أعلن المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الأميركية روبرت كينيدي جونيور، الجمعة، تعليق حملته، وعزمه تأييد الرئيس السابق دونالد ترمب، فيما نشرت شقيقته بياناً صادر عن عائلته لرفض قراره بدعم المرشح الجمهوري، ووصف الخطوة بـ"خيانة لقيم والدهم".
وقال البيان: "نريد أميركا مليئة بالأمل ومرتبطة برؤية مشتركة لمستقبل أكثر إشراقاً.. مستقبل تحدده الحرية الفردية والوعد الاقتصادي والفخر الوطني.. نحن نؤمن بهاريس ووالز (المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ونائبها تيم والز).. إن قرار شقيقنا بدعم ترمب هو خيانة للقيم التي يعتز بها والدنا وعائلتنا أكثر من أي شيء آخر.. إنها نهاية حزينة لقصة حزينة".
وفي مؤتمر صحافي، الجمعة، أعلن كينيدي دعمه ترمب في انتخابات الرئاسة المقبلة، ووجه خلاله سيلاً من الانتقادات الصريحة والضمنية للحزب الديمقراطي، إذ اعتبر أن مؤتمر الحزب في كل تفاصيله عمل لزيادة الزخم حول كامالا هاريس كمرشحة للرئاسة، دون أن يقدم خطة عمل سياسية، واصفاً المشهد في شيكاجو بأنه أشبه بـ"السيرك".
وقال كينيدي إن متحدثاً ديمقراطياً واحداً ذكر في اليوم الأول ترمب 147 مرة، مضيفاً:"من يحتاج إلى سماع هذه الموضوعات؟ بينما نجد أن الحديث عن بايدن كان لمرتين خلال 4 أيام"، مفضلاً أن تركز المرشحة الديمقراطية خلال المقابلات على السياسات دون التطرق إلى الأشخاص.
وذكر كينيدي أن ترمب الوحيد الذي يجري مقابلات بشكل يومي، "بينما نجد أن الحزب الديمقراطي اختار مرشحاً لم يقم بإجراء أي مقابلة"، موضحاً أن ذلك حدث بعد أن تخلوا عن الديمقراطية (في إشارة للضغط على المرشح السابق بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي).
واتهم كينيدي وسائل الإعلام الأميركية التي تنحاز للحزب الديمقراطي بذكر معلومات مغلوطة عن المرشحين لإبعادهم عن المشهد الأميركي، معتبراً أن هذه هي سياساتهم، مطالباً الوسائل الإعلامية بألا يكونوا مجرد بوق لما يريده السياسيون.
وزعم كينيدي أن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه في البيت الأبيض ومكتب التحقيق الفيدرالي حاولوا تشويه صورته على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مدعياً أن ذلك "هو هجوم على الديمقراطية".
الديمقراطية الأميركية.. "أضحوكة"
وأبان كينيدي أن صورة الديمقراطية الأميركية أصبحت "أضحوكة" أمام العالم، وأنه واثق من الفوز حال ترشحه في نظام صريح وشفاف، وقال: "أفوز في الانتخابات، مثل الانتخابات التي ترشح لها والدي وعمي، التي تعتمد على مناظرات منصفة عادلة ومنظمة وتتم تغطيتها من قبل وسائل إعلام تراعي المبادئ الديمقراطية، عندها تكون النتائج مختلفة".
وأضاف: "أما النظام الذي يقوم فيه المترشحون بالتناطح فالمهمة ستكون مختلفة، علينا أن نعترف أن ديمقراطيتنا في الولايات المتحدة أمامها الكثير من التعديل في الدستور، وأيضا لا يزال الحزب الديمقراطي بحاجة إلى الكثير من الجهود؛ لأنه يفتقد إلى الثقة بين أعضائه".
وتطرق كينيدي إلى الحالة التي باتت عليها المناظرات بين المرشحين، مستشهداً بما حدث في انتخابات 2020، ومذكراً بأن "والده وعمه خاضا هذه الانتخابات وناقشا الأفكار؛ لأنه والده وعمه يعرفان صورة المرشح الأميركي وأن عليه الالتزام بالقيم الديمقراطية، لذلك كانا حريصين عليها، لكون الأميركي نموذج للديمقراطية وللحرية في العالم".
وأشار كينيدي إلى أن ابتعاد المرشح عن المناظرات الرئاسية، سيصيب المتابعين بالذهول، لأن الناخبين لا يمكنهم التصويت لمرشح لا يعرفونه.
واعتبر أن المتبرعين ضحوا بمدخراتهم و مصروفهم الخاص من أجل تقديم الدعم اللازم لحملته قائلاً: "المتبرعون وضعوني في منصب مرموق ولن أنسى ما فعلتموه لحملتي ولكافة التضحيات التي قدمتموها، إذ كان الدافع الحقيقي وراءها أنكم تحبون بلدكم".
وأضاف: "اليوم أنا هنا لأقول لكم لن أسمح لجهودكم ( المتبرعون) أن تذهب سدى، لأن الأفكار التي تشاركونها بخصوص الازدهار والديمقراطية والصحة التي عززتها حملتي يجب أن يتم العمل عليها".
انسحاب كينيدي "لن يحدث تغييراً كبيراً"
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير، الخميس، إنه على الرغم من صعوبة التنبؤ بالتأثير الذي ربما يخلفه قرار انسحاب كينيدي على الانتخابات، فإن إعلانه تأييد المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب "من غير المرجح أن يغير من طبيعة السباق، حتى لو لاقى استحسان أنصار المرشح المستقل".
وعزت الصحيفة ذلك جزئياً إلى صعوبة معرفة عدد أنصار كينيدي، الذين سيصوتون في نوفمبر المقبل.
وأظهرت استطلاعات رأي أخيرة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز/كلية سيينا"، أن أنصار كينيدي أكثر ميلاً لدعم ترمب، لكن هناك استطلاعات رأي أخرى أُجريت مؤخراً وجدت أنه يسحب الدعم من نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو ما قالت الصحيفة إنه يعكس مدى سرعة تغير الرأي العام في الولايات المتحدة على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وكانت بعض استطلاعات الرأي المبكرة وجدت أن معدل تأييد كينيدي تجاوز الـ 20% بعد أن أعلن نيته الترشح كمرشح مستقل في أكتوبر 2023، لكنه الآن يحصل على أقل من 5% على الصعيد الوطني، وفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي التي أجرتها "نيويورك تايمز".