يأتي القرار المرتقب للمرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الأميركية روبرت كينيدي جونيور بالانسحاب من السباق الرئاسي الجمعة، في وقت تتراجع فيه أرقامه في استطلاعات الرأي إلى مستوى مرشح حزب ثالث عادي، وذلك بعد أن أظهرت الاستطلاعات في البداية تأييداً قوياً له بشكل ملحوظ، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير، الخميس، إلى أنه على رغم صعوبة التنبؤ بالتأثير الذي ربما يخلفه قراره المتوقع على الانتخابات، فإن إعلانه تأييد المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب "من غير المرجح أن يغير من طبيعة السباق، حتى لو لاقى استحسان أنصار المرشح المستقل".
وعزت الصحيفة ذلك جزئياً إلى صعوبة معرفة عدد أنصار كينيدي، الذين سيصوتون في نوفمبر المقبل، مشيرة إلى أنهم أقل احتمالاً من غيرهم لأن يكونوا قد شاركوا في انتخابات 2020، كما أنه من المحتمل أيضاً ألا يصوتوا في انتخابات نوفمبر المقبل.
وأظهرت استطلاعات رأي أخيرة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز/كلية سيينا"، أن أنصار كينيدي أكثر ميلاً لدعم ترمب، لكن هناك استطلاعات رأي أخرى أُجريت مؤخراً وجدت أنه يسحب الدعم من نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو ما قالت الصحيفة إنه يعكس مدى سرعة تغير الرأي العام في الولايات المتحدة على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما تُظهِر استطلاعات الرأي نتائج مختلفة على أسئلة مماثلة، فإن هذا غالباً ما يكون مؤشراً على أن الآراء التي يتم قياسها ليست راسخة.
وأكدت أقلية فقط من مؤيدي كينيدي في استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها "نيويورك تايمز/كلية سيينا" أنها ستصوت لصالحه بالتأكيد، وهو مؤشر على أن مؤيديه "ربما لم يتخذوا قرارهم بعد".
وكانت بعض استطلاعات الرأي المبكرة وجدت أن معدل تأييد كينيدي تجاوز الـ 20% بعد أن أعلن نيته الترشح كمرشح مستقل في أكتوبر 2023، لكنه الآن يحصل على أقل من 5% على الصعيد الوطني، وفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي التي أجرتها "نيويورك تايمز".
تراجع بعد دعم أولي
ولفتت الصحيفة إلى أن مستوى الدعم الأولي، غير المسبوق في العصر الحديث بالنسبة إلى مرشح حزب ثالث، والذي حصل عليه كينيدي كان إلى حد كبير نتيجة لشعور الناخبين باستياء شديد لاضطرارهم للاختيار بين بايدن وترمب.
وأضافت أن معدلات تأييده بدأت في التراجع قبل وقت طويل من دخول هاريس السباق، والذي أدى بدوره إلى انخفاضها بشكل أكبر، وهناك متسع من الوقت لمواصلة تراجع أرقامه قبل يوم الانتخابات.
وذكرت الصحيفة أن مستوى الدعم الحالي لكينيدي في استطلاعات الرأي، يعد أقل من المستوى الذي حظي به المرشح الليبرالي جاري جونسون في هذا الوقت من عام 2016، كما أنه أقرب إلى مستوى دعم جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر، في ذلك العام، إذ حصل جونسون على ما يزيد قليلاً عن 3% من الأصوات، فيما حصلت ستاين على نحو 1%.
ووجدت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها "نيويورك تايمز/كلية سيينا" في سبع ولايات متأرجحة رئيسية، أنه إذا تحرك جميع أنصار كينيدي، الذين عرفوا أنفسهم على أنهم جمهوريين، لدعم ترمب، فإن الأخير سيحقق زيادة بمعدل نقطة مئوية واحدة في المتوسط، فيما احتفظت هاريس بتقدم ضئيل يبلغ نقطتين مئويتين في تلك الاستطلاعات، سواءً بوجود كينيدي أو بدونه.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من إمكانية تحديد نتائج بعض هذه الولايات من خلال بضعة آلاف من الأصوات فقط، كما كان الحال في انتخابات عام 2020، فإنه بالنظر إلى تراجع معدلات تأييد كينيدي بالفعل، واحتمالية مشاركة عدد أقل من أنصاره في الانتخابات، فإن قراره المتوقع بالانسحاب ربما لا يُحدث "تغييراً كبيراً" في السباق.