يأمل عدد من المشرعين في ماساتشوستس بالولايات المتحدة في حشد الدعم لاقتراح من شأنه أن يجعل الولاية أول من يتبنى حظراً يهدف للقضاء على استخدام منتجات التبغ بمرور الوقت، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
ومنذ عام 2018، يحظر القانون في ماساتشوستس بيع أي منتج تبغ، بما في ذلك السجائر والسجائر الإلكترونية، لمن هم دون 21 عاماً. كما حظرت الولاية بيع جميع منتجات التبغ المنكهة في محاولة للحد من اهتمام الشباب بالنيكوتين.
الاقتراح الجديد، الذي يخطط المشرعون لتقديمه العام المقبل، من شأنه أن يوسع الجهود الرامية إلى الحد من التدخين، من خلال إنهاء جميع مبيعات النيكوتين ومنتجات التبغ تدريجياً.
وإذا تمت الموافقة على مشروع القانون، فلن يتمكن الشباب الذين لم يبلغوا السن القانونية لشراء النيكوتين والتبغ من شرائها بشكل قانوني في ماساتشوستس، وبالتالي لن يكون هناك المزيد من المستخدمين الجدد.
أول مدينة تتبنى حظر التدخين
كانت بروكلين، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها نحو 63 ألف نسمة مجاورة لمدينة بوسطن، أول من تتبنى مثل هذا الحظر في عام 2020 في الولايات المتحدة، وبدلاً من رفع سن شراء السجائر، يحظر القانون بيع التبغ لأي شخص وُلد في أو بعد 1 يناير 2000، ودخلت تلك القواعد حيز التنفيذ في عام 2021.
وهذا يعني أنه في مرحلة ما في المستقبل لن يُسمح لأحد بشراء أي منتجات تبغ في المدينة. وتم الطعن في هذا الإجراء، لكن أعلى محكمة في الولاية تدخلت في وقت سابق من هذا العام، وأيدت الحظر.
ووافقت مدن وبلدات أخرى في ماساتشوستس بالفعل على حظر مماثل للتبغ، بما في ذلك مالدن، وميلروز، وريدينج، وستونههام، وويكفيلد، وونشستر.
إنقاذ الأرواح
قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جيسون لويس، وهو أحد مؤيدي الاقتراح على مستوى الولاية، إن مشروع القانون "سينقذ أرواحاً لا حصر لها ويخلق عالماً أكثر صحة للجيل القادم".
وأضاف لويس: "نحن جميعاً نعلم التأثيرات الصحية المدمرة للنيكوتين ومنتجات التبغ، وخاصة على شبابنا".
النيكوتين ومنتجات التبغ تسبب الإدمان، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض أخرى.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من 9 من كل 10 بالغين يدخنون السجائر يومياً حاولوا التدخين لأول مرة في سن 18 عاماً، والتي وجدت أيضاً أنه في عام 2024، استخدم نحو 2 من كل 5 طلاب سبق لهم استخدام منتج تبغ حالياً.
وقال بيتر برينان، المدير التنفيذي لجمعية متاجر التجزئة والطاقة في نيو إنجلاند، إن الاقتراح من شأنه أن يقوض المتاجر الصغيرة التي تعتمد على السجائر في جزء كبير من مبيعاتها.
كما أن من شأنه أن يضع المتاجر الواقعة بالقرب من الولايات المجاورة التي تسمح ببيع السجائر لجميع البالغين، في وضع تنافسي غير مؤات.
وأضاف برينان أنها "فكرة فظيعة"، موضحاً: "إنك في الحقيقة تحرم البالغين من حقهم في شراء منتج قانوني مقيد بالعمر".
وأشار إلى أن "حرمان بعض البالغين من حقوقهم وعدم حرمان آخرين من حقوقهم أمر غير دستوري على الأرجح". ومن غير الواضح مدى الدعم الذي يحظى به الاقتراح في الهيئة التشريعية.
واتخذت ماساتشوستس خطوات في العقود الأخيرة للحد من التدخين، بما في ذلك زيادة الضرائب على السجائر. ومن المفترض أن يتم تخفيض هذه الضرائب وإلغاؤها في النهاية من خلال حظر التدخين التدريجي على مستوى الولاية.
وتابع عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي بالقول إن أي انخفاض في عائدات ضريبة السجائر سيتم تعويضه بأكثر من تكاليف الرعاية الصحية المخفضة والمدخرات الأخرى.
وفي عام 2022، أفاد 10.4% من البالغين في ماساتشوستس بتدخين السجائر، وفقاً لدائرة الصحة العامة بالولاية.
تجارب مماثلة
دفع بعض المشرعين في كاليفورنيا إلى حظر جميع مبيعات التبغ، إذ قدموا تشريعاً العام الماضي لجعل بيع السجائر والمنتجات الأخرى لأي شخص وُلد بعد 1 يناير 2007 أمراً غير قانوني.
وفي عام 2022، أصبحت نيوزيلندا أول دولة تمرر قانوناً يهدف إلى فرض حظر مدى الحياة على شراء الشباب للسجائر، من خلال إلزامهم بعدم بيع التبغ لأي شخص وُلد في أو بعد 1 يناير 2009. تم إلغاء القانون لاحقاً.
وفي بريطانيا، اقترح رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك رفْع السن القانوني الذي يمكن للأشخاص في إنجلترا شراء السجائر فيه بعام واحد، كل عام حتى يصبح الأمر غير قانوني في النهاية بالنسبة للسكان بالكامل. فشل الاقتراح في الحصول على الموافقة في وقت سابق من هذا العام.