يُفتتح نصب تذكاري بريطاني كبير، الأحد، على شواطئ الإنزال في فير سور مير بشمال غرب فرنسا، لتخليد ذكرى 22 ألفاً و442 رجلاً وامرأة قضوا في ظل القيادة البريطانية عام 1944 في نورماندي لتحرير أوروبا.
ونقلت "فرانس برس"، عن مدير المشروع ستيفن دين قوله، إن النصب هو "المكان الوحيد الذي تظهر فيه جميع الأسماء. التي تطلب العثور عليها كثيراً من البحث".
وشارك في الإنزال أفراد يحملون 38 جنسية تحت القيادة البريطانية، وفق ما أفاد به دين، وكان بين المشاركين 177 فرنسياً من كتيبة كوماندوس كيففر.
ومن المقرر أن يبدأ الحفل صباح الأحد، في الموقع الذي تبلغ مساحته 18 هكتاراً بحضور وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي والسفير البريطاني في فرنسا إد لويلين.
وقال الأمير البريطاني تشارلز في رسالة نُشرت باللغة الفرنسية على الموقع الإلكتروني للنصب التذكاري إن هذا "النصب التذكاري الوطني" الذي أقيم على موقع "مثير للإعجاب مستحق منذ فترة طويلة".
ويتألف النصب التذكاري من سلسلة من 160 عموداً من الحجر الأبيض مرتبة في مستطيل مفتوح على حديقة كبيرة تتخللها بعض الأشجار الصغيرة، وأسماء الجنود منقوشة وفق ترتيب زمني من 6 يونيو إلى 31 أغسطس 1944.
كما يضم الموقع نصباً تذكارياً لإحياء ذكرى "آلاف من مدنيي نورماندي" الذين فقدوا أرواحهم في 6 يونيو 1944 تحت القصف، ويقدر المؤرخون عدد الضحايا المدنيين بعشرين ألفاً خلال معركة نورماندي في يونيو نهاية صيف عام 1944.
250 ألف زائر سنوياً
يطل الموقع التذكاري الذي بلغت تكلفة إنشائه 33 مليون يورو بتمويل من الحكومة البريطانية وجهات خاصة، على "غولد بيتش" وهو أحد مواقع الإنزال البريطاني الثلاثة في 6 يونيو 1944.
واستُخدم نحو 4 آلاف طن من الحجارة لبناء الموقع، وفق السفارة البريطانية في فرنسا، التي أكدت أن الفكرة اقترحها العسكري المخضرم جورج باتس، ثم لقيت دعم العديد من المحاربين القدامى.
وتوقع ستيفن دين أن يستقطب المكان نحو "250 ألف زائر سنوياً"، إذا "كان عدد الزيارات مشابهاً لما تشهده مواقع أخرى" مثل موقع أرومانش الواقع على مسافة 6 كيلومترات.
استقبلت مقبرة كولفيل سور مير الأميركية، التي تطل ضرائحها البالغ عددها 10 آلاف على شاطئ أوماها، والواقعة على بعد 25 كيلومتراً غرب فير سور مير، أكثر من مليون زائر قبل عام من ظهور فيروس كورونا.
حتى ذلك الحين، كان المكان الرئيسي لإحياء ذكرى البريطانيين الراحلين هو المقبرة البريطانية في بايو الواقعة على مسافة 15 كيلومتراً من فير إنلاند، وهي أهم مقبرة للكومنولث في النورماندي، إذ تحوي رفات 3935 عسكرياً من المملكة المتحدة.
وفي عام 2019 وضعت رئيسة الوزراء البريطانية حينها تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحجر الأساس للنصب التذكاري لفير سور مير، وحضر المراسم في المقبرة الأميركية قرابة 12 ألف شخص بمشاركة الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب وإيمانويل ماكرون.
وبين يونيو وسبتمبر 1944، خلفت معركة نورماندي نحو 40 ألف ضحية من جانب الحلفاء، وبين 50 و60 ألفاً من الجانب الألماني.