دعا مسؤولون أميركيون إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل"، بعد أن كشفت شركة "مايكروسوفت" مؤخراً أن محاولة الاختراق الأخيرة التي استهدفت إحدى الوكالات الحكومية يقف وراءها القراصنة الذين اخترقوا "سولار ويندز" في ديسمبر الماضي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن فرض الشهر الماضي عقوبات شاملة على روسيا، انتقاماً من عمليات الاختراق والتدخل في الانتخابات، لكن محاولات القرصنة الجديدة دفعت بعض المسؤولين إلى حثّ البيت الأبيض على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
هجمات متنوعة والقراصنة أنفسهم
وأعلنت شركة "مايكروسوفت" الخميس، أن مجموعة قرصنة روسية متطورة تُطلق على نفسها اسم "نوبليوم"، تمكنت من الوصول إلى حساب تسويق عبر البريد الإلكتروني تستخدمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، بغية استهداف منظمات أخرى برسائل بريد إلكتروني خبيثة للتصيد.
واستخدم القراصنة رابطاً من شأنه إذا تم النقر عليه، أن يسمح بسرقة البيانات وإصابة أجهزة الكمبيوتر الأخرى في الشبكة. وفي حين تم حظر معظم الهجمات، أوضحت "مايكروسوفت" أنه تم استهداف حوالي 3 آلاف حساب بريد إلكتروني في 150 منظمة مختلفة ضمن أكثر من 20 دولة، بما في ذلك الوكالات الحكومية ومراكز الأبحاث.
وبحسب تقييم عملاق البرمجيات الأميركي، فإن "نوبليوم" هي المجموعة نفسها التي تقف وراء اختراق "سولار ويندس" العام الماضي، وهو واحد من أكبر حوادث الاختراق الإلكتروني التي شهدتها الولايات المتحدة، والتي سمحت للمتسللين باختراق ما لا يقل عن 9 وكالات فيدرالية و100 مجموعة من القطاع الخاص.
وفي تقرير عن نتائج الاختراق نُشر على مدونة تابعة للشركة، كتب توم بيرت، نائب رئيس "مايكروسوفت" لأمن وثقة العملاء "يبدو أن هذه الهجمات هي استمرار لجهود متعددة من قبل (نوبليوم) لاستهداف الوكالات الحكومية ذات الصلة بالسياسة الخارجية كجزء من جهود جمع المعلومات الاستخبارية".
تشديد الخناق الاقتصادي
وقال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، النائب الديمقراطي آدم شيف "إذا كانت موسكو مسؤولة بالفعل عن محاولة اختراق رسائل بريد إلكتروني مرتبطة بالحكومة الأميركية، فإن هذا العمل الوقح يوضح أن العقوبات على روسيا لا تزال غير رادعة. ولذلك يبدو أن تشديد الخناق الاقتصادي عليها بات ضرورياً".
وبدوره، اعتبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مارك وارنر، أن على الولايات المتحدة تكثيف دفاعاتها ضد الهجمات الإلكترونية، مضيفاً "يجب أن نوضح لروسيا، وأي خصوم آخرين، أنهم سيواجهون عواقب لهذا النشاط وأي أنشطة أخرى ضارة".
واتهمت الاستخبارات الأميركية رسمياً في وقت سابق هذا العام "قراصنة ترعاهم الدولة الروسية" باختراق شركة التكنولوجيا الأميركية "سولار ويندز"، كنقطة انطلاق، لاختراق وكالات حكومية أميركية، في ما وُصف "أكبر وأعقد هجوم شهده العالم على الإطلاق".
وبحسب تقرير "ذا هيل"، لم تقم الحكومة الأميركية بإلقاء اللوم رسمياً على روسيا في الهجمات الأخيرة التي أعلنت عنها "مايكروسوفت"، في وقت قللت الشركة من أضرار ها الاختراق، وهو التقييم نفسه الذي تبنته أيضاً وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA).
"خصم يصعب ردعه"
ونقلت صحيفة "ذا هيل" عن جيم لانجيفين رئيس اللجنة الفرعية للأمن السيبراني التابعة للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، قوله "يجب تحميل روسيا المسؤولية عن نشاطها الضار المستمر ضد شبكاتنا. آمل أن تدرس إدارة بايدن بقوة جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك العقوبات الشديدة، لأنها تحدد ردنا على هذا التدخل الفاضح".
بدوره، وصف رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي، بيني طومسون، الإجراءات الروسية الجديدة المحتملة بأنها "مزعجة". وقال "إذا كانت التقارير دقيقة، فمن الواضح أننا نتعامل مع خصم يصعب ردعه ويجب أن نتصرف وندافع عن شبكاتنا وفقاً لذلك".
وفي أبريل الفائت، أعلن بايدن عن عقوبات شاملة على روسيا، محذراً أنه سيفرض إجراءات أكثر صرامة إذا استمر النشاط السيبراني "الخبيث". وقال في خطاب ألقاه الشهر الماضي "الولايات المتحدة لا تتطلع إلى التصعيد والصراع مع روسيا. نريد علاقة مستقرة، لكن إذا استمرت روسيا بالتدخل في ديمقراطيتنا فأنا على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات للرد".