يستعد الجيش الأميركي لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة الفلسطيني، وسط مخاوف من أن يؤدي انهيارها إلى إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز كيو براون، لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الخميس: "أفكر في... (إذا) تعثرت المحادثات أو توقفت تماماً، وكيف سيؤثر ذلك على التوتر في المنطقة، والأمور التي يتعين علينا القيام بها للاستعداد في حالة تغير ذلك".
وفي حديثه أثناء سفره إلى اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في ألمانيا، أوضح براون أنه كان يدرس كيف ستستجيب الأطراف الفاعلة الإقليمية لفشل المحادثات، "وما إذا كانوا سيزيدون أي نوع من أنشطتهم، الأمر الذي ربما يؤدي إلى مسار من سوء التقدير ويتسبب في اتساع الصراع".
وأضاف براون: "أنا أركز على كيفية عدم توسيع الصراع، وكذلك أيضاً كيف نحمي قواتنا".
ووفقاً للصحيفة، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن محادثات وقف إطلاق النار هي المفتاح لخفض التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة.
تأتي تعليقات براون في الوقت الذي لا تزال فيه المفاوضات متعثرة. وتختلف إسرائيل و"حماس" بشأن تفاصيل متعلقة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وبشأن إصرار تل أبيب على الاحتفاظ بقواتها على شريط من الأرض على طول حدود غزة مع مصر المعروف باسم "محور فيلادلفيا".
مسائل عالقة
واقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الخميس، أن الولايات المتحدة "في الأيام المقبلة" ستشارك مع إسرائيل و"حماس" "أفكارنا بشأن كيفية تسوية المسائل العالقة المتبقية"، مضيفاً أنه حينئذ سيكون "الأمر متروك للأطراف أن تقرر القبول أو الرفض".
بينما لا تزال الولايات المتحدة متفائلة بشأن المحادثات، قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل صريح من تقدمها، وقال لشبكة FOX News، الخميس، إن الاتفاق "ليس قريباً".
ووصف كبار المسؤولين الأميركيين المحادثات بأنها مكتملة بنسبة 90%، لكنهم يعترفون بأن المسائل الصعبة لا تزال دون حل، ورفضوا انتقادات تقول إنهم "مفرطين في التفاؤل" بشأن العملية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الخميس: "واجهنا انتكاسات وانتكاسات ومزيد من الانتكاسات. بلا شك، نحن هنا في الإدارة نشعر بالإحباط لأننا لم نتمكن بعد من إبرام هذه الصفقة".
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعرب بايدن عن إحباطه من دور نتنياهو في المفاوضات. وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل جهوداً كافية لتمكين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أجاب بايدن: "كلا".
ومع ذلك ألقت واشنطن المسؤولية إلى حد كبير على "حماس" للموافقة على الاتفاق، وفي الأيام الأخيرة ألقت اللائمة بشكل علني على الحركة في المحادثات المتوقفة.
وقال مسؤول أميركي بارز، إن سقوط 6 رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين لدى "حماس" الأسبوع الماضي "أضفى شعوراً بالإلحاح على عملية (التفاوض)"، لكنه "أثار أيضاً تساؤلات بشأن استعداد حماس لإبرام اتفاق من أي نوع".
"صفقة أحادية"
وقال مسؤولان أميركيان، ومصدران أمنيان مصريان، ومسؤول مطلع لم تكشف وكالة "رويترز" هويته، إن واشنطن تسعى جاهدة لتقديم مقترح جديد لوقف حرب غزة وتحرير المحتجزين خلال الأيام المقبلة.
بينما طالبت عائلات المحتجزين الأميركيين البيت الأبيض بالنظر بجدية في صفقة أحادية مع "حماس"، لتأمين الإفراج عن أقاربهم، فيما أكدت 5 مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تبحث هذا الخيار، حسبما نقلت شبكة NBC NEWS.
وأوضح مسؤولان أميركيان، أن المقترح الجديد في مفاوضات غزة، يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر، سعياً إلى التوصل إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع وتبادل الأسرى.
وذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحافيين، الأربعاء، أنه جرى التوافق على جزء كبير من الاتفاق، إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، أن العقبتين تتمثلان في إصرار إسرائيل على إبقاء قواتها في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.
وتأتي المناقشات بشأن "صفقة أحادية" مع تزايد اعتقاد أفراد العائلات وبعض المسؤولين في الإدارة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يلتزم باتفاق مع "حماس"، يتضمن وقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.