قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لمشاركته في قرار زيارة غزة، وتأمين الوصول إلى القطاع.
واتهم عباس الولايات المتحدة بإطالة أمد الكارثة بدعمها إسرائيل واستخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرارات مجلس الأمن الدولي، داعياً العالم إلى معاقبة إسرائيل بالقانون على جرائم الحرب التي ترتكبها وانتهاكاتها للقانون الدولي، وأشار إلى أنه لا يرى نهاية للصراع ما لم تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جهود المصالحة الفلسطينية
ويشكل فشل الفصائل الفلسطينية في الوصول إلى توافق وطني في هذه المرحلة مبعث إحباط للفلسطينيين الذين يتطلعون إلى تحرك عاجل لمواجهة التحديات الكبيرة القادمة ومنها إعادة اعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وتوفير احتياجات سكان القطاع من غذاء ودواء وماء وكهرباء، وتوفير الرعاية لأكثر من 20 ألف طفل فقد عائلته في هذه الحرب، وإعادة بناء المدارس والجامعات وغيرها.
وكانت الصين دعت وفدين من "فتح" و"حماس" إلى لقاء في نهاية أبريل، أعقبه توجيه دعوة لجميع الفصائل للدخول في حوار وطني شامل في الرابع والعشرين من يونيو الماضي.
وجاءت هذه الدعوات بعد لقاءات مماثلة عقدت في العاصمة الروسية موسكو، ولم تثمر عن حدوث اختراق ينهي الانقسام الفلسطيني.
وقال مسؤولون في "حماس" و"فتح"، لـ"الشرق"، إن الخلافات الجوهرية بين الحركتين تتتعلق بالشراكة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة وفاق وطني تدير الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة "حماس" بالاعتراف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين قبل الدخول إلى المنظمة.
وقال مسؤولون في "فتح" إن الرئيس الفلسطيني يخشى من تعرض منظمة التحرير الفلسطينية لحملة مقاطعة دولية في حال دخول حركة "حماس" إليها دون الاعتراف بالقرارات الدولية.
أما حركة "حماس" فترى أن الاعتراف بهذه القرارات ينطوي على اعتراف بدولة إسرائيل، وهو ما ترفضه الحركة قبل اعتراف الأخيرة بدولة فلسطينية على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والاعتراف بحقوق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم.
وتطالب "حماس" بتشكيل حكومة وفاق وطني ذات مرجعية فصائلية، وهو ما ترفضه "فتح" التي تقول بأن منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة للحكومات الفلسطينية.