نتنياهو بوجهين.. نعامة أمام واشنطن وأسد مع فريق التفاوض الإسرائيلي

رئيس الوزراء أبلغ بلينكن انفتاحه على اتفاق بينما يرفض إعطاء مساحة تفاوض كافية لفريقه

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى في القدس المحتلة. 18 فبراير 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى في القدس المحتلة. 18 فبراير 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، بأنه ملتزم بالتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إنه يرفض إعطاء مفاوضيه مساحة كافية للتوصل إلى اتفاق، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.

وأبلغ فريق التفاوض الإسرائيلي، والذي يضم مدير الموساد ديفيد بارنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان ألون، مسؤول ملف المحتجزين، نتنياهو، الأحد، بأنه إذا منحهم مزيداً من الحرية في المفاوضات، فقد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق، لكن رئيس الوزراء رفض التنازل ووبخهم على "استسلامهم للضغوط"، وفقاً لما قاله مسؤولان إسرائيليان كبيران لموقع "أكسيوس" الأميركي.

وأكد المفاوضون لنتنياهو خلال إحاطة، الأحد، أنهم تفاوضوا لأشهر، وأن إبرام اتفاق بناءً على مواقفه الحالية "غير ممكن". ومع ذلك، يواصل رئيس الوزراء التأكيد على أنه إذا تمسكت إسرائيل بمواقفها، فإن حماس ستستسلم في نهاية المطاف.

ورفضت حركة "حماس" أحدث اقتراح أميركي، الأحد، وألقت باللوم على مواقف نتنياهو المتشددة. وجاء ذلك بعد أن أفاد البيت الأبيض بتحقيق تقدم كبير خلال المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس الأميركي جو بايدن أراد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.

"مناورة سياسية"

وخلال زيارته لإسرائيل، الاثنين، قال بلينكن إن نتنياهو وافق على الاقتراح الأميركي لـ"سد الفجوات"، مضيفاً أن "حماس" يجب أن تحذو حذوه الآن. وأثارت هذه التصريحات حيرة بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا لموقع "أكسيوس" إن مواقف رئيس الوزراء المتشددة تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة.

وأكد مسؤولون إسرائيليون كبار أن نتنياهو أيّد الاقتراح الأميركي، الذي شمل عدة مطالب محدثة له، وهو يعلم أن حماس سترفضه.

وصرحت المصادر أن تصريحات نتنياهو العلنية بأن المفاوضين الإسرائيليين كانوا "متفائلين بحذر" بشأن إبرام اتفاق "كانت مجرد مناورة سياسية".

"لا يوجد تقدم"

وأوضحت المصادر أن أي فجوات تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس.

ورغم التفاؤل من واشنطن، فإن الوسطاء المصريين والقطريين الذين كانوا يقدمون تحديثات لـ"حماس" لم يعتقدوا أن هناك تقدماً حقيقياً، وفقاً لما قاله أحد المسؤولين الإسرائيليين لموقع "أكسيوس".

وأطلع المفاوضون الإسرائيليون نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع على أن "حماس" سترفض الاتفاق وستدعي أنه يمثل مواقف إسرائيل بدلاً من الولايات المتحدة. ويوم الأحد، قالت حماس بالضبط ما توقعه الإسرائيليون.

وبحسب أكسيوس، هناك عقبتان رئيسيتان في المفاوضات تتمثلان في المطالب الجديدة التي قدمها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، وهي أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، وأن يتم إنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال. وقد رفضت حماس كلا المطلبين.

وخلص وزير الدفاع يوآف جالانت ورؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن بإمكانهم التخفيف من خطر سحب القوات من محور فيلادلفيا، وأن إنشاء آلية مراقبة كهذه سيستغرق شهوراً.

رفض مصري

والأكثر من ذلك، قال جالانت والمفاوضون لنتنياهو في اجتماع الأحد إن تأجيل أي اتفاق حتى يتم تلبية هذه المطالب يمكن أن يعرض للخطر ما يقرب من 115 محتجزاً لا يزالون في الأسر ويزيد من خطر نشوب حرب إقليمية، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون.

والتقى مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون في القاهرة يومي الأحد والاثنين لمناقشة مسألة محور فيلادلفيا. وبناء على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة تظهر أن إسرائيل تخفض بعض قواتها لكنها لا تزال تنشرها على طول المحور، بحسب المسؤولين الإسرائيليين. ورفض المصريون تلك الخطة.

وقال أحد المسؤولين لأكسيوس: "كانت المحادثات في القاهرة غير مجدية. نحن بالتأكيد عالقون".

وناقش بلينكن ونتنياهو حرب غزة لمدة 3 ساعات، الاثنين، حيث أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تتوقع تقدماً نحو التوصل إلى اتفاق، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع.

وأضاف المصدر: بلينكن شعر أن نتنياهو "بناء" ويريد حقاً المضي قدماً في اتفاق جزئياً، لأنه قلق بشأن خطر التصعيد الإقليمي بدون اتفاق.

وذكر نتنياهو، في بيان، أنه أبلغ بلينكن التزامه بالاقتراح الأميركي الحالي، الذي أكد أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية.

وأخبر نتنياهو بلينكن أنه يعتزم إرسال رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قمة القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفقاً لما قاله أحد مساعدي نتنياهو لـ"أكسيوس".

وقال مسؤول إسرائيلي: "ما يهم ليس ما إذا كان نتنياهو سيرسل المفاوضين، ولكن إذا كان يمنحهم تفويضاً واسعاً بما يكفي للتوصل إلى اتفاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك