"أزمة ثقة" تعرقل محاولة صينية للتواصل مع حملة ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جين بينج يصافح دونالد ترمب عندما كان رئيساً لأميركا، قبل اجتماع ثنائي على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، 29 يونيو 2019 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج يصافح دونالد ترمب عندما كان رئيساً لأميركا، قبل اجتماع ثنائي على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، 29 يونيو 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

فشل مسؤولون صينيون في عقد اجتماعات مع حملة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، ما يسلط الضوء على تنامي "المشاعر المتشددة" في واشنطن تجاه الحكومة الصينية، فضلاً عن شكوك مرتبطة بنوايا بكين، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وقال 8 مسؤولون أميركيون وصينيون مطلعون على الوضع للصحيفة البريطانية إن محاولة بكين بناء علاقات مع فريق ترمب تضمنت الاستعانة بكوي تيانكاي، السفير الصيني في واشنطن خلال رئاسة ترمب، "لكن جهود التواصل لم تنجح بدرجة كبيرة".

ويتمتع كوي بواحدة من أفضل شبكات العلاقات في واشنطن مقارنة بأي مسؤول صيني آخر، إذ أقام خلال ولاية ترمب علاقة مع إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر، الذي كان بمثابة قناة للتواصل مع السفراء.

ويعمل كوي مستشاراً لمعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية، ويقول عنه دينيس وايلدر، الخبير السابق في الشأن الصيني لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وأحد كبار مستشاري الرئيس جورج دبليو بوش في شؤون آسيا داخل البيت الأبيض: "لم يكن (كوي) على المستوى الرسمي كمنظمة لجمع المعلومات الاستخباراتية، ولكنه يُستخدم من قبل الصينيين للوصول إلى زوار دوليين مهمين".

وقال أحد الأشخاص الذين وصفتهم الصحيفة بـ"المطلعين على تفكير كوي"، إنه لا يتفهم أسباب إحجام المسؤولين عن التعامل معه.

وأضاف أن "آخر ما يريده الصينيون هو جعل أي شخص في الولايات المتحدة يشعر بعدم الارتياح، أو أن يقوموا بأي شيء يمكن وصفه أو تأويله بالخطأ على أنه تدخل في الانتخابات".

"نوايا خبيثة"

ولا تقف حدود الإحجام عن التواصل مع كوي أو حتى مسؤولين آخرين فحسب، إذ قال أحد الباحثين الصينيين إنه وأقرانه لديهم "تواصل قليل للغاية" مع فريق ترمب، مضيفاً: "أعتقد أنهم يعتقدون أن الزوار الصينيين لديهم نوايا خبيثة، من قبيل جمع معلومات استخباراتية أو محاولة ممارسة النفوذ".

وقال أحد الأشخاص المطلعين على الموقف لـ"فايننشال تايمز"، إن بعض مستشاري ترمب كانوا قلقين من أن مقابلة المسؤولين الصينيين قد تضر بفرص عملهم في إدارة مستقبلية.

وذكر ستيف ياتيس، رئيس برنامج سياسة الصين في معهد أميركا "فيرست بوليسي"، الذي يرتبط بالعديد من مسؤولي ترمب السابقين، إن هناك "مزايا قليلة للغاية" في مقابلة مسؤولين من الصين.

وأضاف الوكيل السابق لترمب في حملة 2016، ونائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس ديك تشيني، أن آراء ترمب في الصين معروفة، وهناك مخاطرة من "تأويل هذه الاجتماعات بشكل خاطئ".

وتأتي هذه "المبادرات المحبطة" لترمب وسط عداء متصاعد من قبل كلا الحزبين تجاه الصين، وإدراك بكين أنه من غير المرجح أن تصبح السياسة الأميركية أقل تشدداً، بغض النظر عن الفائز بالانتخابات الرئاسية، بحسب الصحيفة.

ويخطط ترمب لفرض رسوم جمركية باهظة على الصادرات الصينية، فيما قالت منافسته من الحزب الديمقراطي كامالا هاريس مؤخراً إن "أميركا، وليس الصين، ستفوز بالمنافسة على القرن الحادي والعشرين".

وتحاول دول أخرى كثيرة أيضاً بناء اتصالات مع مستشاري ترمب لتجنب الخطأ الذي ارتكبوه في عام 2016 عندما فشلوا في إقامة علاقات، لأنهم لم يقدروا حظوظه في الفوز بالانتخابات.

مخاوف وشكوك

ويسعى مستشارو ترمب أيضاً إلى تجنب أي تكرار لسيناريو عام 2016، عندما أدت الاجتماعات مع المسؤولين الروس قبل التنصيب، وبخاصة بين سفير موسكو سيرجي كيسلياك ومايكل فلين، الذي أصبح مستشاراً للأمن القومي، إلى فتح تحقيقات.

وقالت فيكتوريا كوتس، النائبة السابقة لمستشار الأمن القومي لترمب، والتي تعمل الآن في مؤسسة هيرتيج فاونديشن، لـ"فايننشال تايمز" إنه "حتى المقابلات الروتينية بين الفريق الانتقالي لعام 2016 والدبلوماسيين الروس تم استغلالها.. للإيقاع بكبار المسؤولين".

وذكر دينيس وايلدر، الخبير السابق في الشأن الصيني لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن بكين كانت "تبحث بقوة عن فرص للتواصل مع فريق ترمب، ولكنها لم تنجح في ذلك".

وأوضح وايلدر لـ"فايننشال تايمز"، أن "الاعتقاد جزئياً يتمثل في أن الصينيين متورطون ببساطة في جمع معلومات استخباراتية بدلاً من البحث عن نقاشات حقيقية".

كما ذكر أحد المسؤولين السابقين للصحيفة، أن هناك مخاوف بشأن التأثير الذي قد يحدثه ذلك على الحصول على تصاريح أمنية.

ويسعى الدبلوماسيون في واشنطن إلى تطوير اتصالات مع فريق هاريس، بعد أن حلت محل بايدن كمرشحة ديمقراطية، ولكن العديد من الخبراء قالوا إنه لم يتضح بعد من ستستشير في الشأن الآسيوي.

ولكن أحد مساعدي هاريس قال لـ"فايننشال تايمز" إن بكين تعرف موقفها من الصين، مشيراً إلى أن موقفها وموقف بايدن "مستمر في التواصل عبر المشاركات المنتظمة من قبل مسؤولي الإدارة الأميركية".

وأضاف أنه "منذ تولي منصبها، عملت نائبة الرئيس على ضمان فوز الولايات المتحدة في المنافسة مع الصين والدفاع عن قيمنا ومصالحنا، وستواصل ذلك. وقد التقت نائبة الرئيس أيضاً بالرئيس شي جين بينج، وأوضحت موقفنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك