تايوان: سننقل مصانعنا من الصين لتجنب جمارك ترمب المنتظرة

الرئيس الأميركي المنتخب هدد بفرض رسوم 60% على السلع الصينية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مقر شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات في تايتشونج بتايوان. 8 أبريل 2022 - Bloomberg
مقر شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات في تايتشونج بتايوان. 8 أبريل 2022 - Bloomberg
دبي/تايبيه-رويترز

قال وزير الاقتصاد التايواني كيو جيه هوي، الخميس، إن تايوان ستساعد شركاتها على نقل مصانعها من الصين، لتجنب التأثير الكبير المحتمل عليها جراء الرسوم الجمركية التي وعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرضها على المنتجات المصنعة في الصين.

ويتولى ترمب منصبه في يناير، لكن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات الأميركية من السلع الصينية يشكل مخاطر كبيرة على نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف كيو، في حديثه أمام البرلمان، أن "أي رسوم جمركية يفرضها ترمب على الصين ستؤثر بشكل كبير للغاية على الشركات التايوانية التي تصنع هناك".

وتابع: "سنقدم المساعدة في أقرب وقت ممكن للشركات التايوانية لنقل قواعد إنتاجها"، موضحاً أن هناك خطة طوارئ، بما في ذلك مساعدة المزيد من شركات سلاسل التوريد على الانتقال إلى الولايات المتحدة.

وأردف كيو: "إنه اتجاه لشركة TSMC لصنع الرقائق، لمواصلة توسيع استثماراتها في الولايات المتحدة".

وسأل نواب في البرلمان كو أيضاً عن مخاوف من أن يلغي ترمب الإعانات لشركة TSMC، التي تستثمر 65 مليار دولار في ولاية أريزونا الأميركية لبناء مصانع جديدة.

من جانبها، قالت شركة "جلوبال ويفر" التايوانية، التي تستثمر 4 مليارات دولار في الولايات المتحدة، إنها تتوقع، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، استمرار حوافز قانون الرقائق والعلوم التي تهدف إلى تشجيع شركات تصنيع الرقائق على الاستثمار في الولايات المتحدة".

وأضافت في بيان: "إن البرامج متعددة السنوات والعقود مثل قانون CHIPS والاتفاقيات التي وقعناها تستمر بانتظام من إدارة (أميركية) إلى أخرى.. نتوقع أن يسير برنامج CHIPS بسلاسة في عهد ترمب".

واستثمرت الشركات التايوانية مليارات الدولارات في الصين على مدى العقود الأربعة الماضية، مستغلة انخفاض التكاليف تاريخياً، لكن حكومة تايوان، التي تخشى تصاعد الضغوط من بكين لقبول مزاعم السيادة الصينية، كانت تشجع شركاتها على نقل الاستثمارات إلى أماكن أخرى.

الشركات الآسيوية بعد عودة ترمب

وتواجه العديد من الشركات الآسيوية مخاوف بشأن استثماراتها في الولايت المتحدة مع فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية وعودته إلى البيت الأبيض، والذي يتبنى حماية الصناعات الأميركية في مواجهة الشركات الأجنبية.

أشباه الموصلات

استثمرت شركات تصنيع الرقائق الآسيوية، بقيادة شركة TSMC التايوانية و"سامسونج" الكورية الجنوبية، مجتمعة ما لا يقل عن 117 مليار دولار في الولايات المتحدة، بتشجيع من المبادرة الرئاسية للإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن والتي تهدف إلى تقليل اعتمادها على آسيا في صناعة الرقائق المتطورة.

وتعهدت الإدارة بمنح دعم مالي لا يقل عن 18.85 مليار دولار، لكن من غير الواضح ما إذا كان ترمب سيتراجع عن الخطة التي وصفها بأنها "سيئة". 

كما أدلى بتعليقات خلال حملته الانتخابية مفادها أن تايوان التي تدعي الصين أنها تابعة لها، يجب أن تدفع مقابل حمايتها، كما اتهم الجزيرة بـ"سرقة الأعمال من شركات أشباه الموصلات الأميركية".

السيارات الكهربائية

وطرح ترمب فكرة فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% أو أكثر على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهي خطوة يقول إنها "ستقضي على العجز التجاري".

كما هدد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 200% على بعض السيارات المستوردة، إذ يعتزم بشكل خاص منع السيارات القادمة من المكسيك من دخول البلاد. 

وستؤثر التعريفة الجمركية على العديد من شركات صناعة السيارات الآسيوية، بما في ذلك "هوندا" و"نيسان" و"كيا كورب".

وكان الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "هوندا" شينجي أوياما حذّر، الأربعاء، من أن فرض الرسوم الجمركية على المركبات المستوردة من المكسيك سيكون له تأثير كبير، حيث ترسل الشركة 80% من إنتاجها هناك إلى السوق الأميركية. 

وقال إنه "إذا أصبحت مثل هذه الإجراءات دائمة، فسيتعين على هوندا التفكير في تحويل الإنتاج إلى الولايات المتحدة أو دولة أخرى معفاة من الرسوم الجمركية في الأمد البعيد".

بطاريات السيارات الكهربائية

تستعد شركات تصنيع البطاريات الكورية الجنوبية وشركة "باناسونيك" اليابانية، التي لديها مصانع متعددة لبطاريات السيارات الكهربائية تعمل في الولايات المتحدة، الآن لتراجع محتمل عن سياسة الطاقة النظيفة المميزة للرئيس جو بايدن ولوائح الانبعاثات الأكثر مرونة.

ومع ذلك، قد تظل القيود الأميركية على البطاريات الصينية سارية أو تشدد في ظل إدارة ترمب الثانية، وهي سياسة من شأنها أن تفيد المنتجين الكوريين الجنوبيين المنافسين.

"نيبون ستيل"

لم توافق الحكومة الأميركية بعد على عرض شركة "نيبون ستيل" اليابانية بقيمة 14.9 مليار دولار أميركي لشراء "يو إس ستيل"، وهي صفقة حساسة سياسياً، بسبب معارضة نقابة العمال في الشركة الأميركية.

وقال ترمب في السابق إنه "سيمنع الصفقة"، في حين قالت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، في أغسطس، إن الصفقة "تشكل خطراً على الأمن القومي، لأنها تهدد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية، ما دفع شركة نيبون ستيل إلى التعهد باستثمارات بقيمة مليارات الدولارات في مرافق الصلب الأميركية التي كانت ستظل معطلة لولا ذلك".

حرب تجارية محتملة مع الصين

تنتظر الشركات الصينية لمعرفة ما إذا كان ترمب سينفذ تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% أو أكثر على الواردات من الصين، وهو ما قد يؤدي إلى إشعال حرب تجارية جديدة، مشابهة لحرب خاضها خلال فترة رئاسته الأولى.

وضربت الحرب التجارية قطاعات في جميع المجالات، من مصنعي المكانس الكهربائية إلى الآلات، مع فرض رسوم جمركية على سلع تزيد قيمتها عن 200 مليار دولار.

كما تعرضت العديد من الشركات الصينية لضوابط التصدير من قبل إدارة ترمب بدعوى حماية الأمن القومي، مثل شركة "هواوي" التي مُنعت من شراء رقائق عالية الجودة، ما أدى إلى شل أعمالها في مجال الهواتف الذكية.

وتشمل شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى المستهدفة "بايت دانس" و"تينسنت"، والتي تعرضت تطبيقات الوسائط الاجتماعية "تيك توك" و"وي تشات" الخاصة بها للتهديد بالحظر من العمل في الولايات المتحدة.

ويضع بعض المصدرين الصينيين خططاً لتسريع الانتقال أو فتح مصانع خارج الصين للتعامل مع عودة ترمب، لكن بعض المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الصينيين يراهنون على أن نهج ترمب قد يعمل لصالحهم، حيث قد تفشل الجهود الأميركية لإبطاء التقدم التكنولوجي للصين في الحصول على الدعم الدولي.

تصنيفات

قصص قد تهمك