نيفادا ضعيفة التمثيل.. لماذا يتنافس عليها ترمب وهاريس؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
منظر عام لاستاد Allegiant بمدينة باراديس المجاورة للاس فيجاس، نيفادا. 5 فبراير 2023 - Reuters
منظر عام لاستاد Allegiant بمدينة باراديس المجاورة للاس فيجاس، نيفادا. 5 فبراير 2023 - Reuters
واشنطن-رشا جدة

من الجنوب الغربي للولايات المتحدة، ترسل ولاية نيفادا إشارات سياسية تجذب انتباه الحزبين الجمهوري والديمقراطي للتنافس عليها، رغم ضعف تمثيلها في المجمع الانتخابي الذي يبلغ عدد أصواته 538.

وصوتت نيفادا لصالح المرشحين الديمقراطيين للرئاسة في الدورات الانتخابية الـ4 الأخيرة، بعد أن كانت تؤيد الحزب الجمهوري منذ أواخر الستينيات حتى أوائل القرن الحادي والعشرين.

وبأصواتها الانتخابية الـ6 في المجمع الانتخابي، فإن ولاية نيفادا أقل أهمية إلى حد ما من ولاية أريزونا المجاورة. ومع ذلك، فإن 10 من آخر 12 فائزاً بأصوات الولاية وصل إلى البيت الأبيض. 

أهمية نيفادا

فاز الرئيس الأميركي جو بايدن بولاية نيفادا في سباق عام 2020 بفارق أقل من 2.5 نقطة مئوية. وفي عام 2016، فازت المرشحة الرئاسية حينها ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بالولاية بنفس الهامش تقريباً على منافسها الجمهوري دونالد ترمب، وكانت هي الولاية المتأرجحة الوحيدة التي فازت بها كلينتون.

ومع ذلك، يأمل ترمب بالحصول على أصوات الولاية التي يتقدم فيها بهامش ضئيل على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس. 

وقال أستاذ السياسة العامة في مركز الدراسات العليا في جامعة نيويورك براون هيث لـ"الشرق"، إن "ترمب فاز بسهولة في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في الولاية، ويحظى بدعم كبير من حاكم ولاية نيفادا الجمهوري جو لومباردو".

غير أن السبب الآخر الذي قد يعطي أفضلية لترمب على هاريس في تلك الولاية، هو أن المخاوف الاقتصادية للناخبين هناك هي القضية الأهم، خاصة مع معدل بطالة 5.1% في الولاية، وتعهد الرئيس السابق بالتغلب عليها.

وبينما فاز المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون بولاية نيفادا 6 مرات لكل منهم منذ عام 1976، يقاتل كل من ترمب وهاريس التي زارت الولاية 7 مرات خلال العام الجاري من أجل الفوز بها.

في الوقت نفسه، يواجه الديمقراطيون سباقات أخرى محمومة في تلك الولاية التي لا يزال الجمهوريون يحاولون قلب سنوات من فوز الديمقراطيين فيها بالسباقات الفيدرالية.

وتشهد نيفادا أحد أهم سباقات مجلس الشيوخ، على مقعد السيناتور الديمقراطية جاكي روزن، وهو المقعد الذي يشكل أهمية كبيرة للديمقراطيين في محاولتهم للحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة في المجلس، مقابل الجمهوري سام براون وهو نقيب سابق أصيب في أفغانستان.

كازينوهات ونمو سكاني

تعد ولاية نيفادا من بين أسرع الولايات نمواً سكانياً في الولايات المتحدة، حيث لفت براون هيث، إلى أن "التدفق المستمر من الأشخاص الذين ينتقلون إلى نيفادا من ولايات أخرى، يجعل قاعدة الناخبين ديناميكية وغير ثابتة".

ومع وجود قرابة 30.3% من أصل إسباني "اللاتينيين" من سكان الولاية، والذين يميلون في الغالب للتصويت للديمقراطيين، فإن هذه المجموعات ليست متجانسة، ويمكن أن تكون توجهاتهم متغيرة بناءً على القضايا المحلية والوطنية، بحسب ما ذكره هيث.

وبوقوع مدينة لاس فيجاس داخل نيفادا، فإن اقتصاد الولاية يعتمد بشكل كبير على السياحة والكازينوهات، وهو ما يجعل الناخبين أكثر حساسية للقضايا الاقتصادية.

ويلعب المرشحون على مخاوف القطاع الأكبر من الناخبين، من خلال الاقتراح بإلغاء الضرائب على الإكراميات.

وأعلن ترمب، خلال زيارته للولاية في يونيو الماضي، عن خططه لإلغاء الضرائب الفيدرالية على الإكراميات للعاملين في مجال الخدمات والضيافة في نيفادا. وبعد شهر واحد من ذلك، وفي ولاية نيفادا أيضاً، رددت هاريس نفس الوعود في دعم الإكراميات المعفاة من الضرائب.

وأعلن اتحاد العاملين في مجال الطهي الذي يضم 60 ألف عضو عن تأييده لهاريس، ويضم الاتحاد حوالي 54% من أصل لاتيني، و55% من النساء و60% من المهاجرين.

وقال الاتحاد في بيان، إنه يدعم دعوة هاريس لـ"رفع الحد الأدنى للأجور"، مطالباً بـ"ضمان عدم فرض ضرائب على الإكراميات للعاملين في مجال الخدمة والضيافة".

كثير من المستقلين وقليل من التعليم الجامعي

وهناك نسبة كبيرة من الناخبين في نيفادا "مستقلين" لا ينتمون بوضوح لأي حزب. فوفقاً لمشروع الناخب المستقل (independent voter project)، فإن حوالي ثلث الناخبين المسجلين البالغ نسبتهم 32.78% مستقلين، بينما 31.46% يتنمون للديمقراطيين، و28.11% للحزب الجمهوري. 

ولفت الباحث السياسي زاك مكيري، إلى أن "هؤلاء الناخبين يمكن أن يكونوا عامل الحسم في انتخابات الولاية بسبب نسبتهم الكبيرة".

وذكر مكيري لـ"الشرق"، أن "الناخبين المستقلين يميلون إلى التصويت بناءً على القضايا الراهنة، وليس الولاء الحزبي"، معرباً عن اعتقاده بأن نيفادا "تأتي في قائمة الولايات المتأرجحة التي ستصوت للحزب الجمهوري حتى الآن، لكن يمكن أن يتغير كل شيء بين لحظة وأخرى".

ولفت مكيري، إلى أن "ولاية نيفادا كانت ديمقراطية منذ عام 2008، لكن ترمب حافظ على تقاربها عامي 2016 و2020"، مشيراً إلى أن "نيفادا بها نسبة أقل من التعليم الجامعي من العديد من الولايات الأخرى ذات الميول الديمقراطية، والكثير من وظائفها مرتبطة بالسياحة، لذلك يعتقد الجمهوريون أنهم قد يفوزون بها".

وأردف: "في عام 2016 اكتسب الجمهوريون أرضية بين الناخبين الذين يفتقرون إلى شهادة جامعية، وربما يساعدهم ذلك في نيفادا".

وكانت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" حتى منتصف يوليو الماضي، أظهرت تقدم ترمب بنسبة 49% مقابل 43% على منافسه الديمقراطي حينها بايدن في مواجهة مباشرة في نيفادا.

ومع دخولها السباق بدلاً عن بايدن، قلصت هاريس الفجوة مع ترمب لمقدار نقطة واحدة فقط أي من 47.3% إلى 46.3%.

تصنيفات

قصص قد تهمك