استفاقت الضفة الغربية المحتلة، فجر الأربعاء، على هجوم إسرائيلي واسع النطاق لم تشهده منذ اجتياح 2002، خلّف 10 ضحايا وعشرات المصابين والمعتقلين، وسط دعوات من وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لإخلاء قسري في الضفة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة.
وقال كاتس في تصريحات على منصة "إكس"، إنه "يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء، ويجب أن ننتصر". وزعم أن "إيران تعمل على إنشاء جبهة في الضفة الغربية ضد إسرائيل، على غرار غزة ولبنان، من خلال التمويل والتسليح.. وتهريب أسلحة متطورة من الأردن".
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أنه تم إمهال أهالي مخيم نور شمس في الشمال الغربي من الضفة الغربية، 4 ساعات لإخلائه، والتوجه إلى ما سمته إسرائيل "نقطة آمنة"، لافتاً إلى أنه تم إقامة نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم قبل المغادرة.
وذكرت الوكالة، أن الجرافات الإسرائيلية قامت بتجريف البنية التحتية لمخيمات الفارعة ونور شمس وجنين وتدميرها، وتخريب العديد من شوارع طوباس وطولكرم وجنين، وقطع الكهرباء وخطوط المياه في المخيمات الثلاثة، والمناطق المحيطة.
إسرائيل تدفع بآلاف الجنود
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن العملية الواسعة ضد المخيمات في المحافظات الثلاث، والتي تتم بمشاركة قوة قوامها آلاف الجنود، حيث تشارك فيها 4 كتائب تابعة لحرس الحدود، وقوة مستعربين، و4 كتائب من لواء "كفير"، ووحدة دوفدفان، ولواء من المشاة.
كما شاركت طائرات مروحية مساندة للقوات الإسرائيلية البرية المتوغلة، وطائرات مسيرة تقصف ما تقول عنه إسرائيل إنها "أهداف عسكرية"، إضافة إلى تصويره كل ما يجري على الأرض، وفقاً لـ"وفا".
ويبلغ عدد سكان مخيم نور شمس الذي أُنشئ عام 1950 على بعد حوالي 3 كيلومترات شرق مركز مدينة طولكرم، نحو 8690 نسمة داخل المخيم، وألفي نسمة خارجه، بواقع 1760 عائلة، ويقع على مساحة تبلغ 256 دونما، وفقاً لـ"وفا".
وسُمي المخيم نسبة إلى معتقل نور شمس الذي استخدمه البريطانيون سجناً منذ احتلالهم فلسطين عام 1919، وكانوا يحتجزون فيه المحكوم عليهم بالإعدام أو المؤبد.
وتكثفت مؤخراً دعوات إسرائيلية إلى تهجير الفلسطينيين، وعلى رأسهم وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذان يهددان بشكل شبه يومي بالإبادة في غزة والضفة.
وسبق أن هدد سموتريتش مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، في مايو الماضي، قائلاً: "إن طولكرم ستبدو كما تبدو غزة اليوم".
وجاءت العملية، التي تعد أحد أكبر الهجمات في الضفة الغربية منذ سنوات، في أعقاب سلسلة من المداهمات الأصغر خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ سعت القوات الإسرائيلية إلى مواجهة مجموعات من مقاتلي الجماعات الفلسطينية.
وقالت الأجنحة المسلحة لحركات "حماس" و"الجهاد و"فتح" في بيانات منفصلة، إن مقاتلين تابعين لهم فجروا عبوات ناسفة في مركبات عسكرية إسرائيلية في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة بمدينة طوباس.
وبعد بداية الهجوم سُمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار في مخيم جنين للاجئين، وهي منطقة مكتظة بالسكان ومجاورة للمدينة التي كانت بؤرة للنشاط المسلح لسنوات.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية، إن ما لا يقل عن 10 فلسطينيين لقوا حتفهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية خلال العملية.
وعلى مسافة قصيرة خارج المدينة، كانت الدماء تغطي الأرض بجوار سيارة لحقت بها أضرار وحفرة ناجمة عن ضربة بطائرة مسيرة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "قتل 3".
وذكر وزارة الصحة الفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى الرئيسي في جنين، وقطعت الطرق المؤدية إليه بسواتر ترابية، وهو ما لفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه يهدف إلى منع المقاتلين من العثور على مأوى.
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن عملية الأربعاء جاءت في أعقاب "ارتفاع حاد في النشاط المسلح في الأشهر القليلة الماضية، شمل أكثر من 150 هجوماً تضمنت إطلاق نار من طولكرم وجنين".