قبل شهرين من الانتخابات.. هاريس وترمب يستعدان لـ"سباق الميل الأخير"

حذر ديمقراطي رغم زخم ترشح كامالا.. والمنافسة على الكونجرس تحتدم بين الحزبين

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة مجمعة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا والمرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في جورجيا. 9 أغسطس 2024 - Reuters
صورة مجمعة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا والمرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في جورجيا. 9 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

دخل السباق الرئاسي في الولايات المتحدة منعطفاً حاسماً قبل شهرين من الانتخابات العامة في نوفمبر، بين الديمقراطية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب في الولايات المتأرجحة، إذ يستعد كلا المرشحين لـ"معركة نهائية"، بعد انقضاء عطلة عيد العمال.

وأخذ السباق مساراً تنافسياً بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن في 21 يوليو، وقراره تسليم الراية لنائبته هاريس، 59 عاماً، والتي حولت قضية السن من "عبء قاتل محتمل إلى رصيد للديمقراطيين ضد ترمب البالغ من العمر 78 عاماً"، وفق NBC NEWS.

وبدا الرئيس السابق، الذي كان يترشح بثقة ضد بايدن، منزعجاً في بعض الأحيان من هاريس، حيث شن "هجمات شخصية"، وشكك في عرق منافسته التي ستكون أول امرأة، وأول أميركية من أصل هندي تتولى منصب الرئيس، إذا انتخبت في يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري براد تود: "إنه سباق متقارب للغاية"، محذراً في الوقت ذاته، من أن حظوظ الحزب الجمهوري، ليست كما كانت عندما كان المرشح الديمقراطي هو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً.

وحث تود ترمب على أن يركز على تعريف هاريس بأنها "مرشحة يسارية راديكالية"، من خلال تسليط الضوء على مجموعة متنوعة من المواقف التي اتخذتها خلال حملتها لعام 2020، بشأن الرعاية الصحية، والطاقة، والهجرة.

وسعت هاريس منذ بداية حملتها إلى "التحول إلى الوسط"، بينما قالت إن "قيمها لم تتغير في السنوات الخمس الماضية"، وإن تغيرت مواقفها.

وأضاف تود: "لكي يفوز ترمب، يتعين عليه أن يحملها المسؤولية عن الأشياء التي قالت إنها تؤمن بها، ولكن حتى الآن، لم يُظهر اهتماماً كبيراً بهذا الأمر".

وشهد صيف 2024، سلسلة من الأحداث غير المسبوقة في العصر الحديث، بما في ذلك مناظرة مبكرة بشكل غير عادي أثبتت أنها "قاتلة" لآمال بايدن في إعادة انتخابه التي كانت تتلاشى بالفعل، ومحاولة اغتيال ترمب، ومؤتمر الحزب الجمهوري الذي بدا وكأنه "حفل انتصار ترمب".

وكشف المؤتمر الديمقراطي في أواخر أغسطس، عن حزب مبتهج ومتجدد، قبل أن ينهي روبرت ف. كينيدي جونيور حملته كمستقل، ويؤيد ترمب.

ومن المقرر أن تخوض هاريس وترمب أول مناظرة فردية، بينهما الأسبوع المقبل في 10 سبتمبر.

"إنها معركة شرسة في الأساس"

ورغم الزخم الذي اكتسبوه، يقول الديمقراطيون إن "السباق لم ينته بعد"، وقال بيل بيرتون، المستشار السياسي الذي عمل في حملة باراك أوباما الانتخابية في عام 2008، "ما زلت أعتقد أنها معركة شرسة في الأساس"، مشيداً بهاريس لأنها أدارَت حملة "مثالية" حتى الآن.

وقال بيرتون إنه من الصعب أن "نتخيل هذا المستوى من الإثارة الديمقراطية إذا كان بايدن لا يزال المرشح".

وأضاف: "لقد بلغت ذروتها في اللحظة المناسبة تماماً. طالما أنها تحافظ على ثبات دفتها، أعتقد أنها ستبلي بلاءً حسناً".

وتتقدم هاريس على ترمب بأربع نقاط في استطلاع أجرته صحيفة "يو إس إيه توداي/سوفولك"، وبفارق نقطتين في استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتُظهِر استطلاعات الرأي الأخيرة للولايات المتأرجحة التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في عام 2020، بما في ذلك "ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا"، سباقاً متقارباً مع تقدم ضئيل لهاريس.

وبالإضافة إلى قدرتها التنافسية في ولايات "الجدار الأزرق"، أعادت هاريس ولايات حزام الشمس جورجيا وأريزونا ونيفادا ونورث كارولينا، التي كانت تبتعد عن بايدن، إلى المنافسة.

الديمقراطيون والطرف الأضعف

وفي مذكرة صدرت، الأحد، كتبت رئيسة حملة هاريس جين أومالي ديلون: "لا تخطئوا: نحن نتجه إلى المرحلة النهائية من هذا السباق باعتبارنا الأضعف بشكل واضح. يتمتع دونالد ترمب بقاعدة دعم متحفزة، مع المزيد من الدعم والتأييد الأعلى مما كان عليه في أي وقت منذ عام 2020".

واعتبر المستشار السياسي بيرتون أن هاريس لا يزال أمامها عمل يتعين عليها القيام به لجذب الدوائر الانتخابية الرئيسية، ولا سيما الناخبين من أصول إفريقية، في حين يسعى ترمب إلى انتزاع شريحة من الرجال السود الأصغر سناً.

وأشار بيرتون "أعتقد أن بعض الدعم من الناخبين البيض" الذي يظهر في استطلاعات الرأي اليوم "سيكون سطحياً بعض الشيء، وسيتعين عليها تعويضه". مضيفاً "راقبوا الناخبين من أصول إفريقية. هذا هو المكان الذي أعتقد أنه توجد فيه أكبر فرصة، وأكبر قدر من الاهتمام".

ويسعى المرشحان إلى الحد من نقاط ضعفهما من خلال التراجع عن مواقفهما غير الشعبية في الماضي، إذ تخلت هاريس عن الأفكار اليسارية التي دعمتها في عام 2019، مثل الرعاية الصحية للجميع، وإلغاء تجريم الهجرة. 

في حين يتفاخر ترمب بسجله المناهض للإجهاض، فإنه "يتراجع عن دعمه للقيود الفيدرالية على الإجهاض"، مقترحاً أنه لن يحاول إلغاء "أوباما كير" (قانون الرعاية الصحية)، بعد أن ناضل من أجل القيام بذلك كرئيس.

معركة الكونجرس 

وأدى احتدام السباق الرئاسي إلى تضييق نطاق المعركة على الكونجرس، والتي تأتي مع ديناميكيات فريدة من نوعها، حيث تمر أغلبية مجلس الشيوخ عبر الولايات الحمراء مثل (أوهايو ومونتانا)، في حين يمر السباق على مجلس النواب عبر الولايات الزرقاء مثل (كاليفورنيا ونيويورك).

وفي مجلس النواب المنقسم بشدة، تستعد بضع عشرات من الدوائر الانتخابية المتأرجحة لتقرير "أي الحزبين سيسيطر على المجلس".

وتقلصت مساحة المنافسة بشكل كبير في الدورات الأخيرة، بسبب التلاعب الحزبي والاستقطاب الإقليمي، حيث تصوت المناطق الحضرية للديمقراطيين، وتصوت المناطق الريفية للجمهوريين.

وتحسنت "الاستطلاعات العامة"، بشكل طفيف بالنسبة للديمقراطيين منذ انسحاب بايدن، لكنها لا تزال متقاربة. 

ويتقدم الديمقراطيون بنقطة واحدة في استطلاع "وول ستريت جورنال"، وبنقطة واحدة في استطلاع "رويترز" وبنقطتين في استطلاع "إيكونوميست"، وكلها ضمن هامش الخطأ.

ومنحت خريطة "مجلس الشيوخ الجمهوريين فرصة ذهبية للسيطرة، حتى لو كان الديمقراطيون يتمتعون بعام قوي". 

ويشغل الديمقراطيون حالياً 51 مقعداً، واعترفوا بأنهم سيخسرون ولاية ويست فرجينيا مع تقاعد السيناتور جو مانشين، وهذا يعني أن "الجمهوريين يمكنهم حسم الأغلبية من خلال هزيمة الديمقراطيين في إحدى الولايتين الجمهوريتين حيث يتجه ترمب نحو النصر: السيناتور جون تيستر من مونتانا، والسيناتور شيرود براون من أوهايو".

وتظهر معظم استطلاعات الرأي العام أن تيستر متأخر عن منافسه في الحزب الجمهوري على عكس عام 2018، عندما تقدم على منافسه في الحزب الجمهوري وفاز، بينما يتقدم براون بفارق ضئيل.

وهناك خمس ولايات شديدة التنافسية، حيث يدافع الديمقراطيون أيضاً عن مقاعد: "ميشيجان، وبنسلفانيا، وويسكونسن وأريزونا، ونيفادا".

وتُظهر استطلاعات الرأي أن "المرشحين الديمقراطيين يتمتعون بالميزة في جميع الولايات الخمس، ويعترف الجمهوريون بأنهم الأضعف في كل منها".

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري، في إشارة إلى المقعد الشاغر الذي أخلته السيناتور ديبي ستابينو، الديمقراطية من ميشيجان: "الرأي المتنامي بين الاستراتيجيين الجمهوريين هو أن ميشيجان هي أفضل فرصة للفوز في البلاد، من بين الولايات المتأرجحة".

ويرى الديمقراطيون بصيص أمل في فلوريدا وتكساس، وهما ولايتان تميلان إلى الحزب الجمهوري، حيث يعتبر السيناتور ريك سكوت، وزميله تيد كروز، من المرشحين المرجح احتفاظهم بمقعديهما، رغم أن بعض الاستطلاعات تظهر تقدمهما بشكل ضئيل.

وقال بيرتون: "لو كنت جمهورياً، لكنت متوتراً للغاية بشأن ما بدأنا نراه في بعض استطلاعات الرأي في تكساس وفلوريدا".

وأضاف: "يدير كولين ألريد في تكساس، وديبي موكارسيل باول في فلوريدا حملات رائعة، قد يصبح الحزب في موقف دفاعي، وهذا قد يعيق حصوله الجمهوريين على الأغلبية".

تصنيفات

قصص قد تهمك