أعلنت السلطات الإسرائيلية فتح المعابر الحدودية مع الأردن أمام المشاة فقط، صباح الاثنين، بعد إغلاقها في وقت سابق، الأحد، بعد الحادث الذي وقع بالقرب من معبر جسر الملك حسين الحدودي الفاصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، وأسفر عن سقوط 3 إسرائيليين.
وأفادت هيئة المطارات الإسرائيلية، المسؤولة عن إدارة المعابر البرية، بإعادة فتح معبر وادي عربة (رابين بالتسمية الإسرائيلية)، ومعبر نهر الأردن (جسر الشيخ حسين) قرب بيسان، صباح الاثنين، لعبور المسافرين فقط، دون السماح بمرور البضائع.
وأكدت الهيئة فتح معبر جسر الملك حسين، الساعة 10 صباحاً (07:00 بتوقيت جرينتش)، وسيقتصر أيضاً على عبور المسافرين والإبقاء على إغلاقه أمام حركة الشحن، وهو ما أكدته مديرية الأمن العام الأردنية أيضاً، وأهابت بالمسافرين الالتزام بالمواعيد والتعليمات توفيراً لوقتهم وجهدهم.
والمعبر يقع شرق مدينة أريحا الفلسطينية إلى الشمال من البحر الميت، وفي منتصف المسافة تقريباً بين عمّان والقدس، وهو الوحيد الواصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، وتسيطر عليه إسرائيل من الجانب الفلسطيني، وله 3 تسميات، الأولى أردنية وهي "جسر الملك حسين"، وأخرى فلسطينية "الكرامة"، وإسرائيلية "اللنبي".
ويخدم المعبر أكثر من 3 ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية.
التحقيق مع سائقين أردنيين في إسرائيل
وعلى صعيد الحادث، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، الأحد، أن الجهات المعنية تتابع وضع سائقين أردنيين لا يزالا يخضعان للتحقيق في إسرائيل، فيما عادت 106 شاحنات إلى المملكة بشكل متتابع على مدار اليوم، بعد الإفراج عن سائقيها، لافتة إلى أن الجهات المعنيّة تتابع مسألة إغلاق المعبر بعد الحادث.
وكانت الوزارة، أعلنت في بيان سابق، أن التحقيقات الأولية أفادت بأن مطلق النار أردني يدعى ماهر ذياب حسين الجازي، من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان، وأنه كان يعبر الجسر بمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربيّة.
وأضافت، في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن النتائج الأوليّة للتحقيق تشير إلى أن الحادث عمل فردي، وأن التحقيقات مستمرة للوصول إلى تفاصيل الحادث كافة، مشيرة إلى التنسيق بين الجهات المعنيّة لاستلام جثمان منفذ العملية لدفنه في الأردن.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أفراد من عائلة المهاجم قولهم إنه يبلغ من العمر 39 عاماً وهو من عشيرة الحويطات التي لها نفوذ في جنوب الأردن.
وهذا هو أول هجوم من نوعه على الحدود مع الأردن منذ 7 أكتوبر، عندما شنت حركة "حماس" الفلسطينية هجوماً على بلدات في جنوب إسرائيل، فردت تل أبيب بحرب على قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 40 ألف فلسطينياً، وأشعلت التوتر في المنطقة.
وقال مسؤولون إن الهجوم وقع في منطقة للبضائع التجارية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث تفرغ شاحنات أردنية بضائع متجهة من المملكة إلى الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، الأحد، أن الجهات المعنية تتابع التحقيقات في الحادث، مشددة على موقف الأردن الثابت في رفض وإدانة العنف واستهداف المدنيين لأي سبب.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة، سفيان القضاة، إن الأردن مستمر في جهوده وتحركاته الإقليمية والدولية المستهدفة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية وصولاً إلى تهدئة شاملة وإطلاق جهد سياسي حقيقي يعيد الأمل إلى إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين، ويحمي المنطقة كلها من تبعات استمرار التدهور الذي يكرس اليأس والتطرف، ويفجر دوامات العنف والقتل، ويدفع ثمنه الجميع.
"إجراءات لمنع تهريب الأسلحة"
في سياق متصل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني، الأحد، بتخصيص أموال في ميزانية العام المقبل، لتأمين الحدود مع الأردن، زاعماً أن "إيران استخدمت هذه الحدود في تهريب عدد كبير من الأسلحة إلى الضفة الغربية".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نتنياهو قوله بعد الهجوم قوله: "نعتزم تعزيز قدراتنا في هذا المجال واتخاذ إجراءات إضافية مختلفة إلى جانب بناء حاجز لمنع تهريب الأسلحة".
وأضاف: "ميزانية 2025 ستشهد وضع حلول لمنع تهريب الأسلحة من الحدود الشرقية"، مشيراً إلى أن "إيران كانت ستحصل على أسلحة نووية لولا تحركاته على مدى 20 عاماً".
وخرج مئات الأردنيين إلى شوارع العاصمة عمان للاحتفال بالهجوم، قائلين إن المسلح انتقم للآلاف من الفلسطينيين الذين قضوا في الحرب في غزة.
وأثنى سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية في حركة "حماس" بالخارج، على الهجوم، ووصفه بأنه رد على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال: "عملية معبر الملك حسين هي رد طبيعي على جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهل غزة، وهي شكل جديد لانخراط الأمة في
المواجهة، وما لم يتوقف الاحتلال عن جرائمه نتوقع أنه سيكون أمام الكثير من هذه الأمثلة".
وفي نهاية نوفمبر الماضي، عزز الجيش الأردني انتشاره على طول الحدود مع إسرائيل، محذّراً من أن أي محاولة من جانب تل أبيب لدفع الفلسطينيين بالقوة عبر نهر الأردن سيمثل انتهاكاً لمعاهدة السلام مع جارتها.
وذكر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، أن بلده سيلجأ "لكل ما في وسعه" لمنع إسرائيل من تنفيذ أي سياسة تهجير لطرد الفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية.
وفي 11 أكتوبر، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية إغلاق جسر الملك حسين، الذي يربط بين المملكة والضفة الغربية أمام حركة المسافرين والشحن من الطرف الآخر.
وذكرت المديرية، في بيان، أن ذلك يأتي بعد السماح بمغادرة 1250 مسافراً، لافتة إلى أنه لا تغيير على حركة السفر عبر معبر الشيخ حسين والمعبر الجنوبي.