توابع حادث الطعن في ألمانيا.. قيود على الأسلحة وتكثيف ترحيل المهاجرين

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز ومسؤولون محليون يقدمون تعازيهم في الموقع الذي لقي فيه ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب العديد في هجوم طعن في مهرجان في زولينجن بألمانيا. 26 أغسطس 2024 - Reuters
المستشار الألماني أولاف شولتز ومسؤولون محليون يقدمون تعازيهم في الموقع الذي لقي فيه ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب العديد في هجوم طعن في مهرجان في زولينجن بألمانيا. 26 أغسطس 2024 - Reuters
دبي/ برلين -الشرقرويترز

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز، الاثنين، بتشديد قوانين حيازة الأسلحة والسكاكين وتكثيف عمليات الترحيل وتقليص الهجرة غير النظامية خلال زيارة إلى مدينة زولينجن، والتي شهدت مصرع 3 ضحايا في حادث طعن مطلع الأسبوع الماضي.

وقال شولتز للصحافيين بعد وضع زهرة في موقع الهجوم تخليداً لذكرى الضحايا: "كان هذا إرهاباً، إرهاباً ضدنا جميعاً"، وفق تعبيره، مضيفاً أنه سيعمل على تشديد قواعد حيازة الأسلحة، وخاصة فيما يتعلق باستخدام السكاكين"، مشدداً: "أنا متأكد من أن هذا سيحدث بسرعة كبيرة".

وأضاف: "هذا شيء لن نقبله أبداً، نشعر بعمق بأن هذه جريمة فظيعة". وقال خلال زيارة لمسرح الجريمة: "هذا يؤثر علينا جميعاً، ولن ينسى أحد منا ذلك، لن ننسى ذلك".

وشدد المستشار الألماني على ضرورة تسريع عمليات الترحيل "إذا لزم الأمر مع اللوائح القانونية". وقال شولتز: "سيكون من المنطقي بالتأكيد إنشاء فريق عمل يدرس هذا الأمر عن كثب".

وأدى الهجوم، الذي يعتقد المحققون أن منفذه عضو مشتبه به في تنظيم "داعش" من سوريا، إلى تأجيج التوترات السياسية بشأن قواعد اللجوء والترحيل فضلاً عن الجرائم العنيفة قبل انتخابات الولايات الثلاث الشهر المقبل.

وقال شولتز: "سيتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان إعادة وترحيل أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يُسمح لهم بالبقاء في ألمانيا".

وفي وقت سابق، دعت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر، إلى "الحفاظ على وحدة البلاد" مندّدة بـ"من يريدون تأجيج الكراهية"، ومشدّدة على وجوب تجنب أي انقسام.

ووفقًا لوكالتي أخبار "بيلد" و"شبيجل"، وصل المشتبه به إلى ألميسمبر 2022، وكان يستفيد من وضع حماية، والذي يُمنح غالباً لأولئك الذين يفرون من البلدان التي مزقتها الحروب.

ووفقاً لوسائل إعلام ألمانية، كانت السلطات تخطط لترحيل المشتبه به في هجوم السكين، الجمعة، وهو شاب سوري يبلغ من العمر 26 عاماً، إلى بلغاريا العام الماضي.

ومع ذلك، لم تنجح عملية الترحيل، لأن الشاب لم يكن في سكن اللاجئين عندما حاولت السلطات تنفيذ الإجراء، حسبما ذكرت التقارير.

واتهم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف المناهض للهجرة، والذي يتطلع إلى تحقيق مكاسب كبيرة في استطلاعات الرأي في الولاية بعد الانتصارات الانتخابية الأخيرة، الحكومات المتعاقبة، بالتسبب في "الفوضى" بالسماح بدخول عدد كبير جداً من المهاجرين.

وتشير بعض استطلاعات الرأي، إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" قد يتفوق على الأحزاب التي تشكل ائتلاف المستشار شولتز من يسار الوسط في شرق البلاد.

مناقشة مريرة بشأن الهجرة

وأعاد الهجوم، إشعال الجدل بشأن الهجرة في أكبر دولة من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات الإقليمية في نهاية الأسبوع المقبل في ساكسونيا وتورينجيا، وهما ولايتان في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة.

وقال نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، الأحد، إن المشتبه به لم يكن معروفاً لأجهزة الأمن كمتطرف يُعتبر خطيراً.

وكتب بيورن هوكه، المرشح الرئيسي لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في تورينجن، على منصة "إكس": "أيها الألمان، أهل تورينجن، هل تريدون حقاً أن تعتادوا على هذه الظروف؟ حرروا أنفسكم؛ ضعوا حداً أخيراً للمسار الخاطئ المتمثل في التعددية الثقافية القسرية!". وتتوجه تورينجن إلى صناديق الاقتراع في الأول من سبتمبر، كما هو الشأن لولاية ساكسونيا.

وتعرضت البلاد لعدة هجمات مماثلة في السنوات الأخيرة، وكان أعنفها هجوم شاحنة في سوق عيد الميلاد في برلين في عام 2016، ولقي 12 شخصا حتفهم.

في أعقاب الهجوم، حث فريدريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ المعارض الرئيسي، الحكومة على التوقف عن استقبال اللاجئين من سوريا وأفغانستان.

وكانت حكومة شولتز بالفعل تحت ضغط لاستئناف عمليات الترحيل، بعد توقف دام عدة سنوات.

ودعا أعضاء الائتلاف الحاكم بزعامة شولتز، إلى قواعد ترحيل أكثر صرامة بعد أن طعن أفغاني يبلغ من العمر 25 عاماً، شرطياً حتى الموت في مانهايم في مايو الماضي، في هجوم استهدف تجمعاً معادي للإسلام.

واستقبلت ألمانيا، أكثر من مليون طالب لجوء في عامي 2015 و2016 في ذروة أزمة المهاجرين في أوروبا.

تصنيفات

قصص قد تهمك