اتفقت الفلبين وكوريا الجنوبية على إجراء دراسة جدوى بشأن إعادة تأهيل محطة الطاقة النووية المعطلة "باتان" في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، حسبما نقلت "بلومبرغ".
ووقعت وزارة الطاقة الفلبينية وشركة كوريا للطاقة الكهرومائية والنووية المحدودة مذكرة تفاهم بشأن دراسة المحطة، الاثنين، خلال زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إلى مانيلا.
ويظهر الاتفاق، خطة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، لاستكشاف إحياء المنشأة المثيرة للجدل، التي بنيت خلال فترة حكم والده الديكتاتور الراحل، والتي ظلت خاملة لمدة أربعة عقود تقريباً.
وأطلقت الفلبين مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة باتان، على بعد حوالي 100 كيلومتر غرب مانيلا، في سبعينيات القرن الماضي، لكن لم يتم تشغيل المنشأة وسط مخاوف تتعلق بالسلامة في أعقاب كارثة محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا في عام 1986.
وتؤكد الخطوة التي اتخذتها الفلبين لإعادة النظر في الطاقة النووية، الاهتمام العالمي المتزايد بهذا النوع من الطاقة، حيث تحاول البلدان تلبية الطلب المتزايد بسرعة على الطاقة مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لخفض الانبعاثات.
دراسة الجدوى
وقالت وزارة الطاقة الفلبينية في بيان منفصل، إن دراسة الجدوى بشأن المحطة النووية ستبدأ في يناير المقبل. وستقوم الدراسة بتقييم حالة المنشأة قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان من الممكن تجديدها.
ويمكن لشركة كوريا للطاقة الكهرومائية والنووية، التي كانت جزءاً من المجموعة التي درست المحطة في وقت سابق، أن توصي ببدائل بما في ذلك بناء محطة تقليدية أو تطوير مفاعل صغير إذا لم يكن إعادة التأهيل ممكناً، وفق "بلومبرغ".
وتهدف الفلبين إلى دمج الطاقة النووية في مزيج الطاقة الخاص بها حيث تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمن الطاقة. وتستهدف تشغيل أولى محطات الطاقة النووية بحلول عام 2032، بسعة أولية تبلغ 1200 ميجاواط.
كما وقعت الدولتان اتفاقيات بشأن التعاون البحري والسياحة. وقال ماركوس، في خطابه بعد حفل التوقيع، إنه وافق على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع سول، حيث تواجه بلاده توترات مستمرة مع بكين في بحر الصين الجنوبي.
والفلبين هي أول دولة في جنوب شرق آسيا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية في عام 1949. وأرسلت أول وأكبر فرقة قوامها 7 آلاف و420 جندياً إلى كوريا عندما اندلعت الحرب الكورية في عام 1950.
38 عاماً من الانتظار
وكان الديكتاتور الراحل فرديناند ماركوس، قد أمر ببناء محطة باتان التي تبلغ قدرتها 620 ميجاوات رداً على أزمة النفط في سبعينيات القرن العشرين، وكانت الأولى والوحيدة من نوعها في جنوب شرق آسيا.
وفي ظل مخاوف تتعلق بالسلامة واتهامات بالفساد، تم تعليق المشروع المكتمل في نهاية المطاف بعد الإطاحة بماركوس في عام 1986. وقرر الرؤساء الستة الذين جاءوا بعده عدم إطلاق المشروع، في ظل الخوف من الكوارث النووية والسياسات المحلية والدعاوى القضائية.
وبحسب بيانات "بلومبرغ إن إي إف"، فإن محطة نووية بحجم محطة باتان تعمل بنحو كامل طاقتها، كانت لتولد نحو 5% من احتياجات الفلبين من الطاقة في عام 2021، حيث ساهم الفحم بنحو 60% من جهود توليد الكهرباء، في حين ساهمت إمدادات الغاز المتناقصة في البلاد بنحو 17%.
ويشكل إحياء الطموحات النووية في الفلبين، جزءاً من توجه عالمي أوسع نطاقاً للاستفادة من مصدر الطاقة هذا في ظل نقص الغاز الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أدت المخاوف بشأن الانحباس الحراري العالمي إلى تجدد الاهتمام بالتكنولوجيا الخالية من الكربون. وتعمل اليابان وكوريا الجنوبية على التخلص من السياسات المناهضة للطاقة النووية، وتتطلع الصين والهند إلى بناء المزيد من المفاعلات، في حين تستعد فرنسا وفنلندا لإعادة تشغيل بعض منشآتها النووية.