حرائق غابات هائلة في البرتغال.. ومساعدات للإطفاء من دول الجوار

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجال الإطفاء يراقبون حرائق الغابات في ماكاو وسط البرتغال، 21 يوليو 2019 - AFP
رجال الإطفاء يراقبون حرائق الغابات في ماكاو وسط البرتغال، 21 يوليو 2019 - AFP
لشبونة -رويترز

قالت سلطات الحماية المدنية في البرتغال إن حرائق غابات هائلة في وسط وشمال البلاد، أنهكت خدمات الطوارئ، وإن التعزيزات التي تشتد إليها الحاجة ستصل، الأربعاء، من إسبانيا والمغرب.

ولقي ما لا يقل عن سبعة حتفهم بسبب الحرائق في منطقتي أفيرو، وفيزيو، ودُمِّرت عشرات المنازل، واحترقت مساحات من الغابات والأدغال، ونشرت السلطات ما يزيد على خمسة آلاف رجل إطفاء.

وقال مسؤول برتغالي، لشبكة CNN، في وقت متأخر من الثلاثاء، إن فريقاً متخصصاً في حالات الطوارئ، يتألف من 230 عسكرياً إسبانياً، سينتشر في منطقة فيزيو وسط البلاد، حيث تشكل حرائق ضخمة "مبعث قلق بالغ في اللحظة الحالية".

وأضاف أن المغرب سيرسل ما يصل إلى أربع طائرات ثقيلة للإطفاء الجوي، ويُفترض أن تصل إلى البرتغال لاحقاً.

حرائق الغابات في البرتغال

وأرسلت كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا طائرتي إطفاء بالفعل بعدما طلبت الحكومة البرتغالية المساعدة، الاثنين، بموجب آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي.

وقال المسؤول: "نحن في موقف صعب، عند أقصى حدود قدراتنا، وذلك هو السبب وراء طلبنا المساعدة من الآلية الأوروبية، ومن إسبانيا، والمغرب"، مضيفاً أن التعزيزات ستسمح بتناوب العمل بين رجال الإطفاء البرتغاليين المرهقين، وبصيانة الطائرات.

وأعلنت الحكومة "حالة الكارثة" في جميع البلديات المتضررة من حرائق الغابات.

وتكافح البرتغال أكثر من 50 حريق غابات في البر الرئيسي، وحشدت قرابة 5300 رجل إطفاء، وأغلقت السلطات العديد من الطرق السريعة، وعلقت حركة القطارات على خطين للسكك الحديدية في شمال البلاد.

حرائق الغابات في 2023

واندلعت حرائق متفرقة في أكثر من بلد مؤخراً، ومنها البرازيل، وتركيا، ولا تزال العديد من مناطق البحر الأبيض المتوسط تواجه مخاطر بالغة من حرائق الغابات.

وشهد العام 2023، حرائق غابات قضت على حوالي 400 مليون هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)، وأودت بحياة 250 شخصاً، وأطلقت 6.5 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وكانت القارة الأميركية الأكثر تأثراً بموسم حرائق قياسي، أتى على 80 مليون هكتار (حتى 23 ديسمبر)، أي أكثر من مرة ونصف مرة من مساحة إسبانيا، بزيادة 10 ملايين عن متوسط الفترة نفسها من 2012 إلى 2022 وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.

وكانت حرائق كندا المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة؛ إذ أتت على 18 مليون هكتار، أو ثلث مساحة فرنسا.

وأوضحت المتخصصة في الجغرافيا والحرائق، بولين فيلان كارلوتي، لوكالة "فرانس برس"، أن "الحرائق التي تؤجّجها ظروف أكثر جفافاً وحراً ناجمة عن تغير المناخ لا يمكن السيطرة عليها عبر سياسة إخماد النيران التي ثبت عدم فعاليتها".

وأضافت: "لم نعد قادرين على التعامل (مع حرائق الغابات) في الظروف الراهنة بالوسائل البشرية المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية العمل انطلاقاً من أصل المشكلة عبر الوقاية".

العام الأكثر حصداً للأرواح

وكان 2023 العام الأكثر حصداً للأرواح في القرن الـ21 جراء حرائق الغابات، وفق قاعدة البيانات الدولية للكوارث التابعة لجامعة لوفان، مع تسجيل 250 حالة وفاة على الأقل، بينها 97 حالة و31 مفقوداً في حرائق هاواي، في أغسطس، و34 حالة في الجزائر، و26 على الأقل في اليونان.

وقالت فيلان كارلوتي، إن هذا العدد "ربما يرتفع في السنوات المقبلة، مع اقتراب خطر الحرائق من مناطق حضرية".

وبالإضافة إلى المناطق المعرضة عادة للحرائق مثل حوض البحر الأبيض المتوسط (اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر...)، وأميركا الشمالية وأستراليا، دُمّرت مناطق أخرى بالحرائق مثل هاواي وجزيرة تنريفي. وهو أمر من شأنه زيادة عدد الأشخاص المعرضين للخطر.

وكلما ازداد عدد الحرائق، قلَّ الوقت المتاح لنمو النباتات، وفقدت الغابات قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

تصنيفات

قصص قد تهمك