خنادق نتساريم.. نتنياهو يرسل فريق التفاوض للقاهرة بمقترح "مرفوض"

time reading iconدقائق القراءة - 6
نازحون فلسطينيون يفرون من مدينة غزة عبر ممر نتساريم إلى شارع صلاح الدين في وسط غزة. 10 يوليو 2024 - Bloomberg
نازحون فلسطينيون يفرون من مدينة غزة عبر ممر نتساريم إلى شارع صلاح الدين في وسط غزة. 10 يوليو 2024 - Bloomberg
القدس-الشرق

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أرسل فريق التفاوض إلى العاصمة المصرية القاهرة مع مقترحه بشأن محور نتساريم الذي يقسّم قطاع غزة إلى جزأين، رغم رفضه قبل أشهر من الوسطاء، وحتى من قِبَل فريقه الإسرائيلي.

ويقضي مقترح نتنياهو بحفر خنادق على طول محور نتساريم يمنع مرور المركبات، بالإضافة إلى توجيه التي ترغب في العبور شرقاً نحو شريط أمني إسرائيلي عازل، حيث تخضع للتفتيش قبل دخولها إلى الشمال.

وأخبر فريق التفاوض نتنياهو رفضه القاطع لهذا الاقتراح، لكن رئيس الحكومة أصر على تمريره إلى الوسطاء الذين رفضوه كما كان متوقعاً، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وقال مصدر مطلع على الأمر: "بمجرد حل بند معين، سيجلب نتنياهو عقبة أخرى، وبمجرد حلها، ستظهر غيرها من العدم".

وقبل بضعة أشهر، وفي إحدى الاجتماعات العديدة التي عقدها فريق التفاوض الإسرائيلي، جرت محاولة لإيجاد حل بشأن الطريق الذي شقّته إسرائيل من الشرق إلى الغرب على طول محور نتساريم.

وكان الأمر يتعلق بكيفية التوفيق بين مطلب حركة "حماس" الصارم بانسحاب إسرائيلي من المحور، أو على الأقل من جزء منه، وبين المطلب الذي كان الجيش الإسرائيلي شريكاً فيه آنذاك، وهو مواصلة السيطرة على الطريق للتحقق من العائدين إلى مدينة غزة.

ما الذي وافق عليه نتنياهو؟

بعد أن أصر على استحالة الانسحاب من المحور، غيّر الجيش الإسرائيلي رأيه في نهاية مارس الماضي، وقرر منْح أولوية أكبر لموضوع المحتجزين في قطاع غزة قبل موضوع السلاح الذي تزعم إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية قد تنقله إلى شمالي القطاع، وبناء على ذلك دعم الجيش الانسحاب من محور نتساريم.

وبعد ضغوط شديدة، وافق نتنياهو قبل صياغة مقترح الصفقة الحاسمة الذي تم تقديمه في 27 مايو الماضي، على أن تتخلى إسرائيل عن مطلبها بإنشاء آليات تفتيش أو إبقاء قوات في المحور وحفر خنادق وقنوات في محيطه، وهو ما كان واضحاً أنه لا يوجد احتمال أن تقبله "حماس"، والاكتفاء بتصريح أن من يعبرون سيكونون غير مسلحين.

وبعد أن قبلت "حماس" بالفعل معظم ما ورد في مقترح 27 مايو، أمر نتنياهو ممثليه بالإعلان أن كيفية التأكد من عدم عبور مسلحين "سيتم تحديدها بالاتفاق بين الجانبين"، ما فتح القضية مجدداً.

وإذا لم يكن ذلك قد عرقل المفاوضات بما يكفي، فإن مصادر رفيعة بالمؤسسة الأمنية على اطلاع كبير على قضايا المفاوضات، قالت إن مكتب نتنياهو قرر إضافة مسألة حفر الخنادق عبر محور نتساريم وعمليات التفتيش فيه، الأمر الذي قد يستغرق عدة شهور من المفاوضات غير المجدية، وفق "يديعوت أحرونوت".

ماذا يريد يحيى السنوار؟

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات: "لا أعرف ما الذي سيفعله (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، إذ يعتقد بعض الوزراء أنه يريد فقط حرباً إقليمية، وأن الصفقة لن تناسبه..  أنا لست متأكداً من أنه كان متفائلاً عندما تم إبرام الصفقة الأولى في نوفمبر 2023، عندما كان يعتقد أن إسرائيل لن تعود إلى القتال، كما أصيب بالإحباط عندما سمع أن إسرائيل عادت للقتال".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "كان واضحاً أن وقف إطلاق النار الدائم كان أولوية السنوار الأولى في ذلك الوقت. وأعتقد أنها كذلك الآن أيضاً".

وتابع: "نحن، إسرائيل، لم نختبر ذلك عندما أحدثنا المواقف، وعندما صنع نتنياهو مواقف، والتي شكّلت بوضوح الطريقة الأضمن لعدم التوصّل إلى صفقة، ليس الآن ولا لاحقاً.. وفي عالم آخر، كنت لأعتقد أنه من الجيد والفعّال الاستمرار في استنزاف حماس، لكن في هذا العالم هناك العشرات من المحتجزين (في قطاع غزة) وأعتقد أنه يجب أن تكون لهم الأولوية".

ووصف مصدر رفيع في إحدى الدول التي تم التوسط فيها ما كان يحدث في القاهرة بأنه "روح مصطنعة"، على الرغم من أن هذا قد يكون تعريفاً غير عادل لما حققه اجتماع القاهرة، وهو استمرار زخم المفاوضات، حسبما نقلت عنه الصحيفة الإسرائيلية.

ولفتت إلى أنه "من الأفضل الجلوس والتحدث بدلاً من عدم فعل هذا، إذ يمكن للمحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حل الخلافات التكتيكية في وقت قصير نسبياً، ومناقشة النقاط التي لا يمكن إبرام صفقة بدونها، مثل هوية الأسرى المفرج عنهم، وما إذا كان سيتم نفيهم وإلى أين".

تصنيفات

قصص قد تهمك